"داعش" يحرق ورقة الريشاوي مقابل الكساسبة

"داعش" يحرق ورقة الريشاوي مقابل الكساسبة
الرابط المختصر

خلط تنظيم الدولة الإسلامية " داعش " الأوراق الأردنية التي قد تلجأ لها الحكومة للمفاوضة على الإفراج عن الطيار معاذ الكساسبة بعد أن وجه التنظيم رسالة مصورة مفادها "أن السجينة ساجدة الريشاوي الضالعة في تفجيرات عمان 2006 يقابلها الرهينة الياباني لديه وليس الطيار.

 

"ورقة الريشاوي وزياد الكربولي" روجت لها الحكومة الأردنية عبر قنوات غير رسمية بعد أسر الطيار الكساسبة بساعات، لكنها لم تتلق أي ردة فعل حتى خرج التنظيم قبل يومين ليعلن أن رأس الريشاوي مقابل الرهينة الياباني، ليضع الحكومة الأردنية في موقف حرج مزدوج داخلي أمام الشارع الذي يدعو لعدم التفريط بهذه الورقة، وخارجي أمام ضغط الحكومة اليابانية أحد مقدمي المنح للمملكة.

 

الخبير في شؤون الجماعات اللإسلامية حسن أبو هنية يستبعد في حديث لـ"عمان نت" موافقة الأردن على صفقة تبادل الريشاوي بالرهينة الياباني مع التنظيم، بما قد يثيره في الشارع الأردني خاصة مع غموض مصير الطيار الكساسبة.

 

ويعتقد أبو هنية بأن التنظيم يهدف لوضع الأردن في موقف حرج  في محاولة لخلط الأوراق بين الحكومة واليابان باعتبارها دولة مانحة للمملكة، وخلق حالة فوضى واضطراب حول مصير الأسير الأردني لدى التنظيم.

 

أما الخبير في الشؤون الإسلامية مراون شحادة، فيرى أن التنظيم وجه رسالة واضحة للأردن تطالب فيها بخروجه من التحالف الدولي الذي يحارب التنظيم.

 

ويلفت شحادة إلى أن هذه الصفقة قد تكون ورقة رابحة للأردن يمكن الاستفادة منها وتوظيفها في الإفراج عن الكساسبة، لما للإفراج عن الريشاوي من أولوية لدى التنظيم لقربها من مجموعة قريبة من مؤسس نواة التنظيم أبو مصعب الزرقاوي.

 

الحكومة الأردنية التزمت الصمت المطبق تجاه مطلب " داعش" بمقايضة الرهينة الياباني الصحفي وكنجي غوتو بالريشاوي، ولم تختلف تصريحات الحكومة اليابانية عن نظيرتها الأردنية بخصوص مصير الرهائن إذ اقتصرت على العموميات والتطمينات.

 

وقال نائب وزير الخارجية الياباني ياسوهيدي ناكاياما المتواجد في عمان، إن بلاده تود التعاون مع الأردن من أجل التوصل إلى إطلاق سراح الصحافي الياباني والطيار في الجيش الأردني المحتجزين لدى تنظيم الدولة الإسلامية، مؤكدا اهتمام بلاده بإنقاذ الطيار الكساسبة.

 

ويستبعد الخبير في شؤون الجماعات الاسلامية مروان شحادة تأثر العلاقات الأردنية اليابانية جراء الحادث، لافتا لما بين البلدين من مصالح متبادلة.

 

وانتشر عبر حسابات تابعة للتنظيم على مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلا لأحد الرهائن اليابانيين الصحافي كينجي غوتو المحتجز لدى التنظيم، يطالب فيه الأردن بالإفراج عن الريشاوي بعد إعدام الرهينة الآخر، وذلك بعد مضي أقل من يومين على  انتهاء المهلة التي قدمها التنظيم لليابان للحصول على فدية مقدارها 200 مليون دولار وهو نفس قيمة المبلغ الذي تعهدت اليابان منتصف الشهر الجاري بتقديمه لدول التحالف الدولي التي تحارب التنظيم

 

لماذا ساجدة؟

 

فتح مطلب تنظيم الدولة الإسلامية  "داعش" للأردن بالإفراج عن المعتقلة ساجدة الريشاوي مقابل إطلاق سراح أحد الرهائن اليابانيين، التساؤلات حول أهمية الريشاوي لدى التنظيم وهدف التظيم من هذا المطلب، في ظل استمرار أسر التنظيم للطيار الأردني معاذ الكساسبة.

