عنفٌ على الشاشات الأردنية والعالم يتفاعل

عنفٌ على الشاشات الأردنية والعالم يتفاعل
الرابط المختصر

باتت مشاهد العنف على الشاشات الأردنية، معتادة للمواطن الأردني الذي شاهدها في البرامج الحوارية أكثر من 4 مرات خلال أقل من عام ونصف.

فما حدث على قناة "سفن ستارز" الأردنية ليلة الثلاثاء الماضي بين الإعلاميين شاكر الجوهري ومحمد الجيوسي، ليس الأوّل من نوعه على الشاشات الأردنية، فمشاهد "العنف" وقلب الطاولات وإخراج السلاح على "الهواء" باتت حوادث متكررة اعتاد المواطن على مشاهدتها.

إلا أن هذه "المشاجرة المتلفزة" حظيت باهتمام عالمي، حيث تناقلها عدد من الصحف والمواقع العالمية وكان على رأسها صحيفة "الاندبندتت" البريطانية، وموقع هيئة الاذاعة البريطانية "."BBC

وكان لافتا الاهتمام العالمي بهذه المشاجرات التي حظيت باهتمام واسع وحجم مشاهدات كبير جدا على مواقع التواصل الاجتماعي والصحف والمواقع.

وتنوعت التعليقات على الفيديو إلا أن معظمها أشار إلى أن "قلب الطاولات" ليس طريقة جيدة للحوار، فيما انتقدت بعض التعليقات "عرض هذه المشاهد" على التلفاز.

النار من سورية والزيت أردني:

تباين الآراء حول الثورة السورية هو السبب مجدداً وراء كل تلك العصبية والصراخ والشتائم بين الجيوسي والجوهري على ذات البرنامج "بين اتجاهين"، الذي شهد العام الماضية مشاجرة أيضاً بين المحامي سميح خريس المؤيد للنظام السوري وبين النائب السابق علي الضلاعين، والتي انتهت بذات الطريقة التي انتهت بها حلقة الجيوسي والجوهري.

وبحسب رصد "عمّان نت" للمواقع العالمية والعربية التي تناقلت فيديو المشاجرة، كان لافتاً التساؤل الذي طرحه المعلقون، وهو "لماذا يتشاجر الأردنيين بكل هذا العنف على الموضوع السوري".

تكريس للعنف ونقله مباشرة:

العامل المشترك بين كل المشاجرات التي شاهدها المواطن على الهواء  هو عدم عمق الحوار وسطحية تناول القضايا ، وهي لغة ليس من المنطق أن يستخدمها إعلاميون ونواب على الهواء مباشرة وأمام "المشبع بالعنف والذي يعيش حالة عنف غير مسبوقة"، بحسب مراقبين.

نوعية هذه البرامج التي تقلد إعلامي الجزيرة فيصل القاسم وبرنامجه "الاتجاه المعاكس" باتت النوعية المفضلة للفضائيات الأردنية التي تشهد تنافساً محموماً بينها لاستقطاب "المشاهد" وفي خضم هذا التنافس تناست الفضائيات الأردنية أنها تتوجه إلى مشاهد لا يحتاج إلى مزيدٍ من العنف الذي لم يعد جامعياً أو مناطقياً بل أصبح على مستوى محافظات كما حصل في معان قبل أيام.

والسيء أيضاً أن هذه المشاهد يشاهدها آلاف من خارج الأردن والذين يقرأون  يومياً عن العنف في الجامعات الأردنية وفي المحافظات الأردنية وحتى في البرلمان الذي شهد اطلاقاً للنار تحت قبته، والتي من الطبيعي أن تتحول في حال استمرارها إلى صورة ذهنية تجمع كل الأردنيين وكل تاريخ دولتهم.

تحذير من نقل العنف إلى التفاز:

كتاب مقالات ومختصون في علم النفس والاجتماع دعوا أكثر من مرة إلى إعادة النظر في محتوى هذه البرامج، كما دعوا إلى تطوير مهارات مقدميها الذين ربما وبغير قصد يصبون الزيت على النار أثناء إدارتهم للحوارات المتلفزة.

من المؤكد أن آخر شيء يريده الأردن هو أن تتحول قنواتهم التلفزيونية وبرامجها الحوارية إلى ساحة للعنف بعد أن تحولت ساحات جامعاتهم كما شوارعهم إلى "بيئة خصبة" لنمو تلك "الظاهرة المقلقة".