حادثة "مكتب المخابرات" وذاكرة استهداف الأجهزة الأمنية

حادثة "مكتب المخابرات" وذاكرة استهداف الأجهزة الأمنية
الرابط المختصر

تعيد حادثة الهجوم الذي استهدف مكتب المخابرات في لواء عين الباشا ومخيم البقعة، الذي فاجأ الشارع الأردني صبيحة أول أيام شهر رمضان، الذاكرة إلى حوادث سابقة، شهدت استهداف لمواقع أمنية، واستشهاد عدد من رجال الأمن.

 

وقد أسفرت عملية مكتب المخابرات عن استشهاد خمسة من مرتبات المخابرات العامة، والتي تعد، إلى جانب الأجهزة الأمنية، العصب الرئيس في إدارة الشؤون الأمنية في المملكة.

 

الخبير في شؤون الجماعات الاسلامية والمحلل السياسي، مروان شحادة، يرى أن توقيت العملية في بداية شهر رمضان، يمثل رسالة من منفذيها للأجهزة الأمنية بأنهم في حرب معهم.

 

ويرجح شحادة بأن يكون المنفذون يتبنون أيديولوجيا تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، وأن يكونوا ممن يعرفون بـ"الذئاب المنفردة"، مشيرا إلى تقارب آلية تنفيذ العملية مع أسلوب التنظيم.

 

ويتوقع أن تشهد المرحلة المقبلة اعتقالات بين صفوف أبناء التيار السلفي الجهادي،  والمتعاطفين مع فكر تنظيم "داعش".

 

وليس بعيدا بالزمن، كانت "عملية اربد" الأمنية، في آذار الماضي، والتي أسفرت عن استشهاد النقيب راشد الزيود، وإصابة اثنين من القوة الأمنية، خلال اشتباكات مع مجموعة وصفت بـ"الخارجة على القانون" والمرتبطين بتنظيم "داعش".

 

ووصف المحللون تلك العملية بـ"الاستباقية" داخليا، وسط إقليم مشتعل أمنيا، وفي ظل تهديدات تنظيم الدولة الإسلامية المستمرة للأردن، بعد إعلانه “الحرب” على كافة الدول المشاركة في التحالف الدولي ضده.

 

 

والجامع بين حادثتي "البقعة" و"اربد"، هو ربط البعض لهما بمخيمات اللجوء الفلسطيني، حيث يشير الكاتب عامر السبايلة في مقال له، إلى أن مكتب المخابرات في مخيم البقعة، يحظى برمزية كبيرة و محاولة لربط مخيمات اللاجئين في الأردن فيما يجري في مخيمات اللاجئين في الدول المضيفة ، كما جرى في مخيم اليرموك في دمشق أو عين الحلوة و نهر البارد في لبنان.

 

وفي تشرين الثاني من العام الماضي، استشهد مواطنان أردنيان وقتل ثلاثة مدربين عسكريين، أميركيان وآخر من جنوب افريقيا، وأصيب ستة آخرون، إثر قيام ضابط بإطلاق النار عليهم في مركز مدينة الملك عبد الله التدريبية الخاص بتدريب الشرطة بمنطقة الموقر شرق العاصمة، قبل أن يقتل.

 

واعتبرت حادثة "مركز الموقر" الأولى من نوعها، والتي أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما في حينه، على أخذها بجدية كبيرة، فيما لم تعلن أي تفاصيل عنها منذ وقوعها.

 

وبعودة إلى الوراء، وتحديدا إلى نيسان 2004، تظهر عملية إحباط جهاز المخابرات العامة، لمخطط لتنظيم "القاعدة في بلاد الرافدين"، والذي كان يستهدف رئاسة الوزراء ودائرة المخابرات العامة والسفارة الأمريكية في عمان.

 

وأشارت الأجهزة الأمنية في حينه، إلى أن التجهيزات التي حضرتها خلية التنظيم للعمليات، كانت ستسفر، وفقا للتقديرات، عن مقتل 80 ألف إنسان، وإصابة 160 ألفا آخرين.

 

وبحسب تقديرات وزارة الداخلية، يوجد في الأردن، نحو (7) آلاف سلفي “جهادي”، منهم 2000 سلفي متعاطف مع تنظيم "داعش"، و 1300 شاب انضم إلى القتال مع جبهة النصرة و”داعش”،  فيما تشير تقديرات أخرى إلى أضعاف هذا العدد.

أضف تعليقك