تنظيم الدولة.. يلعب في ورقة العشائرية الأردنية

تنظيم الدولة.. يلعب في ورقة العشائرية الأردنية
الرابط المختصر

"الإصدار الأخطر الذي يوجهه تنظيم الدولة الى الأردن"، بهذه الكلمات يصف خبراء في شؤون الجماعات الإسلامية، الإصدار المرئي "لداعش" (ابشروا بما يسوؤكم) الذي اصدرته "ولاية الفرات" في 5 نيسان\أبريل وحمل تهديدات ورسائل الى النظام والعشائر الأردنية.

 

إصدار يأتي على وقع ارتفاع أعداد الأردنيين الذين يقاتلون في صفوف التنظيم، والتي قدرها تقرير حديث دائرة الأبحاث في الكونغرس الأمريكي في شباط\فبراير بـ "4 آلاف أردني انضموا إلى صفوف التنظيم خلال الفترة 2011 وحتى اليوم في سوريا والعراق.

 

بينما قالت مصادر في التيار السلفي الجهادي  إن "عدد من يقاتلون في صفوف التنظيم وجبهة النصرة ككل يقارب الـ "5,500" مقاتل قتل منهم منذ عام 2011، ما يقارب 1,500 اغلبهم في صفوف تنظيم الدولة".

 

الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية د.مروان شحادة، يرى في هذا الإصدار بمثابة "إعلان حرب حقيقية على الأردن من قبل التنظيم لاستمرار المملكة في التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب".

 

ويتوقع الخبير " أن يلجأ التنظيم إلى أسلوب "الذئاب المنفردة" في مهاجمة الدول المشاركة في التحالف الدولي ومن بينها الأردن، على غرار تلك التي حدثت في موسكو وبعض الدول الأروربية"، داعيا الأردن لأخذ تهديدات التنظيم على محمل الجد".

 

ويرجخ الخبراء في التنظيمات الاسلامية أن يلجأ التنظيم لضربات في أماكن حساسة بشكل منفرد، وذلك بعد انحسار قدرته على العمل في الموصل، وقبلها تدمر وحلب، وتراجع اماكن سيطرته في العراق وسوريا.

 

ويتزامن إصدار(ابشروا بما يسوؤكم) مع اعلان  الملك عبد الله الثاني، والرئيس الأمريكي ترامب في مؤتمر عقد بالبيت الأبيض في 5 نيسان\أبريل "ضرورة العمل المشترك ضمن استراتيجية شمولية لمكافحة الإرهاب".

 

وشن تنظيم "داعش" هجوما على الأردن من بوابة مشاركته تاريخا في تحالفات مع الغرب منذ تأسيس إمارة شرق الأردن، الى جانب الإشارة الى تنفيذ سلسلة اعتقالات في صفوف التيار السلفي الجهادي بعد عملية الكرك كانون أول\ ديسمبر، وتنفيذ اعدامات بحق اعضاء في تنظيمات اسلامية.

 

محامي التنظيمات الاسلامية في الأردن موسى العبد اللات يقول  إن "الأجهزة الأمنية اعتقلت 700 شخصا من التيار السلفي على خلفية احداث الكرك الأخيرة موزعين على سجون المملكة.

 

مضيفا أن "العقوبات المتعلقة بقضايا الترويج والالتحاق بالتنظيمات الاسلامية  تضاعفت عقب أحداث الكرك" .

 

ولجأ التنظيم الى ورقة العشائرية في اصداره الأخير، مستخدما هذه المرة لغة (الوعيد والترغيب) للعشائر، مهاجما عشائر تبرأت من أبنائها المنتسبين لتنظيمات متشددة، لتسارع عشائر أردنية كبيرة (كالدعجة والمجالي) وتتبرأ مرة أخرى من بعض افرادها الذين ظهروا في الفيديو يتوعدون الأردن.

 

وحذر تجمع ابناء عشائر الدعجة، ردا على ظهور أحد ابناء العشيرة في الإصدار، من "المساس بأمن الوطن واستقراره وقيادته الهاشمية" معتبرا ايها "خطوطا حمراء يمنع تجاوزها من أي كان".

 

كما أصدرت عشائر المجالي -التي ينتسب اليها قتيبة المجالي احد اعضاء التنظيم-  بيانا أكدت فيه على "التلاحم الوطني للوقوف ضد كل الدعوات التي تنال من أمن البلد واستقراره ومستقبله"، واصفة التنظيم بـ"الخوارج".

 

اللواء المتقاعد محمد فلاح العبادي، يراهن على "قوة العشائر الأردنية وتماسكها في مواجهة مثل هذه التهديدات، واصفا أسلوب التنظيم في مخاطبة العشائر بغير المجدي".

 

يقول العبادي،  إن "داعش سرطان اصاب بعض العائلات الأردنية، وعلى السلطات تحصين الجبهة الداخلية، ومحاربة الفكر بالفكر للمحافظة على الشباب والحيلولة دون إنخراطهم في صفوف هذه التنظيمات، يحاول هذا التنظيم اللعب على أرواق بعض الدول لكن العشائر هي ورقة قوة ليست ضعف".

 

ويشكك العبادي، في حجم التقديرات وأرقام الأردنيين المقاتلين في صفوف التنظيم، محملا في الوقت ذاته "الأسباب الإقتصادية للبلاد مسؤولية انخراط الشباب في صفوف الجماعات الإسلامية المتشددة".

 

وتعمد التنظيم اظهار مقاتلين أردنيين بأسماءهم الحقيقية، في وقت اعتاد فيه على استخدام القاب اكتسبها المقاتلون داخل التنظيم. ويعتبر الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية د.مروان شحادة، أن التنظيم لجأ لذلك متعمدا؛ "كي يظهرا للناس أن اشخاص من عشائر مختلفة وبقع جغرافية مختلفة (شمال جنوب وسط الزرقاء) تؤيد التنظيم".

 

وكانت دراسة للباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية مراد بطل الشيشاني، نشرت في عام 2014 بينت  أماكن توزع وانتشار المجاهدين الأردنيين في المملكة، بناء على عينة من 85 جهادي.

 

وجاءت على النحو التالي: عمان الشرقية (اسم شعبي يطلق على مناطق عمان الفقيرة)  احتلت النسبة الأكبر 32% بينما احتلت عمان الغربية (اسم شعبي يطلق على مناطق عمان الغنية) نسبة 27% ، أما بالنسبة لمدينة الزرقاء (شرق العاصمة) وهي مدينة أبي مصعب الزرقاوي جاءت نسبة تواجد المجاهدين فيها 18%، تلاها مخيمات اللاجئين الفلسطينيين بنسبة 16%، وأخيرا باقي المحافظات بنسبة 7%..

 

الا أن تقرير دائرة الأبحاث في الكونغرس الأمريكي 2017 بين دخول مدن أردنية بقوة على ساحة التجنيد خصوصا في الشمال والوسط وأبرزها إربد والسلط، مفسرا ذلك بما تعيشه الممكلة من مشاكل طويّلة الأمد من بينها الفقر والفساد وبطء النمو الاقتصادي وارتفاع مستويات البطالة .

هذا التقرير يأتي ضمن مشروع "انسان"

أضف تعليقك