رسائل "الإمام"

رسائل "الإمام"

تباينت آراء الشارع الأردني حول خطبة قاضي القضاة أحمد هليل الجمعة، والتي وجه خلالها رسائل للدول الخليجية لدعم الأردن اقتصاديا، في ظل الأزمة المالية التي تمر بها المملكة، وهو ما وجد صداه بين أعمدة الرأي في الصحافة المحلية.

 

الكاتبة جمانة غنيمات، ترى أن ما جاء في خطبة هليل يمثل إعلانا غير مباشر بتوقف المنح العربية، الأمر الذي يزيد من تعقيد المشكلة ويعمقها، خصوصاً أن الموازنة العامة اعتمدت خلال السنوات الماضية على المنحة الخليجية في تمويل النفقات الرأسمالية.

 

وتضيف غنيمات بأن "ما أخطأ فيه سماحته، هو استخدامه منبراً دينياً لطلب عون الأردن ومساعدته قبل فوات الأوان؛ وبأسلوب استفزّ الأردنيين، ومنهم مسؤولون، رغم أنهم يدركون مدى الحاجة إلى مثل هذه الأموال في ظل الظرف الصعب. ولتكون النتيجة تعرّض الشيخ للهجوم بوابل من ردات الفعل المتوقعة لمن يعرف طبيعة المجتمع الأردني المعتز بنفسه".

 

فـ"إدارة ملف المنح والمساعدات التي طالما اعتمد عليها البلد، له وزراء معنيون؛ تحديداً وزير الخارجية وشؤون المغتربين ووزير التخطيط والتعاون الدولي ورئيس الوزراء.. كما أن التعامل مع هذا الأمر يتم عبر  قنوات السياسة والدبلوماسية؛ بعيداً عن الأضواء، وليس على منابر المساجد".

 

وتلفت الكاتبة إلى أن هذه الخطبة الإشكالية تثير الحوار، مرة أخرى، بشأن مبدأ الاعتماد على الآخر. وهو الباب الذي إنْ لم نغلقه بإرادتنا، فقد تغلقه الدول المانحة بقرارها المنفرد.

 

ويشير الكاتب باسم طويسي، إلى الأصداء المتناقضة على خطبة هليل التي وصفت بأنها غير مسبوقة، رغم أن أغلب الردود جاءت رافضة لمضمون الخطبة.

 

ويوضح الطويسي بأن الأردن الرسمي لم يعتد تمرير رسائل سياسية للخارج من خلال منابر المساجد، ولكن وإن كان الرجل قد اجتهد، فإن الخطبة حملت رسائل سياسية للداخل والخارج معا.

 

 

 

والدولة معنية، بحسب الكاتب بتوجيه رسائل وبطرق وأساليب مختلفة للداخل أكثر من الخارج، بهدف خلق تكيف مجتمعي مع الأوضاع الاقتصادية المتوقعة بعد إقرار الموازنة... إلا أن هذه الرسائل يجب أن تقرأ بطريقة مختلفة تماما.

 

أما الكاتب علي سعادة، فيؤكد أن الرسائل التي حملتها الخطبة، لم تكت لتوجه دون موافقة جهات عليا في الدولة، ولا أظن أنها آراء شخصية فقط.

 

"لكن ما يثير الانتباه هو أن يكلف عالم وإمام بتوجيه مثل هذه الرسالة، فهل هذا مؤشر على غياب لغة التواصل والحوار مع الداعمين، العرب وغير العرب، وأن الدولة استنفدت كافة الطرق المعروفة والمعهودة في مثل هذه الحالات ولم تعد هذه الطرق مجدية؟"، يتساءل سعادة.

 

ويضيف الكاتب "حتى تقنع العالم بأهمية وجودك الجغرافي والسياسي وغيره، عليك أن تقنعه أولا بأن استقرارك وأمنك ورخاء شعبك هو جزء من استقرار العالم، وهذا لا يكون بخطبة جمعة أو بيان سياسي أو مقال صحفي، لأنني أحسب أن الداعمين والممولين يعرفون هذه الحقائق جيدا، ويعرفون الحقيقي منها والوهمي".

 

كما يذهب الكاتب جمال الشواهين، إلى أن التدقيق بما جاء في الخطبة يظهر أكثر ما يكون طلب العون والدعم، متسائلا عن أي نوع من الدعم الذي قصده الإمام وفيما إذا هو الحاجة الى المال فقط أم أنه قصد أمورا أخرى.

 

و"التمعن قليلا بفحوى الخطبة يفضي الى أن الرجل لا يمكن أن يكون مبادرا أو مجتهدا، وإنه أراد طلب العون المالي وإنما أوحي إليه ليقول ما قال وهو المعروف عنه الأكثر ولاء وانضباطا في مجمل مسيرته، وما أورده رسالة سياسية واضحة، وهي إذ تأتي على لسان الإمام فإن في الخفاء ما يدور".

 

يذكر أن صحيفة الرأي، نقلت عن مصدر قوله إن المناشدة التي أطلقها هليل في خطبته، جاءت بصفته إماما وعالما من علماء الأمة وباجتهاد وجهد شخصي حيث له الحق والحرية فيما يقول لموثوقيته وصدقيته وسعة معرفته، مشيرا إلى أنه لم يذكر في مكان من الخطبة أن يتحدث باسم أي جهة رسمية.

 

جانب من خطبة هليل:

أضف تعليقك