حادثة مركز الموقر.. غموض الأسباب بانتظار التحقيق
لا تزال حادثة إطلاق شرطي أردني النار في مركز تدريب الموقر، ومقتل وإصابة عدد من العاملين في المركز، شاغلة لحديث الشارع والنخب والمحللين، مع "غموض" الدوافع التي لم تظهر بعد، رغم التصريحات الرسمية حول تفاصيل الحادث.
الكاتب محمد أبو رمان، ومع تأكيده على عدم قبول الوصول إلى أحكام جاهزة وحاسمة حول الأسباب والخلفيات، إلا أنه يرى أن احتمال كون الحادثة لها علاقة بتحوّلات حدثت لدى النقيب أنور أبو زيد منفذ الهجوم، جعلته يقترب من أيديولوجيا تنظيم "داعش"ن يدفع بنا جميعاً إلى القلق.
ويضيف أبو رمان أن هذا الاحتمال، ولو كان افتراضيا، يجب أن يدفع للتساؤل إن كنا محصنين حقا من هذا الفكر، أم أنّنا مجتمع هشّ يمكن اختراقه فكريا، وبالتالي أمنيا.
ويشير الكاتب المتخصص بالجماعات الإسلامية، إلى تضاعف حجم المؤمنين بفكر التيار السلفي الجهادي في الأردن، وتمكنه من اختراق الطبقة الوسطى بشرائحها المتعددة، إضافة إلى اختراقه للطبقة المهنية والمتعلمة، موضحا بأن بناء تحصين كامل من هذا التيار هو أمر وهمي.
ويخلص أبو رمان إلى أن المقاربة الأمنية الناجعة والفعّالة لا تكفي وحدها؛ "فهناك عمل مهم وشاق ومركّب ومتخصص مطلوب في المجالات الثقافية والسياسية والعلمية والدينية".
كما يؤكد الكاتب إبراهيم غرايبة على ضرورة أن تشكل "جريمة: مقتل العاملين في مركز التدريب صدمة كبيرة على مستوى الحكومة والمجتمع والأفراد، "وإذا لم تشكل منعطفا في الفلسفة المنشئة لبيئة الحياة والعمل، فإننا لن نلتقط الإشارات والرسائل عن التحولات والثغرات في منظومة الثقة المحركة للمصالح والعلاقات".
ويرى غرايبة أن أخطر ما في هذه "الجريمة" ومثيلاتها، هو أنها لا تنتمي إلى أفعال جماعات منظمة، متسائلا: كيف نضمن ألا تتكرر هذه الجريمة، وكيف نتجنب حدوث ما حدث.
ويضيف "أظن أننا مدعوون إلى الاعتراف بمجموعة من الأزمات الاجتماعية والثقافية المنشئة لبيئة تدفع إلى الجريمة. ويجب أن نملك الجرأة والصراحة لنواجه أنفسنا بذلك".
فـ"الحل ليس أمنيا فقط، ويبدو مؤكدا أيضا أن المؤسسات التعليمية والفكرية والاجتماعية لم تنجح في بناء منظومة واتجاهات ومواقف وأفكار عقلانية...فالمناهج والمؤسسات التعليمية والدينية والرسمية لم تعد تعمل في السياق المفترض لأهداف الدولة والمجتمع، بحسب غرايبة.
أما الكاتب فهد الخيطان، فكتب عشية الحادثة، أن اللافت في الهجوم تزامنه مع ذكرى تفجيرات عمان الإرهابية، متسائلا إن كان المهاجم قد قصد التوقيت، أم أنها مجرد صدفة، كما تساءل إن كان الهجوم عملا فرديا بدافع شخصي أو سياسي، أم عملية مدبرة يقف خلفها تنظيم إرهابي.
ويذهب الخيطان إلى أن هجوم الموقر مختلف عن الحوادث السابقة التي استهدفت مركز الموقر وجرى إحباطها وهي قيد الإعداد، فـ"هو، حسب المعطيات المتوفرة، عمل مقصود، فيما يبقى السؤال الكبير حول الدوافع مفتوحا على عهدة التحقيق".
ويستحق الهجوم، بحسب الخيطان، تحقيقا دقيقا للوقوف على تفاصيل التفاصيل، وتحديد الثغرات في الإجراءات المتبعة، دون أن لا نصاب بالهلع، أو نشعر بالذنب.