سورية في الأروقة الأممية مع بدء العمليات الروسية الجوية

سورية في الأروقة الأممية مع بدء العمليات الروسية الجوية
الرابط المختصر

تتزامن الأنباء حول بدء العمليات الروسية العسكرية الجوية في سورية، مع تعالي الأصوات في الجمعية العامة للأمم المتحدة بالخطابات الدولية، والتي كان الملف السوري، ومحاربة الإرهاب، من أبرز عناوينها.

 

الكاتب فهد الخيطان، يتساءل إن كان الخلاف الأميركي الروسي حول سورية سيقود إلى مزيد من التأزيم، أم أنه مقدمة لصفقة سياسية، مرجحا هذا الخيار الأخير، استنادا إلى عدة معطيات أهمها التحول في موقف الإدارة الأميركية والدول الغربية حيال الرئيس السوري بشار الأسد، والقبول بدور له في المرحلة الانتقالية، إضافة إلى التوافق الروسي الأميركي على ضرورة التصدي لخطر الإرهاب.

 

ويشير الخيطان إلى أن الخطوات الروسية على الأرض، من خلال المشاركة الفعلية بالعمليات العسكرية،  لا توحي أبدا بنيتها المساومة على مصير الأسد في المرحلة المقبلة، مقابل الفشل التي منيت به خطط واشنطن لـ"تأهيل" المعارضة السورية.
وينقل الكاتب عن دبلوماسي رفيع في الأمم المتحدة قوله إن التصريحات النارية المتبادلة بين الرئيسين الأمريكي والروسي، لا تعكس حقيقة المواقف في الغرف المغلقة، فـ"خلف الكواليس، يُظهر الطرفان رغبة في التفاهم للوصول إلى صفقة في سورية".

 

ويلفت الدبلوماسي، بحسب الخيطان، إلى أن واشنطن ستفرغ في الولاية الأخيرة من ولاية الرئيس باراك أوباما للملف السوري، بعد أن فرغت من الصفقة حول البرنامج النووي الإيراني.

 

ويستعرض الكاتب مهند مبيضين، أبرز ما جاء في خطابات الجمعية العامة للأمم المتحدة، كدعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تشكيل تحالف واسع ضد الإرهاب تكون العاصمة العراقية بغداد مركزه، مؤكدا أن رفض التعاون مع الحكومة السورية وجيشها في هذه المعركة سيكون "خطأ كبيرا".

 

أما عن الأسد، فقال بوتين في كلمته، إن مصيره لا يقرره رؤساء الدول الغربية "أوباما أو هولاند"، بل الشعب السوري، مستندا إلى مفهوم "الإرهاب"، ليدعو نظيره الأمريكي للشراكة  في حرب مفتوحة قد لا تنتهي بزوال الأسد.

 

في المقابل، نسي الرئيس الأمريكي باراك أوباما، بحسب المبيضين، في كلمته، أن القضاء على تطرف تنظيم "داعش" وأخواتها لا ينفصل عن ضرورة وقف تعدي إسرائيل على حقوق الفلسطينيين، ووقف الاحتلال وضرورة تحقيق الدولة الفلسطينية، ليتقارب "مع أفكار بوتين الذي لم يأت للمنطقة العربية بوصفه فاتحاً ومبشراً بالديمقراطية كما فعل أوباما وأسلافه".
فيما يرى الكاتب ماهر أبو طير، أن الرئيس الأسد لا يمكن له البقاء في المجتمع الدولي "سواء كان مجرما جزارا بنظر خصومه، أو بطلا قوميا بنظر أصاره".

 

ويضيف أبو طير، أن الجميع قد يتفق على ضرورة الحل في سورية، فيما يختلفون حول بقاء الأسد، "والرجل جالس تارة تحت تصور يقول إنه يقود مشروعا مقاوما لإسرائيل والامبريالية والغرب الملعون، وتارة أنه ضحية مؤامرات دول الجوار"، وفي مرات يتم ترسيمه بصورة "القاتل والجبان".
ويتساءل الكاتب "لو كان وطنيا حقا، فلماذا يضع الشعب السوري في كفة، وموقعه في كفة، ويجعل المعاناة مستمرة تحت اسم الإطاحة بالأسد، وأين الوطنية في حرق شعبه في هذه الحرب"، مؤكدا أن استمرار الرئيس سيؤدي إلى خراب سورية أكثر، فقد بات حجة عند عواصم العالم وعند وكلاء التطرف، للهجوم على سورية، وقد نرى تقسيما لسورية بحجته، و دخولا لقوات غربية من جنوب تركيا ردا على دخول الروس، وكلها  سيناريوهات معنونة باسم التخلص من السيد الرئيس