عيد الأم احتفال منقوص في ظل غياب الحقوق

عيد الأم احتفال منقوص في ظل غياب الحقوق
الرابط المختصر

 

لا يزال الاحتفال بعيد الأم منقوصا، في ظل ما تواجهه من تحديات عديدة، على مختلف الاصعدة الاجتماعية والاقتصادية، ناهيك عن الصورة المجتمعية النمطية التي تحصرها في أطر محدودة بعيدة عن  طموحاتها ونجاحاتها.

الناشط في مجال حقوق المراة المحامي عاكف المعايطة يرى انه في اغلب المناسبات المعنية بالمرأة، تركز بعض الوسائل الاعلامية على تكريس النظرة التقليدية لها، وحصرها بالفنون والطبخ والتجميل.

ويصف المعايطة دور الاعلام بالمقصر، اتجاه تطرقه الى المشاكل الحقيقية التي تعاني منها المرأة، كالحقوق والحريات، الأمر الذي يساهم في تعميق النظرة النمطية دون معالجتها.

كما أن المرأة لا زالت تتعرض للعديد من أشكال التمييز أما في الأجر، وحصرها في مجالات محددة في مواقع العمل،  اضافة الى ان البعض لا يزال يرى أن ما حققته المرأة من انجازات غير هام، على الرغم من تقديمها للعديد من الأعمال المميزة دون مقابل بحسب المعايطة.

ويشدد المعايطة على ضرورة التركيز على حقوق المراة وما تقدمه من إنجازات عظيمة، والحرص  على ظهورها بصورتها الحقيقة بعيدا عن تحديد أدوارها وحصرها ضمن إطار معين.

المرأة والعمل

وتتفق رئيس قسم التمكين الاقتصادي في وزارة العمل الدكتورة ايمان العكور مع المعايطة بقولها إن المرأة العاملة لا تزال تواجه العديد من الصعوبات والتحديات نتيجة المهمات العديدة الموكولة اليها، الامر الذي يجعل انسحابها من سوق العمل بنسب كبيرة.

وتشير دراسة اخيرة صادرة عن وزارة العمل الى  ان حوالي 87% من الإناث يتجنبون العمل وذلك لأسباب عائلية.

وللحد من تلك الاشكالية تؤكد العكور أن الوزارة قامت جاهدة للدفع باتجاه اقرار نظام العمل المرن الذي صدر العام الماضي، كي يساهم بانخراط المرأة في سوق العمل، ويمكنها من التوافق ما بين مسؤولياتها المتعددة.

وتوضح العكور أن نظام العمل المرن يتضمن عدم اشكال، كالعمل لبعض الوقت، أو العمل ضمن ساعات مرنة، أو العمل خلال أسبوع مكثف ، كما انه يستفيد منه أصحاب المسؤوليات العائلية، كالمرأة الحامل، أو العمال الذين يتولون رعاية طفل، أو رعاية فرد من أفراد العائلة أو كبار السن.

وتشير العكور إلى ان هذا النظام لا يتم تطبيقه على المراة العاملة وحسب وانما يستطيع الرجل الاستفادة منه، ما يساهم في تقسيم مهمات الزوجين بحيث يسهل على المراة العديد من الامور .

هذا وتعمل الوزارة على إصدار تعليمات جديدة تخص نظام العمل المرن خلال الفترة المقبلة، لمساعدة أصحاب العمل على تطبيقه والاستفادة منه.

المرأة والصحة

وعلى الصعيد الصحي للمرأة قامت وزارة الصحة مؤخرا بانشاء سجلا وطنيا، يهدف إلى إحصاء أعداد وفيات الامهات من كافة المستشفيات التابعة للوزارة، ليمكنها من إصدار أرقام دقيقة سنويا، والعمل على تخفيض من نسبة الوفيات.

واكدت رئيسة قسم صحة المرأة في مديرية صحة المراة والطفل في الوزارة الدكتورة حنان النجمي ان نسبة وفيات الأمهات في المملكة تعد من أقل النسب مقارنة بدول الإقليم المحيطة.

وتشير دراسات متخصصة لوزارة الصحة إلى أن معدلات وفيات الأمهات في المملكة وصلت الى  19 لكل100.000 حالة ولادة لغاية 2015 ، وتسعى الى تخفيض تلك المعدلات الى نحو 12 لكل 100.000 حالة خلال الأعوام المقبلة.

ومن أبرز الأسباب التي تؤدي إلى تدهور صحة المرأة هو تعرضها للنزيف الحاد، وارتفاع ضغط الدم اثناء الولادة، بحسب النجمي، مشددة على اهمية رعاية الأم خلال مراحل حملها للتمكن من تحديد نسبة الخطورة التي قد تواجهها والتعامل معها ضمن الإجراءات الخاصة لكل حالة.

 

هذا وبحسب سجلات الوزارة فان نحو 465 مركزا صحيا، منتشرين بكافة انحاء المملكة  يقدمون كافة الخدمات لرعاية الأمومة والطفولة، والعمل على زيادة الوعي بصحة المراة، والفتيات المراهقات، وذلك بتوعيتهن بخطورة الزواج المبكر والحمل على الصحة.

 

أضف تعليقك