زخم افتراضي يواكب أحداث 2014

زخم افتراضي يواكب أحداث 2014
الرابط المختصر

واكبت مواقع التواصل الاجتماعي ما شهدته المملكة والمنطقة والعالم من أحداث على امتداد عام 2014، بمشاركة وتعليقات الناشطين والمستخدمين الأردنيين.

 

وكان مجلس النواب المادة الأكثر حصدا للانتقادات التي غلب عليها طابع السخرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وكان آخرها المشادة بين النائبين يحيى السعود وهند الفايز، حتى أصبحت مقولة السعود "اقعدي يا هند"، عنوانا بارزا في مختلف وسائل الإعلام حتى العالمية منها.

 

وتكررت الحوادث المتعلقة بالنائب السعود تحت قبة البرلمان، بعد أن ألقى بحذائه تجاه أحد زملائه، إضافة إلى رميه مطفأة سجائر تجاه آخر.

 

وخلال الانتخابات الرئاسية للمجلس، تداول الناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي عبارة "والله لانتحر سياسيا"، التي أطلقها النائب مفلح الرحيمي بعد فشله بالانتخابات.

 

كما تم تداول صور ومقاطع فيديو نيابية عدة بطريقة ساخرة، كصورة النائب رولا الحروب وهي نائمة، وتوزيع بعض النواب لحلويات ومكسرات تحت القبة، وأكل البعض الآخر للطعام أثناء الجلسات، إضافة إلى صور لنواب أثناء عبثهم بأجهزتهم الذكية.

 

تشريعيا، قوبل المجلس بانتقادات واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إثر إقرار بعض القوانين، كان أبرزها تخفيض سن المساءلة القانونية لسبع سنوات، وإعفاء متعاطي المخدرات للمرة الأولى، إضافة لإقرار منحهم لرواتب تقاعدية مدى الحياة، الأمر الذي لم يقره الملك حينها.

 

وثار جدل واسع بين ناشطي مواقع التواصل الاجتماعي حول التعديلات الدستورية التي أقرها المجلس والقاضية بتبعية قادة الأجهزة الأمنية للملك مباشرة.

 

واختتم أواخر العام 2014، بالسخرية الواسعة التي تناولت السؤال النيابي الذي طرحه النائب زكريا الشيخ حول ما قدمته الفنانتان نجوى كرم وإليسا للأردن بمشاركتهما بمهرجان جرش، حيث اعتبر ذلك انشغالا من النواب بمثل هذه المواضيع.

 

ومن المؤسسات التي طالها انتقاد ناشطي مواقع التواصل الاجتماعي، أمانة عمان، خاصة مع حلول فصل الشتاء وضعف البنية التحتية في العاصمة، وعدم قدرة الأمانة على التعامل مع الهطولات المطرية، حسب رأيهم.

 

وتناقلت صفحات المواقع الاجتماعية وبشكل واسع، صورة "مفبركة"، تظهر أمين عمان عقل بلتاجي وعدد من مسؤولين في أحد مواقع الصيانة.

 

جرائم غير مسبوقة

 

تفاجأ المجتمع الأردني خلال العام بالأخبار المتوالية عن جرائم قتل يعد بعضها سابقة من نوعها على المجتمع.

 

وكان من أبرز هذه الحوادث إطلاق موظف النار على زميلته في العمل، ومقتل الإعلامي اللبناني مازن دياب في شقته بعمان، ما دفع عددا من مستخدمي المواقع الاجتماعية لإنشاء صفحات تطالب بإيقاع أقسى العقوبات على مرتكبي مثل هذه الجرائم.

 

كما أثار مقتل الشاب العشريني وسام حداد على يد صديقه، الحزن عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي.

 

ومن بين أبرز الحوادث أيضا، فتمثلت بمقتل الطالبة الجامعية نور العوضات في مجمع الزرقاء، والذي أرجعه ناشطون بمواقع التواصل الاجتماعي إلى القرار الحكومي بتثبيت العمل بالتوقيت الصيفي.

 

هذا القرار الذي كان له انعكاسات خاصة على طلبة المدارس الذين كانوا يخرجون إليها في وقت مبكر ومظلم، حيث علق بعض الأهالي بقول مثل "أبناؤنا يخرجون ويعودون من مدارسهم في الظلام".

 

وعلى مقاعد الدراسة، وجه العديد من ناشطي المواقع الاجتماعية انتقاداتهم لقرارات وزارة التربية والتعليم، حول تغيير مناهج الصفوف الأولى الأساسية، وما تضمنه من إلغاء دروس منها درس يتناول الشهيد فراس العجلوني.

