روحاني في ولايته الثانية.. والقمم الأمريكية في الرياض

روحاني في ولايته الثانية.. والقمم الأمريكية في الرياض
الرابط المختصر

جاء فوز الرئيس الإيراني حسن روحاني بولاية ثانية، على حساب غريمه إبراهيم رئيسي الذي يصنف كمحافظ، بالتزامن مع انعقاد القمم الأمريكية الثلاث في العاصمة السعودية الرياض، والتي كانت طهران من أبرز عناوين مخرجاتها.

 

الكاتب محمد أبو رمان، يرى أن الانتخابات الرئاسية الإيرانية لم تحظ  بأيّ اهتمام إعلامي عربي جدّي، إذ كان واضحاً أنّ هنالك تجاهلاً كبيراً لها على الصعيدين السياسي والإعلامي، الأمر الذي قد يعود، في بعض القراءات، إلى أن السياسات الإيرانية تصنع من قبل مؤسسات أكثر أهمية، مثل المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، والحرس الثوري، أيا كان الفائز بالانتخابات.

 

ويؤكد أبو رمان أن الانتخابات الأخيرة أثبتت أنّ التيار الإصلاحي ما يزال قويّاً وصلباً وأنّه الخيار الأول للشعب الإيراني هناك، بعكس المخاوف من أنّ خطاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيعزز من قوة التيار المحافظ ومرشحه.

 

ويخلص الكاتب إلى القول "مرّة أخرى لا نزرع الأوهام، بل ما يجدر بنا فعله هو صياغة موقف حضاري عربي منفتح على الإيرانيين والمواطنين الشيعة العرب، يقدّم لهم أفقاً مختلفاً نحو المستقبل، وطريقاً أخرى غير منطق المواجهة الوجودية والصراع".

 

أما الكاتب جميل النمري، فيلفت إلى أن الانتخابات حسمت الصراع المديد بين الإصلاحيين والمحافظين وأكدت بصورة قاطعة انحياز الشعب الإيراني ضد نهج السلطة الحاكمة التي يمثلها المرشد الأعلى .

 

فـ"السياسة الإصلاحية الداخلية التي تنهي التسلط وتحترم الحقوق المدنية والسياسة الخارجية القائمة على الاعتدال وعلاقة حسن الجوار، خصوصا الجوار العربي التي يريدها روحاني حصلت على دفعة قوية بتجديد انتخابه، ونتوقع أنه لن يقبل بقاء السياسة الخارجية ومصالح إيران رهينة لخط رفضه الشعب الإيراني"، بحسب النمري.

 

 

ويذكر الكاتب ياسر زعاترة، بأن فوز روحاني بحوالي 60% من أصوات الناخبين، لم يأت في ظل أجواء عادية، بل بوجود منافس قوي (رئيسي) تم تمهيد الطريق له بإخراج منافسيه من ذات اللون، والأهم، بتوظيف أجهزة الدولة المدنية والعسكرية والدينية لصالحه.

 

والخلاصة، بحسب زعاترة، أن روحاني حقق فوزا في أجواء محمومة، ما يعني أنه فوز مستحق لا يمكن تجاهل رسائله الكبيرة بأي حال، لا سيما أن نسبة التصويت كانت كبيرة أيضا، تجاوزت السبعين في المئة.

 

و"الدلالة الأبرز التي يمكن الحديث عنها هنا هو أن صراع الإصلاحيين والمحافظين سيدخل طورا جديدا بعد فوز روحاني، إذ سيسعى الإصلاحيون إلى تحصيل المزيد من أدوات القوة، لكن الآخرين لن يسكتوا بطبيعة الحال".

 

ويقول الكاتب ماهر أبو طير، إن ماهو مهم اليوم، الحديث عن ايران بعد زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الى السعودية، والرسائل التي تم ابراقها الى ايران عبر القمم الثلاث، السعودية - الأميركية، والخليجية - الأميركية، والعربية الإسلامية- الأميركية.

 

ويرجح أبو طير أن تبقى طهران  متصلبة إزاء مختلف الملفات التي تخصها، إلا إذا شعرت بوجود آليات عملية مابعد القمم الثلاث، وإشهار خطة عمل، من المستويات العربية والإسلامية والأميركية.

 

فـ"نحن إذا أمام أكثر من سيناريو، أولها الصبر الإيراني، لعل معادلة واشنطن تخضع لاختلافات داخلية مفاجئة، وثانيها إعادة تصدير ازمتها الى دولة مستقرة لم يكن متوقعا اضطرابها او خرابها، بحيث تربك الحسابات الأميركية، وثالثها الخضوع لصفقة قد تبدو فيها ايران متنازلة، لكن وفقا لحساباتها، ستكون حصلت على الأهم، وتخلت عن الأقل أهمية".

 

فيما يذهب الكاتب صالح القلاب، إلى أن ما أراده "الولي الفقيه من التجديد لحسن روحاني لمرة ثانية هو رش الرماد في عيون الغرب بدوله، المتعددة المشارب والمختلفة التوجهات، وإظهار إيران «الإرهابية» حتى النخاع الشوكي والتي ترتكب كل هذه الموبقات التي ترتكبها في هذه المنطقة التي :»وصلت الدماء فيها ليس حتى الركب وإنما حتى الذقون والأعناق» على أنها ناعمة الملمس وأن رئيسها الذي تم التجديد له يستحق الإبقاء على إتفاقية النووي التي أهداها أوباما إليه إستناداً إلى تقديرات سيئة وإلى قراءة خاطئة لمعادلات الوضع بالنسبة للمصالح الأميركية".

 

ويشير القلاب إلى أن روحاني لن يفعل شيئاً في ولايته الثانية لأنه لم يحقق أي إنجاز غير إنجاز توقيع إتفاقية النووي التي بات من الواضح أن دونالد ترمب إماّ أنه سيلغيها أو أنه سيعدلها لتصبح متلائمة مع المصالح الأميركية ولذلك فإن إيران، مادام أن هذه المجموعة المتطرفة هي الحاكم الفعلي فيها، ستضاعف تدخلها الشائن في الشؤون الداخلية للعديد من الدول العربية وستواصل تبنيها للإرهاب.