حول "معركة حلب"

حول "معركة حلب"
الرابط المختصر

لا تزال الأنباء تتوالى من مدينة حلب السورية، وسط تضاربها أحيانا عن مدى تقدم الجيش من جهة، أو فك القوات المعارضة للحصار عن المناطق التي تسيطر عليها من جهة أخرى.

 

الكاتب حسن أبو هنية، يذهب إلى أن "معركة حلب" باتت تختزل جوهر الصراع في سورية، حيث أصبحت ديناميكية هذا الصراع أحد أهم نقاط وخطوط اللعبة الإقليمية والدولية، وباتت مدينة حلب مركز لعبة الشطرنج الاستراتيجية السورية.

 

ويوضح أبو هنية، أن التفاهمات الأمريكية الروسية شكلت لحظة فارقة في تلك الديناميكية، وذلك بتقاسم النفوذ والأعمال العسكرية والحيلولة دون تحول سورية إلى نقطة مواجهة جيوسياسية وصولا إلى تسوية سياسية.

 

و"في سياق البحث عن تفاهمات مشتركة بين أمريكا وروسيا، شكلت موضوعة الإرهاب وتعريف الحركات والجماعات الإرهابية أحد نقاط الخلاف، إلا أن الاتفاق توصل إلى التركيز على التصدي للحركات الموسومة بالإرهاب بحسب الأمم المتحدة وهي تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة".

 

كما أن هذه التفاهمات، أفضت إلى خلق شكوك لدى فصائل المعارضة السورية المسلحة حول تصورات الحل النهائي حيث بات الحديث عن عملية سياسية تنتهي برحيل الأسد شيئا من الماضي، وتحولت الهدن إلى فرص لإعادة سيطرة الجيش السوري وخلق واقع ميداني جديد لا مكان فيه للمسلحين.

 

ويخلص أبو هنية إلى أن أحد الاستنتاجات الهامة تشير إلى أن سورية قد دخلت نادي الأزمات التي لاحل لها على المدى القريب والمتوسط، مشيرا إلى أن التعامل مع المسألة السورية عبر مقاربات جزئية تستند إلى موضوعة الإرهاب لم تعد مجدية، ولا بد من منظورات سياسية أكثر تكاملية وشمولية للتوصل إلى حلول عادلة ونزع فتيل الحرب وإحلال السلام.

 

أما الكاتب منار الرشواني، فيرى أن كلا من إيران وحزب الله وروسيا، قرروا أن حصار الأحياء الشرقية لحلب يعني استتباب الأمر نهائياً لبشار الأسد، لافتا إلى أن وجه الغرابة في هذا الاستنتاج، أن طهران وموسكو -عبر الأسد طبعاً- لا تقدمان للشعب السوري منذ أكثر من خمس سنوات سوى الاختيار بين الموت والموت، على حد تعبيره.

 

ويضيف الرشواني "إذا كان درس "البديل" المقدم للسوريين هو الأهم في معركة حلب، يكون الاستنتاج المنطقي هو أن تؤدي هذه المعركة، بتطوراتها وتبدلاتها، إلى تسريع الحل السياسي، بديلاً وحيداً عن الحرب التي تحولت إلى دائرة مفرغة.

 

"غير أن حقيقة كون الأسد وحلفائه الإيرانيين والروس الذين صارت لهم الكلمة الفصل في سورية اليوم، قد تخلوا عن كل منطق منذ اندلاع الثورة السورية سلمياً في العام 2011، فإن تطورات معركة حلب قد تدفع إلى تسريع هؤلاء بعملية تقسيم سورية".

 

ووفق هذا السيناريو، يكون متوقعاً -إضافة إلى استمرار المعارك في حلب، ولو انتقاما- تكثيف الهجوم الروسي-الإيراني في ريف دمشق واللاذقية بشكل غير مسبوق، للتهيئة للتقسيم.

 

من جانبه، يرى الكاتب محمد كعوش، أن ما يحدث في حلب وحولها هو بمثابة سباق مع الوقت بين المتحاربين، مشيرا إلى أن التصعيد المتسارع يهدف الى تحقيق انتصارات خاطفة، وخلق واقع جديد على الأرض ، قبل اللقاء بين الرئيس بوتين والرئيس التركي اردوغان.

 

والحقيقة الثابتة الأخرى، بحسب كعوش، هو أن واشنطن تحارب داعش في ليبيا والعراق، من أجل قطع الطريق أمام التدخل الروسي في البلدين، في الوقت ذاته نرى أن الإدارة الاميركية ترغب وتعلن عن نواياها في مشاركتها بالقتال ضد التنظيمات الإرهابية في سورية، ولكنها غير جادة في قرارها.

 

"هذا الاندفاع المسلح غير المسبوق باتجاه مدينة حلب شاركت فيه مجموعات واسعة من تنظيمات مسلحة عديدة، في محاولة لاختراق خطوط دفاع الجيش السوري والوصول الى المدينة واجتياحها، وبعدها تقوم واشنطن بدورها السياسي، من خلال ممارسة ضغوطها على موسكو ومجلس الأمن لفرض هدنة مؤقتة تمنح الوقت والفرصة للتنظيمات المسلحة بإعادة التأهيل والانتشار والتسليح لتثبيت مواقعها في المدينة وحولها"، يضيف كعوش.

أضف تعليقك