"شارع الجيش" عنوان الزرقاء ومستودع ذاكرتها

"شارع الجيش" عنوان الزرقاء ومستودع ذاكرتها
الرابط المختصر

بعض جدران اسودت حجارتها وهيكل سينما عتيقة سدت بوابتها بالطوب، هو كل ما تبقى من معالم شارع الجيش الذي كان ذات زمن قلب الزرقاء الخافق وعنوان وجودها.

في عصره الذهبي، كان الشارع يحتضن خمس دور سينما شكلت شاشاتها ومسارحها أولى نوافذ أهل المدينة على العالم، في وقت لم يكن التلفزيون موجوداً، واقتصر الأمر على أجهزة الراديو بالبطارية وعدد محدود من الجرائد والمجلات.

كما كان يغص بمتسوقين تجتذبهم الدكاكين والمطاعم ومحال الحلويات والخياطين، والتي كانت تطل بواجهاتها شرقاً على سياج المعسكرات الممتد مما يعرف اليوم بميدان الجيش وحتى منطقة خو على بعد نحو أربعة كيلومترات شمال المدينة.

في بدايته، كان طريقاً متواضعة جرى شقها بالتوازي مع مسار الخط الحديدي الحجازي الذي يعبر التخوم الشرقية للمحافظة، لكن أهميته بدأت تبرز مع إقامة المعسكرات، حيث جرت توسعته لتسهيل تنقل الجنود الذين كانوا ياتون من انحاء البلاد.

وسرعان ما ظهر مجمع السفريات القديم الذي أقيم قرب المدخل الرئيسي للمعسكرات، وبه اكتمل المثلث السحري الذي جعل من شارع الجيش معلماً تجارياً وسياحياً فريداً.

ولكن مع أفول بريق السينما وإغلاق دورها ثم انتقال المعسكرات من أجل السماح بتوسع المدينة شرقاً، وبعدها بناء حاجز بين الشارع والمجمع، اختفى كل ذلك، ولم تبق منه سوى بعض ذكريات يرويها من عاصروها.

ومن هؤلاء موفق المشاقبة (66 عاما) والذي يبدي أسفه لما أصبح عليه الشارع بعد تلك السنوات الجميلة على حد وصفه.

ويروي المشاقبة الذي يمتلك مكتبا للسفريات في الشارع منذ 47 عاما بعض المشاهد التي لا تزال حية في ذاكرته ويقول أنه عندما كان ياتي آخر الأسبوع ويحصل العسكر على إجازاتهم فإن أول ما يقصدونه هو شارع الجيش لتناول الطعام أو شراء حاجيات أسرهم.

ويضيف أنهم في المساء كانوا يحضرون مع عائلاتهم لمشاهدة الأفلام التي تعرضها السينمات الخمس: ركس وسلوى والحسين والنصر والسينما الصيفية، وكان سعر التذكرة حينها ثلاثة قروش فقط.

ويتذكر المشاقبة كذلك الجانب الشرقي للشارع عند الجهة المقابلة لمنطقة الغويرية والذي كان منطقة للتنزه تنبثق بالخضرة في الربيع، فضلا عن أنها كانت تضم بعض مزارع الخس وانواع من القثاء.

ويقول المشاقبة متأسياً أن الشارع الذي يربط شمالي المدينة بجنوبها، كان يضج بالحياة على مدار 24 ساعة، لم يعد يؤمه اليوم سوى اقل من 5 بالمئة من اعداد من كانوا يقصدونه سابقا.

ومن جهته، يقول حموده صوفان (50 عاما) وهو يمتلك متجرا في شارع الجيش منذ الثمانينيات ان الشارع كان يزخر بالمطاعم ومحلات المواد التموينية وغيرها، ولكن معظمها اختفى الان وحل مكانه محال لبيع الكهربائيات والادوات المنزلية.

لكن صوفان يؤكد رغم ذلك ان شارع الجيش لا يزال يتمتع باهمية كبيرة لاسباب منها ان معظم اهالي الزرقاء لا بد ان يمروا منه خلال توجههم الى اعمالهم فضلا عن ان فيه المستشفى العسكري ودائره الاحوال المدنية والمؤسسة الاستهلاكية العسكرية ودائره الاوقاف والدفاع المدني.

لبرنامج هنا الزرقاء

أضف تعليقك