حول فوز رجل البيت الأبيض الخامس والأربعين
تابع الشارع الأردني باهتمام واسع، مجريات الانتخابات الرئاسية الأمريكية ونتائجها، خاصة بين مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، الأمر الذي كانت له مساحة بين كتاب الرأي في الصحف اليومية.
ويلفت الكاتب عمر كلاب، إلى أن نصف الشارع الأردني خصوصا والعربي عموما، لو أبدى نصف اهتمام بالانتخابات الوطنية، كما أبدى اهتمامه بالانتخابات الامريكية، لتغير مشهد البرلمان الأردني بشكل مختلف تماما وكذلك الحال في الانتخابات العربية.
"فالشارع العربي والأردني بكيا هيلاري كلينتون أكثر من زوجها وابنتها تشيلسي وكذلك فرح الفرحون بفوز ترامب أكثر من عشيرته نفسها"، يقول كلاب.
ويخلص الكاتب إلى القول بأن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب يمثل استدارة امريكية لحسابات كونية فرضتها منظومة العمل الأمريكي التي جعلت من رولاند ريغان رئيسا سابقا، ولم تفرضها أدوات الاستطلاع وأجهزة صناعة الرأي العام التقليدية، التي منيت بخسارة ضخمة سواء مراكز الدراسات والاستطلاعات أو الصحف ووسائل الإعلام الكبرى.
كما يرى طارق مصاروة، أن ترامب سيكون رئيساً اميركياً كما كان ريغان، قائداً غير ملهم, ومنفذاً طيعاً للمؤسسة، مشيرا إلى أن ترامب هو نسخة أخرى محدّثة عن ريغان: عقيدة حكم يقوم على مجموعات يمينية متطرفة تسيطر على جهاز الدولة في الداخل, ومجموعات عسكرية وصناعية ومراكز ابحاث تضع السياسة الخارجية.
الكاتب رحيل غرايبة، يذهب إلى أن فوز ترامب ليس حدثاً عابراً، فمن يجلس على مقعد رئاسة الولايات المتحدة فهو يتربع على مقعد قيادة القوة الأولى في العالم، وعلى جميع دول العالم الكبرى والصغرى أن تكيف نفسها وأن تستعد للتعامل مع القادم والجديد شاءت أم أبت.
ويشير غرايبة إلى عدم نجاح الدراسات والآلة الإعلامية التي تصنع الرأي العام العالمي بتغيير الحقائق على الأرض، وعلى كل الذين وقعوا في الخديعة، أن يعملوا على إعادة التوازن لأنفسهم، وأن يستفيقوا من غفلتهم من أجل الاستدراك.
أما الكاتب باسم الطويسي، فيرى أن أغلبية المتابعين للمشهد الانتخابي الأمريكي، استسلمت للإعلام واستطلاعات الرأي العام، وهذا أمر طبيعي ومنطقي، بينما يقتضي الوقوف على حقيقة ذلك المشهد، فهم تحولات المجتمع الأميركي، وفهم كيف تعمل المؤسسات السيادية الأميركية في اللحظات الفارقة.
ويوضح الطويسي بأن وسائل الإعلام بقيت للحظات الأخيرة تذهب باتجاه فوز المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، ومنذ مطلع هذا العام أخذت قوة الاتجاه السائد في وسائل الإعلام حول النتيجة النهائية للانتخابات ترتبط بمصدرين؛ الأول: آراء وتوقعات الخبراء والمحللين، والثاني: ثبات استطلاعات الرأي حيث ذهب أغلبها باتجاه المرشحة الديمقراطية في حين كان المرشح الجمهوري يُهاجم وسائل الإعلام ومراكز الاستطلاعات.
والأزمة، بحسب الكاتب، مرتبطة بشكل جوهري بأزمة الإعلام في المجتمعات الديمقراطية، وهذه الأزمة تنال الإعلام الإخباري والإعلام التفسيري؛ فالأخير أداة للهندسة الانتخابية والاجتماعية.