عناوين في خطاب الملك
تناول الملك عبد الله الثاني خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، وفيما يقل عن ربع ساعة من الزمان، عدة محاور، كان أبرزها طرحه لخطوات محددة لمحاربة "التطرف"، إضافة إلى قضية الانتهاكات الإسرائيلية في المسجد الأقصى، الأمر الذي كان له عدة قراءات من كتاب الرأي والمقالات.
الكاتب فهد الخيطان، يرى أن الملك نأى بنفسه عن السجال المحتدم في أروقة الأمم المتحدة حول الأزمة السورية، حيث حرص على التذكير بجوهر المشكلة في المنطقة والعالم المتمثلة في التطرف والإرهاب، ووضعه لمحاربته الفكرية والإيديولوجية كأولوية.
ويضيف الخيطان بأن "القوى المنشغلة والمنخرطة في الصراعات، لا تعي أن المتطرفين يستثمرون، وبنجاح، الانقسام العالمي الحاصل، وصراع القوى على مصالح ضيقة في هذا البلد أو ذاك".
ويصف الكاتب خطاب الملك بـ"الصرخة" لكافة أطراف الصراعات المتعددة، مضيفا بأن موجة "عالية التردد" من التطرف تسود في الأجواء، في الوقت الذي تدور فيه حرب كلامية بين الشرق والغرب حول الأولويات والمصالح.
ورغم تركيز خطاب الملك على مسألة "التطرف" وسبل محاربته دوليا، إلا أنه لم يغيب ملف القدس التي ذكر بالوصاية الأردنية على مقدساتها، وملف اللاجئين الذين استعرض تحدياتهم لبلد مثل الأردن، بحسب الخيطان.
القدس: كلمة السر بمحاربة الإرهاب
كما يذهب الكاتب إبراهيم القيسي، إلى أن "شمولية الخطاب الأردني" الذي يتحدث به الملك، "يقدم مرافعات منطقية بشأن الصراعات التي تدور في العالم، وفي منطقتنا العربية تحديدا، مستعرضا الخطوات السبع التي قدمها الملك لمحاربة الفكر المتطرف.
ويؤكد القيسي أن "كلمة السر" حتى في الحديث عن الحرب على الإرهاب، تكمن في مدينة القدس، التي تمثل النقطة المركزية في فهم ومكافحة ما يدور من صراعات وحروب وإرهاب في المنطقة.
"فموجات الإرهاب والتطرف التي تضرب في المسجد الأقصى، والذي يقوده جيش الاحتلال ويحميه، هو أصدق مثال على عدم احترام حقوق الناس بالعبادة والاعتقاد، وهو السبب الأول لدوام وتغذية التطرف والتطرف المضاد" يكتب القيسي.
ويخلص الكاتب إلى القول إنه "لا استقرار منشودا مادامت القدس والأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية التاريخية، موجودة في قبضة احتلال صهيوني عقائدي عنصري، ينكأ جراح المنطقة كلما اندملت، من خلال اعتداءاته المتكررة على المقدسات والعباد".
رفع العلم الفلسطيني وسقوط القضية
أما الكاتب عريب الرنتاوي، فيلفت إلى "الأجواء الاحتفالية" برفع العلم الفلسطيني على مبنى الأمم المتحدة، في مفارقة مع خيبة الأمل الفلسطينية لاكبيرة، جراء سقوط أو إسقاط القضية الفلسطينية من كلمة رئيس الدولة الأعظم أمام الدورة السبعين لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ويوضح الرنتاوي بأن المتتبع لما ألقي من كلمات أمام الجمعية العامة حتى الآن، يلحظ تآكلاً مريعاً في مكانة القضية الفلسطينية على الساحة الدولية، حيث غابت عن كلمات بعضهم، ووردت بخجل واقتضاب وبصورة مجزوءة في كلمات بعضهم الآخر.
ويشير الكاتب إلى غياب الحديث عما تم الترويج له من حكاية "القنبلة" التي سيتضمنها خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ويؤكد الرنتاوي أن أن عدالة القضية الوطنية لا تكفي لاستدرار الدعم واستجلاب الاهتمام، لافتا إلى ضرورة وضع الفلسطينيين لقضيتهم في قلب أجندة المجتمع الدولي، وذلك عن طريق الاشتباك مع الإسرائيلي بكل أشكال المقاومة المشروعة والممكنة.
إستمع الآن