حول اعتصام "الأردنية"

حول اعتصام "الأردنية"
الرابط المختصر

يواصل عدد من طلبة الجامعة الأردنية اعتصامهم المفتوح، احتجاجا على قرار رفع أسعار النظام الموازي والدراسات العليا، بما كان له مساحة بين أعمدة الرأي والمقالات في الصحف اليومية.

 

الكاتب محمد أبو رمان، يشير إلى المذكرة النيابية التي تبنت مطالب المعتصمين، وتعلن تعاطفهم معهم عبر مظاهرات ومسيرات داخلية مؤيدة في حرم الجامعة.

 

 

ويوضح أبو رمان أن أي رئيس قادم للجامعة، سيجد نفسه أمام تراكمات كبيرة من الاختلالات التي نجمت عن ثلاثة أسباب جوهرية، انعكست على الجامعات الحكومية جميعا، أولها يتمثل بالدور الذي لعبته الحكومات والنواب في الزج بأعداد كبيرة من الموظفين لأهداف سياسية في الجامعات، وبخاصة في جامعات الجنوب، والثاني، هو الانفلات في حجم الطاقة الاستيعابية في قبول الطلبة.

 

 

أما ثالث تلك الأسباب، فهو "الارتجال والعشوائية والحسابات الشخصية في اختيار الإدارات الجامعية وتغييرها، إذ كان يخضع، في كثير من الحالات، لأمزجة وزراء ومسؤولين، وليس لأي اعتبارات أكاديمية مستقلة معتبرة"، بحسب أبو رمان.

 

 

إلا أن المشكلة الأكبر بالنسبة للجامعة الأردنية تحديدا، فتعود إلى التغيير المستمر في رؤساء الجامعة، وغياب المؤسسية الرقابية الداخلية، المتمثلة في مجلس الأمناء، في الأعوام السابقة.

 

 

ويضيف الكاتب "كانت الإدارة تحاول، من خلال رفع الرسوم الحالي، تجنب النسبة العظمى من طلبة البكالوريوس، والتركيز على طلبة الدراسات العليا و"الموازي"، إلاّ أنّه حتى هذه الشريحة من الطلبة لا تستطيع أن تتكيّف مع هذا الارتفاع الكبير في الرسوم، بخاصة الذين يرغبون في إكمال دراساتهم العليا، من طلبة متفوقين لكنهم لا يملكون الموارد اللازمة، ما يعزز من المخاوف بأن يؤثر ذلك على نوعية طلبة الدراسات العليا والكفاءة في التنافس".

 

 

ويؤكد أبو رمان على أهمية إيجاد حوار عميق، والتوصل إلى حلول وسط بين الرئاسة والطلبة، لافتا إلى أن استمرار الموقف الحكومي السلبي، سيؤدي إلى ضرورة التفكير بحلول لا نفضّلها ولا نرغب فيها، مثل استثمار الأراضي والمباني والممتلكات للجامعة الأردنية، بما يسمح للجامعة بالتطوير والتمويل دون الاضطرار للجوء إلى جيوب الطلبة.

 

 

أما الكاتب عمر العياصرة، فيعرب عن قلقه من دخول البعض على خط اعتصام "الأردنية"، بما يستوجب انتباه الطلبة الانتباه دون أن تأخذهم العاطفة وقلة الخبرة نحو "استثمارية سلبية" من هذه الجهات.

 

وعلى المقلب الآخر، يتساءل العياصرة حول كيفية تعاطي المقاربة الأمنية مع استمرار الاعتصام، وهل ستسمح باستمراه وهل ستقبل بركوب البعض لموجته.

 

ويخلص الكاتب إلى أهمية عدم الدخول في "أزمة صدام"، تذهب نحو توتر مجتمعي، متأملا بأن تدرك كل الأطراف أننا نحتاج لمزيد من الهدوء.

 

 

فيما يرى الكاتب الساخر كامل نصيرات، أن ما يحدث في الجامعة الأردنية منذ أيّام هو إساءة حقيقيّة للتعليم الجامعي ، ويوجب على المسؤولين عن قرار رفع الأسعار في "مولات التخصصات الجامعية"، أن يجيبوا على عشرات الأسئلة الملحّة.

 

 

ومن بين تلك الأسئلة عن مصدر الإرهاب، إذ يؤكد نصيرات أن وضع الطالب وجهاً لوجه أمام العجز الكلّي من الاستمرار في الجامعة هو أوّل بذور الإرهاب القادم.

 

 

ويضيف الكاتب "من الذي يكركب المجتمع الأردني الآن ..أنتم أم أولئك الطلبة الذين يأخذون مصروفهم من دموع الآباء و من خبز العيلة ..؟ من الذي يقول للطلبة : إللي ما معوش ما يلزموش ..؟؟ من الذي يجبر الطالب الفقير على الإحساس أنه حمولة زائد  و الجامعة لا تليق به ..؟ من الذي يريد أن يعيد المجتمع إلى ( الأسياد و العبيد) ..؟

 

 

وينتهي نصيرات إلى القول "أبشروا بفصام حقيقي بينكم وبين الفقراء الذين يدرسون سنة ويؤجّلون سنة ..أبشروا بغضبٍ تتوارثه الأجيال لن تستطيعوا تبريره مهما اختلقتم من أعذار..! أنتم تلعبون بمصير البلد ..أنتم تؤسّسون لوجعٍ لن يندثر ..أنتم تجبرون الناس على الانسحاب من كل قضايا الوطن الكبرى ..

 

 

"أيها السادة : حتى الدكّانة حينما ترى الزبائن ضجّت فإنها تخضع للزبون ..فعاملوهم - ما دام الأمر تجارة – على مبدأ : أن الزبون دائماً على حقّ..!!"، يقول نصيرات.

أضف تعليقك