 

وتجددت معاناة طلبة الثانوية العامة وهم يحبسون الأنفاس منتظرين نتائجهم النهائية، حيث تفاجأوا هذا العام بها بعد ثلاث إعلانات عن مواعيد سابقة.

 

ومن بين القرارات الحكومية التي كان لها ردود فعل عبر الفضاء الافتراضي، رفع أسعار المقابر من 100 إلى 250 دينارا، وتخفيض أسعار المشتقات النفطية بنسب متدنية.

 

وبقيت الزوايا الافتراضية مسكونة بسؤال حول بقاء أو إلغاء دعم المحروقات، وذلك بعد القرار الحكومي بإلغائه في حال تدني سعر النفط عالميا دون المئة دولار لأربعة أشهر متواصلة.

 

ومن آخر القرارات الحكومية التي شهدت جدلا واسعا في الشارع الأردني، إعادة تفعيل عقوبة الإعدام وتنفيذ الحكم بحق 11 مدانا، بين رافضين لإعادة العقوبة التي يعتبرونها سالبة لحق الإنسان بالحياة، وبين مؤيد لها نظرا لما تشكله من رادع لارتكاب الجريمة.

 

الساحرة المستديرة في الساحة الافتراضية

 

لم يغب حس الفكاهة عن متابعي الرياضة بتعليقاتهم الساخرة على شاشة التلفزيون الأردني عند بثه لمباراة قديمة تعود لعام 1992، بالتزامن مع إجراء مباراة للمنتخب الوطني.

 

وانتقد ناشطو الشبكة العنكبوتية مغادرة المدير الفني لمنتخب "النشامى" المصري حسام حسن بعد تعاقده مع نادي الزمالك القاهري دون ابلاغ اتحاد كرة القدم الاردني.

 

وما كان لموعد مونديال البرازيل أن يأتي، حتى امتلأت صفحات المواقع بالتعليقات المتابعة لمجرياته، وأحيانا لحظة بلحظة، وبتشجيع الدول المتنافسة، خاصة مع المشاركة العربية الوحيدة في البطولة، من خلال المنتخب الجزائري، الذي لقي دعما واسعا من التعليقات الأردنية.

 

ولم تمض الأيام على انطلاق المونديال، حتى تفاجأ الشارع الأردني والعربي بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، الأمر الذي أثر على متابعته للساحرة المستديرة، حتى وصل لحد "تخوين" البعض لكل من يتابع مجرياته، مع مشاهد الدماء التي تصل صورها من القطاع.

 

حضور للمشهد السياسي

 

وحضر المشهد السياسي الإقليمي والدولي بين اهتمامات ناشطي الفضاء الالكتروني الأردني، ليتخذوا مواقفهم المتباينة خاصة حول التوترات التي تشهدها دول المنطقة من سورية والعراق ومصر.

 

وظهرت المواقف السياسية عبر الأروقة الإلكترونية عند وصول الرئيس المصري لعمان ليطلق ناشطون وسم مثل #قلة_هلا، في تعبيرعن رفضهم لهذه الزيارة، إضافة إلى تعدد التوجهات السياسية في ما يتعلق بالانتخابات التونسية الأخيرة.

 

أما تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، فقد تزايد استخدام الأوسمة والصفحات المتعلقة به، إن كان من قبل مؤيديه ومناصريه لنشر آخر أخباره، وبين المعارضين لهذا التنظيم وفكره.

 

وقبل مشاركة الأردن في التحالف الدولي المحارب للتنظيم، شهد الشارع الأردني حملة أمنية طالت متهمين بتأييد التنظيم عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

 

ولم تقف الاعتقالات عند مؤيدي تنظيم "داعش" بل طالت قيادات من الحركة الإسلامية، كان آخرها توقيف نائب المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين زكي بني ارشيد، لانتقاده عبر حسابه الخاص على الفيسبوك، حكومة الإمارات التي صنفت الجماعة على قائمة الإرهاب.

 

هذا ورُصدت اهتمامات ناشطي المواقع الاجتماعية في الأردن حول مواضيع عدة من بينها: قضية "ذهب عجلون"، والعنف الجامعي، وتجدد أعمال العنف في معان، وظاهرة المهرجانات المستحدثة كمهرجان الألوان، والبيجامة، والبيرة، والبندورة، وظاهرة التقاط الصور الشخصية الـ"سلفي"، ومشروع بوليفارد العبدلي ورسوم دخوله البالغة 5 دنانير، وتركيب صفارات الإنذار، وتصريحات وكتابات الصحفي عبد الهادي راجي المجالي، وقضية غابات برقش.

أضف تعليقك