دماء الرضيع الدوابشة بين سطور كتّاب الرأي

دماء الرضيع الدوابشة بين سطور كتّاب الرأي
الرابط المختصر

جريمة حرق جسد الطفل الفلسطيني علي دوابشة على يد مجموعة من المستوطنين الإسرائيليين في بلدة دوما بمدينة نابلس، لم تقابل إلا بالاستنكار من مختلف الجهات، إلا أن رائحة الجسد الغض المحترق، تركت مساحة بين آراء كتاب المقال في الصحف اليومية للتحليل وقراءة التوقعات بعدها.

 

فالكاتب فهد الخيطان، يتساءل إن كان العالم سيكتفي بعد هذه "الجريمة الصهيونية"، ببيانات الاستنكار والشجب، مشيرا إلى ضرورة أن تكون "نقطة تحول في الموقفين الدولي والفلسطيني من الاستيطان والمستوطنين القتلة".

 

ويوضح الخيطان بأن القانون الدولي، وقرارات الأمم المتحدة تعتبران الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة غير شرعي، إضافة إلى إدانة الولايات المتحدة ورروسيا ودول الغرب للاستيطان، إلا أنها "لم تتحرك بشكل جدي لوقفه".

 

ويرى الكاتب "أن الاكتفاء بإدانة الجريمة، وانتظار إجراءات حكومة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو "المتطرفة"، يعني أن الجريمة ستتكرر في المستقبل عشرات المرات".

 

ويخلص الخيطان إلى ضرورة بدء الدول العربية بحملة عالمية لتجريم إرهاب المستوطنين اليهود، والضغط بكل الوسائل المتاحة لإجبار إسرائيل على إخلاء الأراضي الفلسطينية المحتلة من هؤلاء القتلة والمجرمين، لافتا إلى أن من حق الفلسطينيين، في حال عدم تحمل المجتمع الدولي بمسؤولياته التاريخية، ممارسة كافة أشكال المقاومة في مواجهة إرهاب المستوطنين.

 

الكاتب عريب الرنتاوي، يتساءل، بعد استعراض موجة "ذرف الدموع" والتصعيد الخطابي لكافة الأطراف الفلسطينية، إن كان ذلك سيفضي إلى “تغيير في قواعد اللعبة القائمة” بين الفلسطينيين والإسرائيليين، أم أننا بصدد “فزعة” لا أكثر ولا أقل.

 

ويضيف الرنتاوي "لم يكن الطفل ابن الثمانية عشر شهراً، أول الأطفال الفلسطينيين الذين يحرّقون ويقتّلون، ولن يكون آخرهم ... فنحن أمام “مسلسل مرعب” من عمليات التقتيل والتحريق اليومية التي تطال الرجال والنساء والشيوخ والأطفال، في الضفة والقدس وقطاع غزة".

 

ويشير الكاتب إلى أن "الجريمة النكراء"، تكشّفت عن مفارقتين: أولاهما تتعلق بـ"دموع التماسيح" التي ذرفها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وفريقه الوزاري "الذين جاءوا بالمستوطنين من أربع أرجاء الأرض، وقاموا بزرعهم على صدور وقلوب وتراب الفلسطينيين"، فيما تتمثل المفارقة الثانية بدعوة واشنطن جميع الأطراف لضبط النفس بعد استنكار الجريمة وإدانتها بأشد العبارات، دون أي إشارة إلى “حق الفلسطينيين في الدفاع عن النفس”.

 

وينتهي الرنتاوي إلى الاعتقاد بأن دماء الدوابشة وعائلته ستذهب هدرا، "ما لم تقدم السلطة والمنظمة وحركة فتح وجميع فصائل العمل الوطني الفلسطيني، على تحويل هذه اللحظة المأساوية إلى فرصة لاستئناف مسار الكفاح التحرري الوطني، بكل مقتضياته وموجباته".

 

أما الكاتب أيمن الصفدي، فيسلط الضوء على "عدمية القيمة" الأخلاقية أو السياسية نتنياهو للجريمة، التي تشكل نتاجا لسياسته وحكومته بتشجيع الاستيطان، مشيرا إلى أن "الدولة الإسرائيلية، بحكومتها وقضائها، مسؤولةٌ عن تجذّر الإرهاب الاستيطاني".

 

فـ"لذلك لن تترجم إدانة نتنياهو جريمة قتل الدوابشة فعلاً مؤثراً يوقف الاستيطان والتحريض اللذين أدّيا لها"، بحسب الصفدي.

 

أما الكاتب كامل نصيرات، فيبتعد عن لغته الساخرة، ليخاطب فلسطين "التي تذرف الدمع الآن لا حزنا فقط على شهداء جدد على رأسهم الرضيع علي"، ليقول لها: "سيدتي : ستمرّ عليكِ أوقات ؛ ستضحكين فيها و أنت تتلقين الطعن و الضرب و الحرق و الذبح، ستكون ابتساماتك سلاحاً معجزا، وسيكون أطفالك و الرضّع منهم قنابلك التي تتفجّر وسط جبن من يغدر في عتمة الليل بل و عتمة النهار".

 

ويستشعر نصيرات ثائرا في ختام مقاله:

البزّازةُ سوفَ تلاحقُكُم

تمنعُكم من هَرَبِ

ستحشِّدُ كلَّ غضوبٍ

يتقنُ فقهَ الغَضَبِ

وستجزُّ رقابَ الـْ كانوا

سدّاً في وجْهِ الأرَبِ

حتى لو كانوا عرباً في عربِ

بعد قليلٍ

سيثورُ الوردُ

يقومُ صحابيٌّ

كي يأخذَ بالثأرِ نبيْ