رصد: زيارة أوباما بين أقلام كتـّاب الرأي

رصد: زيارة أوباما بين أقلام كتـّاب الرأي
الرابط المختصر

ألقت زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما للمنطقة والتي ينهيها في الأردن، بأصدائها بين أعمدة كتاب الرأي في أعداد يوم السبت للصحف اليومية الأردنية، في قراءة لمضامين هذه الزيارة وأهدافها واستقراء لنتائجها أردنيا وإقليميا.

ومع غياب مقالات الكتاب حول زيارة أوباما في صحيفة الدستور، إلا أنها اقتصرت في افتتاحيتها على التركيز على أهمية الزيارة، حيث وصفت لقاء الملك عبد الله الثاني بالرئيس الأمريكي بالحدث المفصلي في مسار العلاقات بين البلدين الصديقين.

كما تناولت أهم الملفات التي تصدرت أجندة "القمة الأردنية الأمريكية"، والتي تمثلت باتفاق الجانبين على أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لحل القضية الفلسطينية، وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، وضرورة حل الأزمة السورية حلا سلميا، وتقديم المساعدات المالية العاجلة للدول المضيفة للاجئين وخاصة للأردن.

وأشارت افتتاحية الدستور إلى تثمين أوباما للإصلاح في الأردن باعتباره مثالا يحتذى في المنطقة.

فيما يذهب الكاتب طاهر العدوان في حديثه عن علاقة البلدين، إلى أن الأردن تعرض خلال السنوات العشر الأخيرة إلى كثير من الأضرار التي ألحقتها به السياسات الأميركية.

ويدلل العدوان على ذلك في الجانب الاقتصادي على خسائر الأردن جراء احتلال العراق، مشيرا إلى أن المساعدات التي وفرتها واشنطن لعمان لم تشكل إلا جزءا يسيرا من تلك الخسائر.

فـ"كل ما قدمته وتقدمه من مساعدات لا يقارن بالأربعين مليار دولار على الأقل التي تكبدتها الموازنة من خسارة النفط العراقي خلال السنوات العشرة الماضية".

أما على الصعيد السياسي، فيشير العدوان إلى أن سياسات بوش الابن في مساندة هجوم شارون على السلطة الوطنية أدت إلى تهجير عشرات الآلاف من الفلسطينيين إلى الأردن، كما أدى تراجع أوباما عن مواقفه الحازمة ضد الاستيطان إلى زيادات المساحات الاستيطانية بما يجعل الدولة الفلسطينية المنشودة بدون ارض.

واعتبر أن ذلك يمثل أكبر تهديد لأمن الأردن ومستقبله،  خاصة وان أصحاب مخطط الوطن البديل وتهويد الضفة في الأحزاب الإسرائيلية هم اليوم حلفاء نتنياهو الأساسيين بالحكومة الجديدة.

الكاتب ناهض حتر، سجل المفارقة بين كون الولايات المتحدة هي الحليف التقليدي لعمان، وكونها تمثل العدو الرئيس للدولة الأردنية.

ويضيف حتر بأن الرئيس الأمريكي يريد من الأردنيين استيعاب النتائج الديموغرافية والسياسية للاحتلال والحصار والاستيطان، كما يريد شل إرادة الفلسطينيين المقاومة بالمفاوضات اللانهائية.

ولم يغب الملف السوري عن قراءة حتر لزيارة أوباما، حيث يشير إلى ما تزعمه وسائل إعلام أجنبية بأن عمان تنجر الآن للمشاركة في عملية تدريب وتسليح المقاتلين السوريين.

واعتبر أن المملكة تسير ضد مصالحها الاستراتيجية لحساب مصالح الحليف الأميركي، "باستيعاب المزيد من اللاجئين السوريين والمساعدة في اسقاط النظام السوري لصالح تسونامي العنف الديني والإرهاب التكفيري وضرب استقرار الأردن"، على حد تعبيره.

الكاتب فهد الخيطان لم ير شيئا استثنائيا يمكن توقعه من زيارة أوباما للأردن، سوى دعم الخطوات الإصلاحية الحذرة، والوعد بمساعدته على تخطي أزمة اللاجئين السوريين، وتأكيد الالتزام التاريخي من جانب الولايات المتحدة بدعم استقرار الأردن وأمنه.

واعتبر أن ذلك ليس بالأمر القليل للأردن، المحاصر بالاضطرابات والتحديات من كل الجهات، مشيرا إلى إدراك واشنطن لذلك، حيث لم يعد لها من حليف مؤتمن في المنطقة، باستثناء دول الخليج، غير الأردن، ومن هنا كتسب التحالف الأميركي مع الأردن أهمية استثنائية.

 وأشار الخيطان إلى أن الأردن أثبت أنه الشريك الأمني والسياسي الأكفأ؛ مضيفا بأن الشراكة في هذا الوقت تبدو أكثر أهمية بالنظر إلى التطورات الجارية في سورية، وما تشكله من تهديد استراتيجي لإسرائيل.

وتتطلب أهمية هذا الحليف "الأردن" أن يبقى قويا، ومتمتعا بالدعم اللازم للتغلب على الصعوبات الاقتصادية، خاصة وأن الأيام الصعبة في سورية لم تأت بعد، بالنسبة للولايات المتحدة، التي ستكون بحاجة ماسة إلى حليفها الأردني عند التفكير في كل سيناريو للتعامل مع الأزمة.

وبحسب الخيطان، فإن من يراهن على واشنطن في الضغط على النظام الأردني لتقديم مزيد من التنازلات في مجال الإصلاحات، يتعين عليه أن يراجع حساباته، فما يهم إدارة أوباما في هذه المرحلة هو المحافظة على استقرار الأردن، وتجنيبه الهزات القوية.

كما ترى رئيسة تحرير صحيفة الغد جمانة غنيمات بأن هنالك صوتا مرتفعا ينادي بدعم الأردن واستقراره وأمنه، للحفاظ عليه كحليف أخير، أما ما يتم على أرض الواقع من أفعال، فهو أقل بكثير.

وعلى الصعيد السياسي، لم تدفع واشنطن، بحسب غنيمات، باتجاه مزيد من الإصلاح السياسي محليا، مشيرة إلى أن  الاهتمام الأميركي يبدو في حدوده الدنيا؛

وتشير إلى أن أوباما يحمل في زيارته ملفات تركز على الوضع في سورية، والبرنامج النووي الإيراني، التي تمس أمن إسرائيل.

فيما وصف الكاتب طارق مصاروة القائلين بأن هدف زيارة الرئيس الأمريكي للأردن هو الضغط من أجل الإسراع في عملية الإصلاح بـ"من يحبون الغوص بالأوهام".

وأضاف مصاروة "أن الأردن إذ يستقبل صديقا فانه يعرف طريقه دون نصائح ودون ضغوط ويسير في الاتجاه الذي سار فيه وأحرز تقدير العالم من الأصدقاء والحذر من الذين يريدون به الضر".

أضف تعليقك