جسور المشاة في عماّن... "ديكور" يحتاج لقوانين وثقافة وأمان
بالرغم من وجود نحو 120 جسرا للمشاة في العاصمة عمان، تم إنشاؤها للحفاظ على سلامة المشاة عند قطع الشارع، وتنظيم حركة السير، إلا أن البعض يعتبر وجودها مجرد "ديكور" اعتاد أن يراه لا أن يستخدمه.
يفضل مواطنون قطع الشارع دون استخدام جسر المشاة، مرجعين ذلك لأسباب عدة أبرزها توفير عناء الصعود والنزول عن درجه، وتوفير الوقت أيضا، وهو ما يؤكده ابراهيم موضحا أن قطع الشارع أسرع بكثير من الصعود على الجسر، كما لا يفضل المواطن رامي المشي للوصول إلى الجسر حتى لو كانت المسافة إليه قصيرة جدا.
فيما يشير مواطنون إلى أنهم يستخدمون الجسور في أوقات أزمة السير فقط، أو في حال وجودهم قربه.
من جهتها تؤكد المواطنة بشرى أنها تستخدم جسر المشاة في كافة الأوقات للحفاظ على سلامتها، منتقدة من يقوم بقطع الشارع ولو كان بجانب الجسر.
مشاكل تؤدي إلى العزوف
ولا تفضل رانيا استخدام الجسر بسبب شعورها بالخطر من وجود أشخاص "مشبوهين" على الجسر أو متسولين، إضافة لعدم توفر الإنارة الجيدة في ساعات الليل.
رئيسة لجنة جسور المشاة في أمانة عمان المهندسة فادية العدوان تشير إلى أنها قامت بتقديم مقترح للإدارة العليا في الأمانة لإنارة كافة الجسور.
وتبين العدوان أنه يمكن للمواطنين الإبلاغ عن وجود أشخاص مشبوهين على الجسر أو انتشار النفايات عليه، معتبرة أنه أمر غير معتاد، وعلى المواطن أن يتواصل مع مديرية منطقته بهذا الشأن.
وتؤكد العدوان على مخاوف مواطنين حول عدم توافر عنصر الأمان على الجسور، مشيرة إلى إمكانية اصطدام حمولة شاحنة يزيد ارتفاعها عن ارتفاع الجسر، وهو خطأ يعود على السائق نفسه، وبهدف حل هذه المشكلة تبين العدوان أنه تم اعتماد زيادة في ارتفاع الجسر من 5 أمتار وربع، وهو المقياس المطابق للمواصفات العالمية، إلى 5 أمتار ونصف، وهو فوق ارتفاع أعلى حمولة للشاحنات والبالغة نحو 5 أمتار و20 سم.
ووصل عدد حوادث اصطدام الشاحنات بالجسور إلى 5 حوادث العام الماضي، بحسب العدوان.
ثقافة ووعي
أمانة عمان باشرت في خطتها للحد من لجوء مواطنين إلى قطع الشارع كبديل عن الجسر، من خلال تثبيت حواجز حول كافة الجسور في العاصمة، بحسب مدير تخطيط المرور في أمانة عمان المهندس رياض الخرابشة.
ويشدد الخرابشة على ضرورة نشر الثقافة والوعي لدى المشاة، موضحا أنه في حال عدم وجود جسر، فإن قطع الشارع يجب أن يكون مدروسا عند توقف الإشارة الضوئية مثلا، أو تقدير فجوة زمنية مناسبة بين السيارات المارة.
من جهته يؤكد خبير الاجتماع الدكتور مجدي الدين خمش على أن الحل الأنسب لترسيخ ثقافة ووعي المشاة، يكون بالاستخدام الصحيح للشارع، من خلال استحداث قوانين تلزم المشاة بذلك، ومخالفة غير الملتزمين منهم.
ويضيف خمش أنه على الجهات المعنية تكثيف الحملات التوعوية حول استخدام جسر المشاة وتنويع أهدافها، حيث يمكن الإشارة إلى فوائد أخرى لاستخدامه، كالرياضة والتوعية بثقافة المشي.
جسور عمّان
ويتوافر في عمان نوعان من الجسور، معدنية وتبلغ كلفتها 60 ألف دينار، وأخرى خرسانية تنخفض كلفتها لتصل إلى 50 ألف دينار، ويتم اعتماد أحدهما بناء على عرض الجسر، حيث يتم إقامة جسر مشاة معدني في حال تطلب أن يكون عريضا.
ويتم تركيب الجسور في المناطق التي تشهد حركة مشاة كثيفة، كمناطق تجمع الشركات والأسواق والمولات التجارية، والمناطق التي تشهد حركة طلابية، إضافة إلى الشوراع المزدحمة والتي لا يوجد بين السيارات المارة منها فجوة زمنية، والأماكن المحيطة بالأنفاق، بحسب الخرابشة.
ومن حيث اختيار تركيب الجسور أو شق الأنفاق يبين الخرابشة أن كلاهما يؤدي نفس الغاية، إلا أن تشييد الجسور يقلل التكاليف ويوفر الوقت والجهد، فيما يحتاج النفق إلى أعمال إنشائية تأخذ وقتاً أكبر.
وكانت الأمانة قد أعلنت نيتها تركيب 7 جسور مشاة معدنية وخرسانية خلال العام الحالي، وتخصص الأمانة سنويا 300 ألف دينار ضمن موازنتها لتركيب وتنفيذ ما بين 7 إلى 8 جسور.
خطر محدق
رئيس جمعية الوقاية من حوادث المرور نزار العابدي يؤكد على أن قطع الشارع دون استخدام جسر المشاة يعرض المواطن للخطر ويزيد من احتمالية تعرضه للدهس، خصوصاً أن السائق لا يتوقع أن يرى مواطنا تحت جسر المشاة.
فيما يؤكد مدير المعهد المروري أحمد الوراورة أن المعهد بالتعاون مع إدارة السير يقوم بحملات على مدار العام للتوعية بخطر حوادث الدهس وأهمية استخدام جسور المشاة.
وتشير إحصائيات إدارة السير إلى وقوع 3201 إصابة دهس بسيطة، و677 إصابة بالغة، فيما توفي 255 شخصا نتيجة الدهس العام الماضي.
وبلغ عدد الوفيات نتيجة المشي على الطريق أو الوقوف على جزيرة وسطية 6 وفيات و12 إصابة بالغة.
إستمع الآن