رسومات "تشارلي إبدو"... بين نسبية "الإساءة" وحرية "السخرية"

رسومات "تشارلي إبدو"... بين نسبية "الإساءة" وحرية "السخرية"
الرابط المختصر

توالت ردود الأفعال الشعبية احتجاجا على نشر صحيفة تشارلي إبدو الفرنسية لرسومات كاريكاتورية تجسد النبي محمد، فيما اعتبرها البعض من باب حرية التعبير عن الرأي.

 

 

وأعاد استمرار الاحتجاجات الشعبية على نشر الرسومات، والتي كان آخرها المسيرة التي انطلقت يوم الجمعة باتجاه السفارة الفرنسية، التساؤل عن مدى اتساع مفهوم حرية التعبير.

 

 

الكاتب ياسر قبيلات يرى أن مفهوم الإساءة يمثل مفهوما نسبيا بين أصحاب المعتقدات على اختلافها، مشيرا إلى أن مختلف الشخصيات السياسية والتاريخية معرضة للنقد، خاصة من قبل صحيفة تتخذ من السخرية مادة لها.

 

 

ويوضح قبيلات أن المسلمين اعتبروا مجرد رسم صورة النبي إساءة كبيرة للدين الإسلامي، مؤكداً في ذات الوقت عدم إمكانية ضبط مسألة الرسوم المسيئة في حال من الأحوال، فـ"لا نستطيع إجبار أحد على الالتزام بديننا".

 

 

ورغم عدم إمكانية إلزام الصحيفة الفرنسية بتعاليم الدين الإسلامي، إلا أنه لم يكن يتوجب عليها استفزاز مشاعر المسلمين بتناولها نبيهم، بحسب الكاتب إبراهيم غرايبة.

 

 

ويضيف غرايبة أن الرسومات حتى وإن كانت مسيئة، لا تستدعي الاستفزاز بردود أفعال سواء عبر وسائل الإعلام أو بالمظاهرات، كون قضية نشر الرسوم أمر يصعب ضبطه وإدارته.

 

 

من جهته يؤكد الباحث في القضايا الإسلامية حمدي مراد، أن هذه الرسوم لا تدخل ضمن مفهوم حرية التعبير عن الرأي، "بل هي ابتذال وتجريم مقصود للرسول وليس مزاجا فرديا أو صحفيا".

 

 

ويشير مراد إلى أن أبعاد هذه الرسوم التي تستهدف أساساً إظهار الدين الإسلامي بصورة الإرهاب، لا تقتصر على الإساءة، "فهي خطة عالمية مبرمجة ما بين أجهزة أمن بعض الدول وعدد شخصياتها الفنية والفكرية والصحفية".

 

 

ويشدد على محاربة الإرهاب على كل المستويات وليس التطرف الإسلامي فقط، مشيرا إلى "العمليات الإرهابية التي ترتكبها إسرائيل دون وجود أي حركة عربية أو عالمية ضدها".

 

 

ويضيف مراد بأن "هنالك تطرفاً إسلاميا مبرمجا تم صناعته على أيدي الحركة الصهيونية التي تسعى لإقامة امبراطورية عالمية علمانية بقيادة أمريكية تقصي الديانات"، على حد تعبيره.

 

 

 

كما استنكر رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس المطران عطا الله حنا نشر الصحيفة للرسومات باعتبارها مسيئة للديانة الإسلامية، واصفا إياها بالجريمة النكراء بحق الإنسانية.

 

 

واعتبر حنا هذه الرسومات "إرهابا" من نوع آخر، مؤكداً وجود جهات في العالم تهدف لتأجيج الصراعات الدينية والمذهبية ويجب التصدي له.

 

 

وعادت الصحيفة الفرنسية لنشر رسم كاريكاتيري آخر للنبي محمد، وذلك في صفحتها الأولى، بعد تعرضها لهجوم مسلح الأسبوع الماضي أسفر عن مقتل 12 من العاملين فيها.

 

 

رسميا، أصدر الديوان الملكي بيانا يدين الاستمرار في نشر الرسومات، بعد أيام من مشاركة الملك عبدلله الثاني والملكة رانيا في مسيرة باريس التضامنية مع صحيفة تشارلي ايبدو، استنكاراً للهجوم الذي تعرضت له، الأمر الذي أثار جدلاً واسعاً في الشارع الأردني، خاصة مع مشاركة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في المسيرة.