حادثة الكرك في أعمدة الرأي والمقالات

حادثة الكرك في أعمدة الرأي والمقالات

في اليوم الثاني على حادثة الكرك، غصت الصحف اليومية بالمقالات التحليلية، حيث أدلى معظم كتاب الرأي فيها بآرائهم حول مجريات الحادث وتوابعه.

 

الكاتب محمد أبو رمان، يرى أن الصورة لا تزال غير واضحة بعد، ولا نزال بحاجة إلى تفاصيل موثوقة أكثر عن المواجهات في المدينة مع الخلية الإرهابية، والتي يرجح أن تكون مؤيدة لتنظيم الدولة الإسلامية.

 

 

 

ويضيف أبو رمان أن الرواية الرسمية لتفاصيل الحادثة تحمل ثلاثة مؤشرات "خطيرة": أولها يتمثل بالتحول المقلق الذي يحدث في أوساط التيار الداعشي، وذلك بالانتقال من مرحلة التأييد والتعاطف والتجانس الأيديولوجي مع التنظيم، إلى العمل عبر مجموعات وخلايا.

 

 

 

أما المؤشر الثاني فهو قرار المواجهة، فيما يتمثل المؤشر الثالث  وهو ملاحظ بدرجة أكبر في أحداث الكرك الأخيرة، باعتبار أي فرد يعمل في الأجهزة العسكرية والأمنية هدفاً وعدواً، كما هي الحال بالنسبة للسيّاح الغربيين.

 

 

 

وضيف الكاتب المختص بالجماعات الإسلامية بأن "إدراك هذا التحوّل من الضروري أن يترافق مع إدراك وجود جيل جديد من الجهاديين الداعشيين، ممن قد لا يكون لديهم خبرة أو تاريخ مع هذه الجماعات، وربما ينتقل من النقيض إلى النقيض.

 

 

الكاتب عريب الرنتاوي، يقول إن العدو هذه المرة هو من أبناء جلدتنا، ولذا فهو أشد خطرا، ومواجهته أكثر صعوبة، وتستوجب أعلى درجات التعبئة والاستنفار.

 

 

ويلفت الرنتاوي إلى أن العملية مختلفة هذه المرة،فـ"العدو يستهدف مدينة لها مكانتها الرمزية في تاريخنا السياسي الحديث، فهي العاصمة السياسية “المصغرة”، للأردن.

 

 

"وقد يقال، إن الإرهاب الذي يتقهقر على غير ساحة، من سرت حتى الموصل وحلب، يبحث عن ساحات جديدة، يفرد فيها عضلاته، وهذا صحيح أيضاً … بيد أن الصحيح كذلك، أنه لن ينجح في فعل ذلك، إن لم يجد من يدعمه ويساعده، ويوفر له البيئة الحاضنة فكرياً واجتماعياً، فالحذر الحذر"، يضيف الرنتاوي.

 

 

وتشير المعطيات المتاحة، بحسب الكاتب عيسى الشعيبي، إلى أننا كنا بصدد عمل إرهابي وقع، على الأرجح، خارج المكان الحقيقي الذي كان هذا العمل الدموي يستهدفه، وربما خارج التوقيت الزمني الذي كان مقرراً لتنفيذ ما يرجح أنه كان عملاً أكبر.

 

 

 

"وحين نقول إن هذا العمل لم يكن مفاجئاً، فذلك ليس فقط لأن الأردن مستهدف كونه جزءا من التحالف الدولي ضد الإرهاب، ولا لأن التهديدات ظلت متواترة طوال الوقت فحسب، وإنما أيضا لأن هذه الرقعة الجغرافية الآمنة محاطة، منذ عدة سنوات، ببحر من النيران المتأججة".

 

 

 

وينتهي الشعيبي إلى القول إنه يمكن النظر إلى ما حدث في الكرك على أنه كان بمثابة اختبار جرى على وجه السرعة، سقطت فيه خلية إرهابية نائمة بالضربة القاضية، من المحتمل أنها كانت تخطط لعمل إرهابي أشد خطورة.

 

 

كما يؤكد الكاتب عصام قضماني، أن العمل بلا شك إرهابي سواء نفذته جهة متطرفة تنتمي لعصابات هذه الأيام من تلك التي ترتدي ثوب الدين لتبرير الإرهاب أو أفرادا غاضبين أو حاقدين.

 

 

و"يعتقد المتابع أن إختراقا أمنيا كبيرا قد حصل والحقيقة هي غير ذلك، تماما، صحيح أن المجموعة تسللت في غفلة استقرت لفترة من الوقت بعيدا عن أعين الرقابة، لكنها كانت بين الناس تمارس حياة طبيعية لا تجلب الشبهة وهو أسلوب هذه الجماعات"، بحسب القضماني.

 

 

 

أما الكاتبة جمانة غنيمات، فتشير إلى أن عدد الأحزمة الناسفة، وكمية المتفجرات والأسلحة الأتوماتيكية وعتادها، التي تم ضبطها، أول من أمس، بحوزة خلية الكرك الإرهابية، تخبرنا الكثير. فأولئك الإرهابيون ليسوا شبابا غاضبين، وإنما هم منظمون؛ عملوا لأيام طويلة على جمع هذا الكم من الأسلحة، وتصنيع تلك الأحزمة وتحضير المتفجرات.

