زياد الراعي: صخب الحياة والنهاية

زياد الراعي: صخب الحياة والنهاية
الرابط المختصر

زياد الراعي ابن الثامنة والعشرين ربيعا لقي مصرعه برصاص الامن في المواجهة التي اندلعت بينهم مساء الاحد في الهاشمي الشمالي " منطقة الراعي".

سطع نجم الراعي " كعقيد" للمنطقة - كما يصفه بعض سكان الهاشمي- بعد وفاة شقيقة شادي الذي قتل قبل اعوام " برصاص طائش" امام احد النوادي الليلية.

مقرب من الراعي ، يقول لعمان نت" بعد وفاة شادي تسلم شقيقه الاصغر زياد "الراية" ليخلفه في تجارة السلاح والمخدرات وإدارة عمليات تأمين حماية للنوادي الليلة في عمان.

خلال السنوات العشر الماضية سمع قاطنو الهاشمي بأن زياد الراعي مسجون، ثم أفرج عنه ليشهد حشد كبير وليمة غداء احتفالية بالإفراج عنه .

يستغرب البعض الظهور السريع للراعي على الساحة وذياع صيته في كل محافظات المملكة، ولا يستغربون احترام الناس الشديد له في الهاشمي فقد "حافظ على الأمن لهم من خلال منعه للمشاجرات والسرقات وفرض الخاوات" حسب العديد ممن تحدثنا معهم.

يروي لنا شاهد عيان قصة كان فيها زياد " المنقذ له" يقول الشاهد" عند سرقة سيارتي لم اقم بإبلاغ المركز الأمني، حيث وصل الامر الى "العقيد" الذي قام بإحضار السيارة خلال ساعتين من سارقها في منطقة المنارة"، مضيفا أن "الراعي كان يعتبر سكان الهاشمي "خطا احمرا".

رواية الامن العام قالت ان "المطلوبان الرئيسيان في حادثة الكمالية (زياد الراعي) و(هاني البطة)، اقدما مساء الاحد على اغلاق الشارع الرئيسي في منطقة الهاشمي الشمالي بواسطة احدى المركبات وترجلوا منها وقاموا بإثارة الفوضى واطلاق العيارات نارية عشوائية باتجاه المتواجدين داخل السوق حيث تحرك الفريق الخاص في ادارة البحث الجنائي للمكان وقام الاشخاص باطلاق عيارات نارية باتجاههم ".

أصحاب المحلات التجارية في المنطقة أكدوا بأن الراعي قبل قتله بساعة ونصف قام بكتابة عبارات ضد مدير الامن العام ومديرية الامن على جدران المنطقة تحمل اتهامات، عبارات بحثت عنها "عمان نت" لتوثيقها ولم تجدها، اصحاب المحال قالوا ان الامن طمسها.

حسب شهود "ألقى الراعي خطبة بالناس من على ظهر سيارته، طالبهم فيها بإغلاق محلاتهم وإيواء أبنائهم".

قالوا " لعمان نت" "الراعي لم يطلق أي رصاصة على المتواجدين، كان شديد الاحترام لهم ولسكان الهاشمي الشمالي الذين حاولوا إقناعه بعدم جدوى تحديه للأمن والدولة".

الامن العام اكد في متن بيانه على "عدم السماح لأي كان وتحت أي ظرف كان بالتعدي على النظام العام وتعطيل سير الحياة الطبيعية للمواطنين"، في المقابل أبدى البعض تخوفهم من الإنفلات الأمني الذي قد يحدث بعد مقتل الراعي الذي فرض على أصحاب الأسبقيات في المنطقة "عدم إفتعالهم للمشكلات في أحيائهم".

وتساءل آخرون عن سبب السكوت عن صمت الأمن العام عن تجاوزات الراعي للقانون قبل ذلك، وعن صحة ما قاله خلال خطبته الأخيرة.

يقول شهود عيان "قتل الراعي تم كما يحدث في مسلسلات الآكشن سيارة الدفع الرباعي للقوات الخاص سارت مسرعة بإتجاه سيارة القتيل واصطدمت بها، وشاء القدر أنه لم يترجل منها مما أدى إلى إنقلابها وصعود قناص فوقها وقيامه بإطلاق النار على الراعي داخل سيارته".

وبهذا المشهد، انتهت 10 سنوات من بناء "دولة الراعي" التي كان لها قانون خاص، كما يقول عدد من سكان الهاشمي.