"داعش" بين تحالف واشنطن وعمليات موسكو
لا يزال التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة يواصل ضرباته ضد مواقع تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في العراق وسورية، مع دخول روسيا بحملتها الجوية التي تستهدف "الجماعات الإرهابية" في سورية، الأمر الذي طرح تساؤلات بين كتاب الرأي حول مدى جدوى هذه العمليات.
الكاتب حسني عايش، يصف تحالف واشنطن بالجبان، مشيرا إلى أن استهداف التنظيم بالطائرات والصواريخ "أي الحرب عن بعد"، غير كاف لاقتلاعه، بعيدا عن الحرب البرية.
ويدلل عايش على ذلك بنجاح القوات الكردية بطرد مسلحي "داعش" من سنجار العراقية، مؤكدا على ضرورة تشكيل التحالف لكتائب من المتطوعين والمقاتلين المتحمسين والأشداء وإطلاقها برياً على التنظيم من جميع الجهات، ودعمها بالطائرات.
فـ"إن هجوما بريا وجويا منسقا وصاعقا، كافٍ لتصفية "داعش" وأي عصابة مثله في أيام أو في ساعات، ولكن التحالف الدولي الذي تقوده أميركا جبان ومتردد جملةً وتفصيلا"، يقول عايش.
أما الكاتب منار الرشواني، فيرى في التجربة الكردية "في سورية تحديدا" دليلا على عدم جدية موسكو باستهداف "داعش"، مشيرا إلى تركيز الضربات الروسية على فصائل المعارضة السورية المسلحة، كما يكاد الأميركيون يحصرون دعمهم العسكري للمقاتلين في سورية، وبأشكاله كافة، بالأكراد.
ويطرح الرشواني من "مقدمة" الدعم الأميركي والروسي على حد سواء، "نتيجة" مفادها بأن المناطق الكردية السورية ستتمتع باستقلال ذاتي مشابه لوضع كردستان العراق، بغض النظر عن بنود التسوية النهائية للأزمة السورية، إلا أنه يؤكد على أن "لا صوت يعلو على صوت معركة إبقاء الأسد"، ولو بالتقسيم.
ومقابل ما يقال عن المؤامرة الأميركية-الغربية لصناعة "داعش"، وأحياناً دور دول الخليج، يتساءل الرشواني إن كانت موسكو تحارب موسكو "داعش" فعلا، وهل تريد حقاً استئصال التنظيم أو إضعافه إلى أقصى حد، متهما روسيا بالمساهمة في الإجهاز على القوات التي ستتصدى وحدها على الأرض للتنظيم.
ويخلص الكاتب إلى القول بانضمام الرئيس الروسي فلادمير بوتين إلى الولايات المتحدة وأوروبا بالتأكيد على عدم النية إرسال قوات برية إلى سورية، مع إقرار الجميع في الوقت ذاته بأنه لا يمكن هزيمة "داعش" إلا على الأرض، وهي المهمة التي سيتولاها السوريون أصحاب الأرض وحدهم؛ سواء كانوا على جانب المعارضة أم نظام الأسد الآن، وهم الذين "يُستنزفون بالقصف والمعارك بين بعضهم بعضاً، فقط لأجل إبقاء الأسد بمسمى رئيس".