"خطة كيري" تثير مخاوف حول مصير حق العودة
تثير تسريبات خطة الإطار التي يطرحها وزير الخارجية الأميركي جون كيري التي يسعى من خلالها لاستمرار المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية، قلقا متزايدا بين اللاجئين من إمكانية شطب حق العودة في أي حل تفاوضي.
وبالرغم من ان ما تتداوله وسائل الاعلام عن بنود خطة كيري التي لا تتعدا كونها تسريبات صحفية في ظل تعتيم واضح من قبل جميع الاطراف على المفاوضات الجارية، يتابع المراقبون للقضية الفلسطينية اي تحركات ولقاءات تجري لخوفهم من انهاء القضية على حساب الفلسطينين.
الرعاية الاردنية
مشاركة الملك عبدالله الثاني في اللقاءات و مفاوضات السلام، بالاضافة لزيارة وزير الخارجية الامريكي جون كيري دفع العديد من السياسييم للتخوف من تعرض المملكة لضغوط أميركية اتجاه توطين اللاجئين الفلسطينيين في الاردن ، بالرغم من التصريحات العديدة التي تؤكد حفاظ الاردن على مصالحها العليا في اي اتفاق يتم التوصل اليه.
رئيس لجنة الخارجية في مجلس النواب النائب حازم قشوع بدا مطمأن من اشتراك الاردن في مفاوضات السلام، مؤكدا "ان الملك عبدالله الثاني يحرص على حل جميع القضايا العالقة بين الجانب الاردني والاسرائيلي وخاصة حق العودة للاجئين الفلسطينين بالاضافة للقضية الامنية، المياه، والحدود.
واشار قشوع ان مشاركة الاردن في المفاوضات امر ضروري خاصة وانه يحتضن اكثر من مليوني لاجئ فلسطيني على اراضيه ، بالاضافة لتأثر المملكة بكل ما يجري من احداث سياسية او عسكرية في الجانب الاسرائيلي الفلسطيني .
من جانبها طالبت الحركة الاسلامية الحكومة اطلاع الشعب الاردني على كافة تفاصيل خطة كيري "المريبة" على حد وصف القيادي في الحركة مراد عضايلة ، معتبرا ان الخطة تهدف الى تصفية القضية الفلسطينية ، وحق العودة للاجئين الفلسطينين بالاضافة لاضرارها بكيان الدولة الاردنية .
الاحزاب الاردنية كانت غائبة عن الجولات المكوكية لكيري في المنطقة ، وان كانت هنالك بعض الفعاليات الخجولة كالندوة الحوارية التي ينوي حزب الوحدة الشعبية اقامتها للتعبير عن رفضهم لخطة الكيري التي ستضر بالمصالح الاردنية والفلسطينية لصالح اسرائيل .
الجانب الفلسطيني
اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية نفت و بشدة أن تكون القيادة الفلسطينية تلقت خطة مكتوبة أو جدية لاتفاق الإطار الذي تريده الولايات المتحدة ، لكنه ألمح إلى تداول مقترحات تنتقص من حق العودة للاجئين في الاردن والشتات .
واضافة اللجنة إن الطرح الأميركي يركز على خطة كلينتون التي سبق أن طرحت في عهد الرئيس الراحل ياسر عرفات، و التي تعطي الخيار للاجئين انفسهم في حق العودة من عدمها ، مؤكدة على ان جميع الاطراف الفلسطينية متمسكة بحق العودة وفق القرار 194 وترفض المساس به.
الصحفي الفلسطيني خليل العسلي اكد ان المشاورات التي يجريها كيري في المنطقة للوصول الى صيغة تفاهم تدفع لاستمرار مفاوضات السلام الفلسطينية الاسرائلية تخلو من اي ضمانات على تطبيقها من الجانب الاسرائيلي ، بسبب حالة الرفض الي يوجهها نتنياها داخل حبه الرافض للخطة الامريكية .
التحركات الاسرائيلية
واعتبر سياسيون ان زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو بشكل مفاجئ للقاء الملك عبد الله الثاني مغادرة وزير الخارجية الايراني محمد ظريف المملكة جاءت لمحاولة استكشاف طبيعة والموقف الاردني من خطة كيري، والتأكيد على التحالف الاردني الاسرائيلي وانسجام مواقفهم حيال مفاوضات السلام الجارية .
ويرى المراقبون للشأن الفلسطيني ان الزيارة الاخيرة لوزير الخارجية الامريكي جون كيري من اصل 12 زيارة قام بها الى المنطقة خلالعام الماضي والتقى فيها جميع الاطراف المتفاوضة بالاضافة للاردن والسعودية هي الاهم كونها تحمل خطة امريكية تضغط بكل قوة لانها المعيقات التي تقف امام استأناف مفاوضات السلام