"جفت الزيتون" وقود شتاء الفقراء والفارين من غلاء المحروقات
شهدت الاعوام القليلة الماضية تزايدا في اقبال المواطنين من ذوي الدخل المحدود على شراء جفت الزيتون لاستخدامه في التدفئة، وذلك باعتباره بديلا رخيصا وعمليا في ظل غلاء اسعار المحروقات.
وحتى عهد قريب كان يجري التعامل مع عشرات الاف الاطنان من الجفت الناتج عن عمليات عصر الزيتون في الاردن باعتبارها مجرد نفايات.
ومع الارتفاع المتوالي في اسعار المحروقات، بدأت الانظار تتجه الى الجفت كبديل عملي نظرا للطاقة الحرارية الكبيرة الناتجة عنه، فضلا عن طول امد احتراقه بسبب احتفاظه بنسبة من الزيت.
ولم تلبث المعاصر ان فطنت للامر فاستقدمت الات متخصصة بكبس الجفت وتهيئته للاستخدام سواء في المصانع، او في مدافئ الحطب والجفت والبواري التي عادت الى الظهور في البيوت.
وتذهب النسبة الاكبر من كميات الجفت المستغلة كوقود لللمصانع، او للتصدير وبخاصة الى تركيا.
ولا يزال نحو70 بالمئة من الجفت خارج نطاق عمليات التصنيع المتواضعة في البلاد.
ويتوقع مختصون ان تصل كميات جفت الزيتون هذا العام الى 70 الف طن ستنتج عن عصر 180 الف طن من الثمار.
ويوضح بسام الزيود، وهو احد مصنعي الجفت في الزرقاء، خطوات معالجة هذه المادة واعدادها للبيع.
ويقول انه يقوم بداية بكبس الجفت الذي يحصل عليه من المعاصر ثم يجعله في قسمين: الاول مخصص للبيع لغايات التدفئة في المنازل والثاني للاستخدام كوقود بديل في المصانع، ومنها مصانع الاسمنت والحديد.
ويتخذ الجفت بعد الكبس شكل اسطوانات او كرات لتسهيل نقلها واستخدامها.
ويضيف الزيود انه يعرض الجفت المكبوس للشمس من اسبوعين الى ثلاثة اسابيع حتى يجف الماء منه تماما، وذلك لضمان الحصول على عملية احتراق كامل.
ويتراوح سعر الجفت الاخضر بين 40 و45 دينار للطن، في حين يصل سعر الجاف الى ما بين 70 و100 دينار.
ويقول الزيود ان غالبية زبائنه من المواطنين هم من سكان القرى، مضيفا انه بدأ يلحظ مؤخرا تزايدا في اقبال المقيمين في المدن.
ويقدر البعض حاجة العائلة الاعتيادية المؤلفة من خمسة افراد بما معدله طن واحد من الجفت خلال فصل الشتاء باكمله.
ويصف مسؤول في مديرية بيئة الزرقاء جفت الزيتون بانه يعد ثروة في الكثير من دول العالم، الا عندنا فهو لا يزال ينظر اليه على نطاق واسع باعتباره مجرد نفايات ومصدرا للتلوث.
وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه لانه غير مصرح له بالتحدث الى الصحافة، ان أكبر مشكلتين تواجهان البيئة خلال موسم الزيتون هما الجفت ومياه الزيبار الناتجة عن عصر الزيتون.
واضاف انه لا توجد حلول ناجعة الى الان لمشكلة الجفت او كيفية استثماره في ظل غياب الدراسات والأبحاث، وإن وجدت فهي مكلفة وصعبة التطبيق على حد تعبيره.
ويتسبب تكدس الجفت حول المعاصر بتسرب عصارته الى التربة ما يؤدي الى تلوثها، ويغدو اكثر خطورة اذا ما وصلت هذه العصارة الى المياه الجوفية.
وقال المسؤول البيئي انه يجري مع بداية موسم الزيتون كل عام تشكيل لجان مشتركة بين وزارة البيئة والزراعة والصحة والمياه تكون مهمتها الكشف على المعاصر من اجل التاكد من التزامها بالاشتراطات الصحية والبيئية.
ويوجد في الزرقاء سبع معاصر للزيتون.
وحذر المسؤول من ان استخدام الجفت في التدفئة ينطوي على مخاطر بيئية وصحية في حال لم يكن احتراقه كاملا، حيث ينتج عن ذلك غازات سامة من بينها اكاسيد الكربون والكبريت والنيتروجين .
ومن جانبه يوضح الطبيب عبدالله الصمادي أخصائي الأمراض الصدرية ان التعرض لهذه الغازات لفترات طويلة يمكن ان تتسبب بالعديد من امراض الجهاز التنفسي مثل التهابات القصبات الهوائية وانتفاخ الرئة.
واشار الصمادي الى ان العديد ممن يستخدمون الجفت في التدفئة يراجعون عيادته باستمرار خلال فصل الشتاء.
لبرنامج هنا الزرقاء