تظهر بين الفينة والأخرى، عبر وسائل الإعلام الأردنية مقالات تحمل نوعا من خطاب الكراهية تجاه اللاجئين السوريين، تتنوع بأشكالها، فمنها ما هو مبطن، وآخر واضح معلن لا جدل فيه.
اللاجئة السورية ميسون رحيلة تصف تعامل المجتمع الأرني معها في المجمل ولدى الغالبية بالجيد، ولا تشعر بأي نوع من الكراهية، خلافا لتعامل البعض.
وتستشهد رحيلة على ذلك بحال ابنيها، فالأول تعرض للضرب من قبل رب عمله، بعد أن طالب بمستحقاته التي لم تصرف له، فيما لا يواجه الثاني أي مشاكل تذكر في عمله، بل يحاط بالرعاية وتفهم ظروفه كلاجئ.
أما اللاجئة السورية سعاد كحيل، فتفضل عدم الاحتكاك بالمجتمع الأردني، حيث لم تتقرب من جيرانها ولم تبن علاقات معهم، مفضلة قضاء فترة لجوئها بعيدا عنهم علها تتجنب أي مشاكل محتملة أو غير محتملة، على حد تعبيرها.
الباحث الأردني بشار الخطيب قرر الغوص في قضية اللاجئين السوريين في الأردن بشكل علمي، فكان الناتج دراسة بعنوان أصوات بديلة حول أزمة اللاجئين السوريين في الأردن.
تناولت الدراسة القضية من جوانب عدة كان أبرزها خطاب الكراهية تجاه اللاجئين السوريين في المملكة، حيث يذهب الخطيب إلى أن متابعة وسائل الإعلام توحي بأن هذا النوع من الخطاب موجه بشكل معين.
“فهو ينتشر لعدة أيام ثم يختفي لفترة، ولا يلبث أن يعاود الظهور على وسائل الإعلام من جديد لفترة قصيرة، مما يؤكد أن المجتمع المحلي لا يتناوله بجدية، كونه لا يُعتبر حديث المجتمع الشاغل، ولم يستطع أن يكن كذلك”.
أما عن تحول الخطاب الإعلامي إلى التحريض، فينفي الخطيب ذلك، كون الناشر سيتعرض للملاحقة القضائية وفقا للقانون المحلي الأردني، فيما إذا قررت إحدى الجهات الحقوقية متابعة القضية.
ويشير الخطيب في ختام دراسته، إلى أن المجتمع المضيف كان في بداية الأزمة السورية يميز اللاجئي السوري عن المواطن الأردني حتى في الشارع، إلا أن ذلك تغير حاليا، حيث لن تستطيع تمييز اللاجئ السوري في المجتمع.
كما أجرت منظمة “كير” العالمية عن التحديات التي تواجه اللاجئين السوريين خارج المخيمات في الأردن، والتي استطلعت آراء 1300 عائلة سورية تقطن في المدن الأردنية.
ويقول الناطق الإعلامي في المنظمة محمود شبيب، إن اللاجئين السوريين أفادوا بتحسن العلاقات مع أفراد المجتمع المحلي، بعد أن تعرف جيرانهم الأردنيون على أحوال وظروف معيشتهم.
وأضاف شبيب، أن عائلتين سوريتين من أصل ثلاثة، صرحت بإيجابية العلاقات مع الجيران الأردنيين، بينما أشار ثلث العينة إلى أن علاقاتهم مع الجيران كانت محايدة.
بينما أبدى المشاركون الأردنيون في الاستطلاع تصورهم بأن اللاجئين يتلقون مخصصات غير عادلة وغير متناسبة من المساعدات الخارجية، ولا تتناسب وتوزعهم في المدن والأقاليم الأردنية، وخاصة في إربد والمفرق، حيث الغالبية العظمى للاجئين.
وكانت العوامل الرئيسية وراء الموقف السلبي تجاه السوريين والتوترات المجتمعية المحتملة، تشمل التنافس على فرص العمل، والتنافس على السكن، والتصور بأن ارتفاع أجور السكن الكبير سببه زيادة الطلب، والتخوف من إدخال اللاجئين لظواهر غير مرغوب فيها إلى المجتمع المحلي.
وخلصت الدراستان السابقتان إلى أن خطاب الكراهية لا يعكس رأي المجتمع الأردني تجاه اللاجئين السوريين، فهل هو أسلوب فج لزيادة نسبة المبيعات تتبعه بعض وسائل الإعلام؟