 

 

وتضيف غنيمات بأن مخاطر الفكر التكفيري على الأردن قائمة ومكشوفة. وليس ثمة مفاجأة في ذلك، باستثناء ربما توقيت اعتداء الكرك، وكيفية اكتشاف المتورطين.

 

 

وتخلص الكاتبة إلى أن هؤلاء ليسوا "خلايا نائمة" كما اصطلح على تسميتهم؛ بل هم "خلايا يقظة"؛ تخطط وتفكر كل يوم للإرهاب والقتل وتدمير المجتمع فكريا وقيميا.

 

ويتساءل الكاتب جمال الشواهين، إن كان تكفي إدانة الإرهاب ونبذه أو الإشادة بالأجهزة وإعلان مواقف الناس منها ترحيبا ودعما أو الثناء على جهود المواطنين وتعاونهم لنقول بعدها إن الكرك بخير والوطن عصي على الإرهاب.

 

 

ويرى الشواهين أن ما جرى في الكرك يشابه ما كان يخطط في اربد ولا يختلف عن هجوم مركز عين الباشا، ومن يدري أن هناك أكثر من ذلك بعد أو إن تتمكن هذه الخلايا من تكرار أفعالها.

 

 

إلا أن "القصة في أغلب الظن أنها أكبر من عملية إرهابية في الكرك أو اربد، وربما هي لخلق بلبلات تفضي إلى ذرائع تمكن العدو الحقيقي من السير قدما في مشروعه التوسعي لدولته التي يريدها كبرى".

 

 

 

ويقول الكاتب محمد سويدان "نتحدث منذ زمن عن تجفيف منابع الإرهاب والتطرف والعنف، ولكن مما يبدو، أن هذا الهدف لم يتحقق بعد، وهناك منابع للإرهاب تعمل وتغرر بالأطفال والشباب".

 

 

 

ويضيف سويدان بأن الجريمة البشعة، يجب أن تدفعنا لإعادة النظر في الكثير من الإجراءات والخطوات والاستراتيجيات لمواجهة التطرف والإرهاب".

 

 

 

من جهته، يؤكد الكاتب ماهر أبو طير، أن حادثة الكرك مختلفة إلى حد كبير، عن حوادث أخرى، سواء ما جرى قرب مخيم البقعة، أو حادثة الرقبان، وصولا إلى خلية إربد، لأنها جاءت حلقة إضافية في سلسلة طويلة من الحوادث الإرهابية، ولأنها أدت الى نتائج مؤلمة على صعيد عدد الشهداء والجرحى.

 

 

ويشير أبو طير إلى أن "ما هو مهم هنا السؤال حول الخط البياني التصاعدي للمواجهة مع التنظيمات المتطرفة، فالواضح تماما، ودون اثارة لذعر الناس، ان هذا الخط يرتفع يوما بعد يوم، وهذا يقودنا الى قراءة عام 2017 وعما يمكن توقعه في هذا الصدد، بشأن المواجهة مع هذه التنظيمات؟!.

 

 

ويرجح الكاتب أن نكون أمام مواجهة مفتوحة، تقول ان العام المقبل، قد يشهد عمليات أخرى.

 

 

حادثة الكرك بين الإعلام والمعلومات

 

 

يذهب الكاتب فهد الخيطان، إلى أنه ليس ثمة رواية رسمية متكاملة ومتماسكة بعد، تشرح ما جرى في الكرك.

 

 

ويضيف الخيطان "لا شك أن "المواطن الصحفي" قد أربك الرأي العام بروايات ومعلومات غير دقيقة. لكن عديد الفيديوهات والتقارير المتداولة كان مصدرها رسميا؛ فمن كان يقف عند جثث الإرهابيين داخل القلعة ليصورها وينشرها غير رجال الأمن؟ الثغرات التي ظهرت في إدارة حوادث إرهابية سابقة هذا العام، تكررت في عملية الكرك الإرهابية؛ فوضى المرجعيات، وغياب التنسيق، والارتباك، وكأن ما حصل تجربة أولى لم نواجه مثلها من قبل. وما أخشاه أن يكون الدافع وراء عدم كشف التفاصيل هو تجنب سؤال المسؤولية".

 

 

 

ويقول الكاتب "كان يمكن أن يكون المسؤولون أكثر صراحة مع الناس، ويبلغوهم بوضوح أن الهدف من تأخير الكشف عن أسماء أعضاء الخلية الإرهابية هو امتصاص حالة الصدمة عند ذوي الشهداء أولا، وتشييع جثامينهم، ومن ثم تقديم المزيد من التفاصيل عن الإرهابيين.

 

 

 

 

أما الكاتب سامر أبو رمان، فيرى أن الصمت الرسمي كان طريق السلامة قديما، وأما الآن فهو طريق السقوط للإعلام الرسمي الذي يتقصص جناحه بكل مكان!

 

 

ويركد الكاتب على أن الصمت الإعلامي الحكومي بالأزمات غير مبرر! فكان بوسع التلفزيون تخصيص مذيع حذر يستقبل اتصالات الناس ويفلترها لا سيما إذا كانوا من المناطق المحيطة بالقلعة.

 

 

ويختتم أبو رمان بالقول إن الأزمات المحلية تعد فرصة سانحة لتعزيز قدرات التأثير الإعلامي لوزارة الإعلام، ولكن مع الأسف يضيعها لصالح القنوات الكبرى العالمية أو القنوات الصغرى المحلية كما جرى في أحداث الكرك.

 

 

أضف تعليقك