علاقة إدارة ترامب مع الأردن وتعاملها مع المنطقة
لا يزال انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، شاغلا لمساحة كبيرة من قراءات المحللين المحليين، خاصة فيما يتعلق بتوقعاتهم لعلاقة واشنطن المستقبلية بالأردن وتعاملها مع قضايا المنطقة خلال المرحلة المقبلة.
الكاتب ماهر أبو طير، يرى أن الأردن الرسمي لا يبدو في وارد القلق، من وصول ترامب إلى الرئاسة، بشكل عام، وإن كانت عمان تقرأ فوزه، عبر تأثيرات مقبلة عامة على المنطقة، مشيرا إلى أنها تدرك بأن الرئيس الجديد للبيت الأبيض ينظر إلى المملكة نظرة جيدة تؤازرها مواقف الجمهوريين عموما.
ويوضح أبو طير بأن علاقة الأردن بالجمهوريين لم تكن سيئة، إذ بقيت هذه العلاقة في إطار جيد، خلال عهود سابقة، خصوصا، في مرحلة بوش الابن، وإن كانت توترت في مرحلة بوش الأب.
وستشهد المرحلة المقبلة، بحسب الكاتب ثلاثة تحديات يواجهها الأردن في علاقته مع الأميركان، تتمثل بالخطط التي ستتبناها الإدارة الأمريكية مع قضايا المنطقة المختلفة وموقفها من بعض الدول العربية، وثانيها الأعباء التي قد تتسبب بها هذه الإدارة، ارتداديا على الأردن، إذا تورطت في تصعيد في المنطقة.
و"يأتي الاعتبار الثالث في حسابات الأردن، ذاك الاعتبار المتعلق بإسرائيل والقضية الفلسطينية، والقدس حصراً، والسياسات التي قد تفرضها إدارة ترامب على المنطقة، بخصوص هذه الملفات".
أما الكاتب فايز الفايز، فيتساءل إن كان بالإمكان التنبؤ بمستقبل بلادنا ابتداء من العام المقبل، أو كيف سيكون عالمنا العربي في ظل حكم ترامب الذي يعشق الدكتاتوريات، على حد تعبيره.
ويضيف الفايز بأنه "ورغم الحديث عن مبادئ الدولة الأمريكية ومؤسساتها الراتبة والدولة العميقة التي تحكم القرار داخليا بشكل متوازن، فإن القرار الخارجي هو بيد الرئيس وله الحق في تحريك الجيش الأمريكي لأي مكان في العالم لثلاثة أشهر دون موافقة الكونغرس"، لافتا إلى سيطرة الجمهوريون على مجلسي النواب والشيوخ، وهذا يحرك دوافع الخشية من القادم الأمريكي الجديد.
ويخلص الكاتب إلى القول إن "ترامب قد انتهج طريقا جديدا في علوم الحرب العالمية، و لن يكون مضطرا الى استخدام الجيوش والأساطيل، بل سيستخدم حربا مالية واقتصادية ومقايضات لن تنتهي مع الأصدقاء المفترضين قبل الخصوم".
فيما يشير الكاتب فهد الخيطان، إلى تصريحات المستشار في حملة ترامب الانتخابية وليد فارس، التي أكد خلالها أن الإدارة الأميركية الجديدة، ستسعى إلى إحياء تحالف دول الخليج مع الأردن ومصر من جديد، كأساس لإدارة العلاقة الأميركية مع المنطقة في المستقبل.
ويضيف الخيطان بأن إدارة ترامب، والتي هي قيد التشكيل، لم تقدم بعد تعريفا للعلاقة مع العالم العربي، فـ"أفكار الرئيس الجديد عن الشرق الأوسط ماتزال مشوشة ومضطربة إلى حد كبير، وتصريحاته بهذا الخصوص متناقضة".
"وبشأن الموقف من القضية الفلسطينية، قدم ترامب وعودا كارثية لإسرائيل، الوفاء بها سيؤدي إلى تأجيج الصراع في المنطقة، ويضع العلاقات العربية مع واشنطن في مهب الريح، مع التأكيد أن الساسة والخبراء الإسرائيليين، كسائر المراقبين حول العالم، قلقون من غموض سياساته، ويخشون من ردات فعل غير متوقعة"، يقول الخيطان.
وينتهي الكاتب إلى القول بأن أحد أهم أسباب صمود التحالف الخليجي مع مصر والأردن في السابق، كان يتمثل في قدرة دول الخليج على تحمل الكلف المالية لهذا التحالف. لكن في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها السعودية ودول الخليج الأخرى،سيكون من الصعب حقا قيام تحالف استراتيجي كالذي تطمح إليه إدارة ترامب من دون توفير الدعم المالي اللازم لإدامته، في وقت تواجه فيه كل من الأردن ومصر أوضاعا اقتصادية صعبة