خطوط شوارع عمّان... ظلال تتسبب بحوادث المرور
يعتمد غالبية سكان العاصمة عمان ممن يقودون المركبات على ذاكرتهم لتمييز مخارج الشوارع وتحديد المسارب والجزر فيها، في وقت تكاد تخلو فيه طرقات وشوارع العاصمة من الرسومات المطلية عليها والتي ترشد السائق وتلزمه التقيد بمسربه.
حيث أكد مواطنون اعتيادهم على عدم وجود الإشارات الإرشادية، وأشار آخرون إلى أن الخطوط وإن كانت موجودة، فهي غير واضحة، مرجعين ذلك إلى عدة أسباب منها نوعية الطلاء نفسه، وعدم تقيد المركبات بالمسرب ما يؤدي إلى تغطيتها التي تعيق رؤيتها.
من جهته أكد مدير عمليات المرور في الأمانة المهندس محمد الرحاحلة على وجود أعمال دورية لطلاء الإشارات في الشوارع، ومنها الحملة المكثفة التي تقوم بها خلال الآونة الأخيرة.
واعتبر الرحاحلة أن عدم وضوح الطلاء حالة استثنائية لا تعمم على كافة الشوارع، ويعود سببها لقدم شوارع العاصمة، حيث أن درجة تماسك الطلاء مع الإسفلت القديم تكون قليلة.
وكانت الأمانة ومن خلال اللجنة المشتركة مع إدارة السير قد قامت بعدة حملات لطلاء الشوراع باللون الأبيض لفصل المسارب وتحديد الشارع والجزر الوسطية باستخدام اللون الأصفر بهدف الحد من أعداد المخالفات المرورية.
وتعتبر كلفة طلاء عالية، بحسب الرحاحلة، حيث تتراواح بين 10دنانير و12 دينارا للمتر المربع الواحد.
فيما أكد مدير إدارة السير المركزي العقيد ياسر الحراحشة على ضرورة التزام المواطن بهذه الخطوط والانتباه لها والتقيد بها، مبينا أن غالبية السائقين لا يعيرون انتباهمم لها، أو لا يلتزمون فيها، مما يؤدي إلى زيادة أعداد الحوادث التي يتعرضون لها.
خبير النقل والمرور المهندس ابراهيم عاصي يبين أنه تم تشكيل لجنة مسبقاً من نقابة المهندسين وأمانة عمان لدراسة وضع طلاء الشوراع، حيث أظهرت النتائج أن الطلاء المستخدم هو ضمن المواصفات، إلا أنه يكون غير واضح أو يمسح مع مرور فترة لعدة أسباب أبرزها مناخ المملكة.
وأوضح عاصي أن هذا الطلاء يتسخ مع الغبار والأتربة، ولا يوجد كمية أمطار كبيرة لغسله في كافة الأوقات، إضافة إلى تعدي السائقين على المسارب، وعدم التزامهم بها، الأمر الذي يسبب اتساخها وتغطيتها.
وعن الحلول لضمان بقاء هذه الإشارات، فيؤكد عاصي على وجوب وضع قوانين لمعاقبة المعتدين عليها، والعمل على غسل الشوارع دورياً لضمان وضوحها.
وتظهر الدراسة التحليلية الصادرة عن الإدارة المركزية للسير للعام الماضي أن الأخطاء المرورية التي قام بها السائقون وتسببت بحوادث سير بلغ عددها 9584 لمخالفة المسارب وعدم التقيد بها، نتج عنها 227 حالة وفاة، و657 إصابة بليغة.
فيما بلغ عدد الأخطاء لعدم الالتزام بالشواخص الإلزامية 2207، نتج عنها حالتي وفاة و201 إصابة بسيطة و8 إصابات بليغة.
وهذا وتبين الدراسة أن عيوب الطريق في الحوادث المرورية للعام الماضي بلغت 7 لوجود خلل في الشواخص أو الشواخص المخفية، و10 لنقص في الضوابط المرورية.
إستمع الآن