حول هجمات المنيا والحرب على "الإرهاب"

حول هجمات المنيا والحرب على "الإرهاب"
الرابط المختصر

 

مع تواصل الهجمات التي يعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤليتها عنها، والتي كان آخرها هجوم المنيا جنوب مصر، تستمر القراءات في طبيعة هذه الهجمات، ومصير مواجهة مختلف الدول لـ"الإرهاب".

 

الكاتب حسن أبو هنية، يرى أن تبني التنظيم لهجوم المنيا، يأتي في سياق اللعبة الطائفية التي راهن عليها في عدة دول في المنطقة.

 

ويوضح أبو هنية بأن الهجمات المتتابعة والمتسارعة على الأقباط في مصر، تشكل  تحديا كبيرا وخطيرا، ذلك أن لعبة الهويات الطائفية يصعب التنبؤ بنتائجها ومآلاتها، مشيرا إلى تصاعد عمليات التنظيم باستهداف الأقباط بوتيرة عالية والتي بدأت مع استهدف الكنيسة البطرسية في 11 ديسمبر 2016.

 

وخلاصة القول، بحسب أبو هنية، أن تنظيم الدولة الإسلامية سوف يذهب بعيدا في خلق انقسامات على أسس هوياتية طائفية مصر بين المسلمين والمسيحيين الأقباط، وهي استراتيجية عملت القوى الكولينيالية الاستعمارية على تأجيجها للهيمنة عبر سياسات فرق تسد، واستخدمتها الأنظمة السلطوية كآليات للضبط والتحكم.

 

الكاتب جميل النمري، فيؤكد على ضرورة أن تظهر ردود فعل واسعة في كل مكان تتعاطف مع الأقباط وهم جذر مصر الضارب في التاريخ، كما يجب أن تأتي من العالم العربي والإسلامي ومن الأوساط الدينية خصوصا ردود فعل عاصفة تدين وتجرم هذه الأفعال وتشرح نذالتها، على حد تعبيره.

 

ويضيف النمري بأن "داعش قيد الاندحار وستزول سلطته على الأرض بين سورية والعراق، لكن المتوقع أن تحدث ظاهرة سحق عش الدبابير، وقد نشهد مع انتهاء الحرب الميدانية بالقضاء على دولة التنظيم انفلات العمليات اليائسة للدواعش وصحبهم في كل مكان يطالونه في الغرب والشرق".

 

أما الكاتب جهاد المنسي، فيشدد على عدم كفاية مواصلة استنكار ما تقوم به الجماعات المتطرفة الظلامية من قتل ممنهج في مصر كما حصل من قتل لأقباط آمنين وأطفالهم قبل انبلاج شهر رمضان بيوم، كما لا يكفي الصمت عما تفعله الجماعات الإرهابية السلفية عينها في سورية والعراق ومانشستر البريطانية وغيرها من الأماكن.

 

كما لا يكفي مواصلة دفن رؤوسنا في الرمال، وتصديق ما تقوله دول نحن نعرف جميعا سرا وعلنا دعمها للأفكار المتطرفة، ونعرف يقينا دورها في رعاية مدارس فكرية أخرجت أولئك القتلة من جحورهم، وزرعوا في عقولهم أن المسيحي والقبطي والشيعي والعلوي وكل من يخالف توجهاتهم وأفكارهم حتى لو كان مسلما سنيا يجب أن يقتل.

 

ويختتم المنسي مقاله بالقول "لا يمكن محاربة الإرهاب والتطرف طالما يوجد واحد يترك له الفضاء العربي ليبث فيه سمومه وأفكاره المتشددة، ويترك له حق التأثير على أبنائنا وبناتنا وتجنيدهم تحت ستار الدين والدفاع عنه".

 

ويستعرض الكاتب ماهر أبو طير، أربعة أسباب لعدم النجاح بالحرب على الارهاب، أولها أن الحرب على العناصر، لا تنهي ذات الفكرة، فقد يتم قتل الآلاف من عناصر هذه التنظيمات، أو المئات، هنا وهناك، لكن الفكرة مازالت قائمة، والثاني يتعلق بكون الفكرة قابلة للتمدد، دون عضوية رسمية في أي تنظيم.

 

ويرتبط السبب الثالث بوجود حاضنات سرية لهذه التنظيمات، كما يتمثل السبب الرابع بوجود نسبة في المجتمعات العربية والإسلامية، تخفي تأييدها لهذه التنظيمات، ولا تجاهر بهذا التأييد، تحوطا وتخوفا.

 

و"لهذه الأسباب الاربعة، ستبقى الحرب على الارهاب، متواصلة، دون نتائج نهائية، لأن الحرب تخضع لأسس لا تغير من الواقع شيئا".

 

ويخلص الكاتب إلى أن "الكارثة الأكبر التي يتورط فيها كثيرون ممن ينددون بالإرهاب، هي أن لسان النقد بدأ يطال ذات الإسلام، باعتباره «الأب الشرعي» لهذه التنظيمات، والذين كانوا يجرمون التنظيمات، ولم يأتِ تجريمهم بنتيجة، باتوا يجاهرون اليوم، بوقاحة، أن المشكلة في الإسلام ذاته، وهؤلاء على تكاثرهم الواضح، يزودون تنظيمات الإرهاب بذرائع قوة إضافية.