خدمة العلم وأزمة الشباب

خدمة العلم وأزمة الشباب
الرابط المختصر

منذ انطلاق التصريحات الحكومية حول التوجه لإعادة خدمة العلم المجمدة لأكثر من عقدين من الزمن، من خلال برنامج تحت مسمى "خدمة الوطن"، بات الحديث عن شكل وآلية تطبيق هذا التوجه شاغلا للشارع الأردني، حتى تصدر وسم "خدمة العلم"، مختلف منصات التواصل الاجتماعي الالكترونية، إلى جانب عدد من مقالات كتاب الرأي في الصحف اليومية.

 

مصادر حكومية: إعادة خدمة العلم قيد الترتيب والنقاش

 

الكاتب رحيل غرايبة، يؤكد ضرورة إعادة القرار بخدمة العلم لكل شباب الأردن بلا استثناء، وفق رؤية جديدة وفلسفة جديدة تقوم على منهجيه إعداد وتربية لخريجي الجامعات والمعاهد وما بعد الثانوية العامة و تشمل الإعداد البدني والنفسي والفكري، على أسس موحدة تحظى بالتوافق المجتمعي.

 

ويعتبر غرايبة أن خدمة العلم "تمثل قيمة عليا من قيم المواطنة وهي ضريبة يدفعها كل مواطن يعيش على ثرى هذا الوطن الطهور، وبنفس رصينة و تحمل في طياتها صنوف الابداع الشخصي وفق ما لديه من دراسات و مهارات وخبرات".

 

فـ"لماذا لا يكون مشروع خدمة العلم مشروعا إنتاجيا على الصعيد الاستراتيجي للدولة الأردنية بشكل عام ويشكل عاملاً من عوامل تقدمها على صعيد المشاريع المستقبلية في مختلف القطاعات الزراعية والسكانية والعمرانية".

 

كما ترى الكاتبة خلود خطاطبة، أن إعادة خدمة العلم بشكل ومضمون جديدين، هي أحوج ما يكون له الأردن في هذه الأيام، ذلك أن شريحة واسعة من الشباب يعيشون حالة من الفراغ الاجتماعي والاقتصادي اللذين بدورهما فرخا قضايا اجتماعية خطرة خلال السنوات الماضية.

 

وتأمل خطاطبة بألا يدخل الطرح الجديد لإعادة خدمة العلم إطار الأفكار ولا شيء غيرها، وذلك من خلال طرح المشروع بجدية على طاولة مجلس الوزراء والوصول في أقرب وقت لنظام أو تعديل قانوني يتيح البدء بتطبيق خدمة العلم في اطار تنموي شامل.

 

وتلفتف الكاتبة إلى ضرورة أن يكون تطبيق البرنامج تحت اشراف مباشر من القوات المسلحة، إلى جانب الدور الموازي لوزارة العمل، حيث يتم اخضاع الشباب الى برامج تدريب مهنية تؤهلهم لسوق العمل.

 

وتخلص خطاطبة إلى القول "تقول الحكومة أن معالم البرنامج ستكون واضحة خلال الأيام المقبلة، لتطبيقه اعتبارا من بداية العام المقبل، وهو ما نأمله ونطمح اليه، وسط تخوف مشروع من أفول الحديث عن المشروع عند اصطدام الحكومة بواقع أرقام موازنتها السنوية للعام المقبل 2019، كما حدث في حكومات أخرى، وهو ما لا نريده".

 

ويشير الكاتب رمزي الغزوي، إلى تأييده لخدمة العلم المدروسة، والمبرمجة والواعية لحركة المجتمع وتطوره ونموه ومواطن قوته وإنتاجه، والتي توظف مؤهلات الشباب وتنميها وتمتنها، وتصبها في خدمة البلد وعلمه.

 

فـ"لا نريد من يراقب حال شبابنا وترهلهم وانسلاخهم عن مجتمعهم، أن يتحسر وينتقد فقط، دون أن يحرك ساكناً. بل نريد أن نمد لهم أيادينا. نريد خدمة علم تدعم الروح المعنوية لهم، وترفعها وتشدها وتؤهلهم. نحن بحاجة لجعل شبابنا ينخرطون في العمل التطوعي والتآزري الاجتماعي ونريد أن نقوي عزائمهم، بعدما جعلتهم التكنولوجيا فرديين أنانيين لا يقيمون وزناً لمعاني التجمع والتآلف"، يضيف الغزوي.

 

ويشدد الكاتب طايل الضامن، على أن "لا بديل عن خدمة العلم الحقيقية «ضريبة الدم للوطن» ، التي بات أبناؤنا والوطن بحاجة ماسة إليها في ظل إقليم متقلب الأحداث والكوارث، ووضع شبابي محبط تفتك بهم البطالة وتقذف بهم إلى الشارع نحو مستقبل مجهول".

 

ويضيف الضامن "نحن اليوم أمام تحدٍ كبير للنهوض بقطاع الشباب والأخذ بيدهم، وهنا لا بد من إعادة تأهليهم من خلال انعاش روح المواطنة والانتماء وتعزيز الخبرة العسكرية من خلال برنامج وطني حقيقي للخدمة العسكرية ممزوجاً بالتدريب المهني ويكون إلزاميا وليس اختياريا وفق شروط الالتحاق بخدمة العلم السابقة".

 

"فالشباب اليوم بحاجة أكثر من أي وقت مضى لتنميتهم سياسيا وفكريا وابعادهم عن مخاطر الفراغ التي قد تقذف بهم إلى الرذيلة والجريمة والمخدرات أو التطرف".