غزّة.. أوسع من "قطاع"!

غزّة.. أوسع من "قطاع"!
الرابط المختصر

بعد العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، ورد فعل المقاومة الفلسطينية بمختلف فصائلها، وصولا إلى إعلان تثبيت وقف إطلاق النار بين الجانبين، كان لكتاب الرأي والمقالات قراءتهم في هذا الحدث وتداعياته خلال المرحلة المقبلة.

 

الكاتب حازم عياد، يرى أن "المواجهة الدائرة بين المقاومة في قطاع غزة والكيان الاسرائيلي ترسم ملامح مرحلة جديدة ليس في قطاع غزة وفلسطين بل في المنطقة بأكملها".

 

ويشير عياد إلى أن حالات التصعيد المحدودة والعابرة التي تخللت المسيرات "مسيرات العودة في القطاع"، ترافقت مع احداث كبرى في الاقليم، كان ابرزها تفاعلات الازمة السورية والملف الايراني وازمة حصار قطر والازمة اليمنية واخيرا ازمة اختفاء خاشقحي، وتبعها موجة تطبيع فجة لا تملك أفقا حقيقيا في المنطقة.

 

و"لم تقتصر المتغيرات المتسارعة على الازمات بل تميزت بمتغيرات سريعة وقف على رأسها مؤخرا فوز الحزب الديمقراطي في انتخابات البرلمان النصفية للكونغرس الامريكي، مضعفة من قوة وزخم السياسة المتبعة من قبل ادارة ترمب لتسير بالتوازي مع تفاعلات داخلية في الكيان الاسرائيلي تهدد مكانة نتنياهو ومستقبله السياسي".

 

ويلفت الكاتب إلى أن "المتغيرات السابقة اجتمعت لتتفاعل بقوة ظهرت على شكل حالة من التجاذب القوي والمستمر لملف المصالحة ورفع الحصار؛ اذ تركزت الجهود المبذولة على رفع الحصار عن قطاع غزة مسنودة بالجهود المصرية".

 

ويضيف بأن "التصعيد من قبل المقاومة جاء بعد حادثة امنية تكبد فيه الاحتلال خسائر كبيرة، معطيا المقاومة فرصة كبيرة للمبادرة ورسم معالم المواجهة وتفاصيلها؛ اذ مثلت فشلا ذريعا لمنظومته الاستخبارية والامنية والسياسية، والاهم انها مثلت نقطة فارقة في محاولات الاحتلال للتأسيس لمرحلة ما بعد التهدئة وفق شروطه ومعاييره".

 

ويخلص عياد إلى القول بأن "تدحرج المواجهة الحالية بين المقاومة والكيان الاسرائيلي لا تخدم الاستراتيجية الصهيونية، وتضغط على الكيان وحلفائه للوصول الى تهدئة تمنع التدحرج نحو مواجهة شاملة بشروط جديدة، وعلى أسس متينة؛ اذ إن المنطقة والصراع على وشك الدخول في مرحلة جديدة، قدمت فيها المقاومة في غزة باعتبارها طرفا اقليميا فاعلا في المعادلات السياسية وصانعا لها وليس مجرد لاعب صغير يتحرك على هامش التفاعلات الاقليمية".

 

أما الكاتب جهاد المنسي، فيلفت إلى اعتقاد المحتل بأن "مصافحة هذا العربي وزيارة تلك العاصمة، ومرور طيرانهم فوق تلك الدولة ووجود ناعقين يؤيدونهم شرقا وغربا، عربا وعجما، قد ينسينا القضية، وأن نكون  كما شعوب أخرى نمر عن اعداد الشهداء مرور الكرام، لا؛ فنحن في الاْردن لسنا كذلك ونرفض ان نكون، فالشهيد الذي يرتقي في غزة أو الضفة تشعر به عمان والكرك والسلط وعجلون، كما يشعر به سكان البقعة والوحدات وجرش".

 

فـ"الكيان الصهيوني يعتقد جدلا أن خطوط التواصل التي فتحها، والحماية الدولية التي يوفرها له ساكن البيت الأبيض في واشنطن يجعله أقوى بطشا، ويتركه يفعل ما يشاء وقتما شاء، ويضعف مقاومة شعب بات مجبولا على مقاومة الاحتلال والتصدي لغطرسته بصدور عارية تارة، وبمعدات أولية تارة أخرى".

 

ويقول المنسي "حاليا، لا يوجد ما تخسره غزة ولا سكانها، ولن يلتفت من اختار المقاومة طريقا له لتحقيق هدفه والوصول لاستقلاله وكنس المحتل، لن يلتفت لتصريحات وإدانات العرب والغرب المستهلكة، التي بات يعرفها عن ظهر قلب، ولن ينتظر أن تجتمع الأمم المتحدة لوقف العدوان"..

 

فـ"هذا الشعب سيبقي المقاومة في وجدانه، ولن يكترث أبدا للأوصاف التي يطلقها البعض على مقاومته، فهو يعرف أن وجود المحتل يعني الدفاع عن الأرض بكل الوسائل المتاحة، وستبقى كل التوصيفات الأخرى تفاصيل لا تقنعه أبدا"، يختتم المنسي مقاله.

 

ويحاول الكاتب عبد الله المجالي، تخيل "وجوه قادة الكيان الصهيوني السياسيين والعسكريين وهم يشاهدون لقطات الفيديو لعملية استهداف حافلة جنودهم بصاروخ «كورنيت» انطلق من غزة.. وجوه منتقعة مخذولة شاحبة لا دماء فيها، شفاه مرتجفة، عيون شاخصة، أجساد متسمرة على جلستها دون حراك".

 

فـ"عملية الكورنيت ستلقي الرعب في قلوب الصهاينة على جميع المستويات؛ السياسية والعسكرية والأمنية والشعبية".. يضيف المجالي الذي يؤكد أن تلك العملية كانت رسالة أكثر منها ردا انتقاميا أو أخذا بالثأر لقيادات القسام.. وهذا يعطينا دلالة على أننا أمام مقاومة تملك كل إمكانيات التفكير والتخطيط الاستراتيجي، وليست مقاومة عاطفية تجنح نحو الثأر والانتقام وفقط.