 

القيادي في التيار السلفي محمود الشلبي "أبو سياف"، يؤكد الأولوية "العقائدية" للإفراج عن الريشاوي لدى التنظيم الخارج من رحم تنظيم القاعدة الذي أرسلها للمشاركة بتنفيذ عمليات تفجير عمان عام 2005.

 

كما يشير إلى الأهمية التي تتمتع بها الريشاوي لدى التنظيم لانتمائها لـ"القاعدة، إضافة إلى كونها امرأة بالدرجة الأولى.

 

 

الريشاوي خلف القضبان بعد تجميد الإعدام

 

تعد الريشاوي 45 عاماً والتي تحمل الجنسية العراقية ذات أهمية كبيرة للتنظيم لقربها من أبو مصعب الزرقاوي زعيم  تنظيم القاعدة قبل مقتله في غارة جوية امريكية عام 2006، كونها شقيقة أحد مساعديه، ثامر مبارك عتروس.

 

ووصف وزير الخارجية الأردني الأسبق مروان المعشر الريشاوي آنذاك بـ"الذراع الأيمن للزرقاوي" .

 

قدمت الريشاوي إلى الأردن برفقة زوجها علي الشمري الذي دخل بجواز سفر مزور ونجح في تفجير حزامه الناسف بفندق الراديسون ساس  "لاندمارك" حالياً ضمن عمليات تفجيرات عمان 2005، فيما فشلت الريشاوي بتنفيذ عملية تفجير حزام ناسف، لتلجأ بعدها لأحد معارفها في مدينة السلط حيث ألقت الأجهزة الأمنية القبض عليها بعد أيام.

 

وكان تنظيم القاعدة قد أعلن مسؤوليته عن تفجير 3 فنادق داخل عمان في التاسع من تشرين الثاني 2005 والتي أدت لمقتل نحو 60 شخصا واصابة نحو 100 بجروح .

 

وفي عام 2006 صدر قرار قضائي بإعدام الريشاوي، بعد توجيه محكمة أمن الدولة تهمتي "المؤامرة بقصد القيام بأعمال إرهابية" و"حيازة مواد مفرقعة بدون ترخيص قانوني بقصد استخدامها على وجه غير مشروع، بحقها.

 

ومنذ ذلك العام الذي علقت به المملكة حكم الإعدام، تعيش الريشاوي في سجن انفرادي مجهولة المصير، بعد إعادة تفعيل عقوبة الإعدام أواخر العام الماضي بتنفيذ قرارات بإعدام 11 سجينا، ليبقى احتمال الإفراج عنها واردا كما الإعدام، بانتظار القرار الحكومي الذي لم يرد حوله أي تفاصيل حتى اللحظة.

 

الصحفي المختص في قاضايا حقوق الإنسان محمد شما تسنى له عام 2010 زيارة الريشاوي في زنزانتها الانفرادية، يصف حالتها النفسية بالمضطربة مع ميلها للعزلة، مشيرا إلى قضاءأوقاتها بين قراءة القرآن والاستماع له وتفضيلها الجلوس مع نفسها في زنزانتها التي قدر مساحتها بـ 4-6 أمتار تقريبا.

 

وكان تنظيم "داعش قد بث عدة مقاطع فيديو يظهر فيه تهديده للأردن ولأمنه، خصوصاً بعد انضمامه للتحالف الدولي لمحاربة التنظيم.

 

ويشارك الأردن في الائتلاف الدولي الذي ينفذ حملة عسكرية جوية ضد الدولة الإسلامية في العراق وسوريا.

 

وأعلن التنظيم إسقاط طائرة مقاتلة أردنية طراز "اف-16" شرق سورية وأسر قائدها معاذ الكساسبة في الرابع والعشرين من الشهر الماضي، الأمر الذي أثار جدلا حول جدوى دخول المملكة في التحالف الدولي بقيادة واشنطن، وإمكانية تهديد التنظيم لأمن المملكة عبر حدودها الشمالية والشرقية.

أضف تعليقك