بعد أيام من اختطاف السفير فواز العيطان بدأت وسائل إعلام ليبية تتحدث بأن خاطفي العيطان يطالبون بالإفراج عن المعتقل الليبي في السجون الأردنية محمد الدرسي، الذي يكمل حكماً بالمؤبد بقضية إرهاب، إلا أن الحكومة نفت هذه الأخبار لكنها عادت وأقرت بها في حديثها لعدد من وسائل الإعلام العربية.
السفير العيطان الذي وصل إلى عمّان يوم الثلاثاء، أكد في أول كلماته في مطار ماركا العسكري بأن خاطفيه كانوا من أقارب "الدرسي" وأنه سلم على الدرسي وهنأه بالسلامة قبل أن يغادر إلى عمّان على متن طائرة تقول وسائل إعلام ليبية إنها ذات الطائرة التي نقلت الدرسي، وهي المعلومة التي لم يتم التأكد منها.
الحكومة تناقض نفسها:
هذه المعلومات التي قالها العيطان تناقض ما قاله وزير الشؤون السياسية خالد الكلالدة الذي قال في حديثه صباح الثلاثاء لبرنامج طلة صبح عبر أثير "راديو البلد"، إن الدرسي وصل ليبيا قبل أيام، في محاولة للتمهيد لما سيقوله وزير الخارجية ناصر جودة في المؤتمر الصحفي الذي حاول إنكار وجود صفقة تبادل ما بين خاطفي العيطان والأردن، إلا أن ما قاله السفير يثبت عكس ذلك.
جودة قال إن الأردن لم يبادل الدرسي بالعيطان، مبرراً ذلك بأن مفاوضات إطلاق سراح الدرسي كانت قائمة منذ وقت طويل، ضمن ما يعرف "باتفاقية الرياض" للتعاون القضائي العربيالتي تتيح نقل السجناء العرب إلى دولهم الأصلية لإكمال محكومياتهم، لكن إن كان هذا صحيحا فلماذا يطلق سراح العيطان في ذات اليوم الذي نقل فيه الدرسي؟
أما الناطق الإعلامي باسم الحكومة محمد المومني فقد رفض تأكيد أو نفي التبادل بحسب تصريحاته لـ"بي بي سي"، وحول الجهة الخاطفة، قال المومني أن كافة المعلومات المتعلقة بهذا الملف متوفرة لدة الأجهزة الامنية، وسيتم الإعلان عما يجب إعلانه في الوقت المناسب.
العيطان يكشف تناقض الحكومة:
ما قاله السفير العيطان عندما وصل إلى عمّان كان واضحاً، وقال نصا "تم التبادل صباح اليوم بطريقة سلسة"، وشكر الليبيين على جهودهم في تسهيل العميلة، وهذا يناقض تماماً ما قاله جوده الذي نفى وجود حملة تبادل.
وأكد العيطان أن أقارب الدرسي هم من كانوا يحتجزونه، والذي أشار إلى أنهم عاملوه بطريقة "حضارية وإنسانية"، حديث العيطان عن "تبادل" قد يؤكد المعلومات الليبية التي تحدثت بأن الدرسي نقل بذات الطائرة التي أقلت العيطان إلى عمّان.
جودة يبرر:
وزير الخارجية رفض خلال المؤتمر الصحفي أن يحدد موعد إطلاق الدرسي، ورفض أيضاً أن يقال إن تسليم الدرسي كان ضمن عملية تبادل، مشيراً مجدداً إلى أنها تمت وفق معاهدة الرياض.
ومع أن المؤتمر الذي عقده اليوم للحديث عن إطلاق سراح العيطان لإنهاء مرحلة الصمت الحكومة التي رافقت فترة اختطافه والتي استمرت لنحو 4 أسابيع إلا أنه لم يجب عن سؤال " هل تم إطلاق سراح العيطان في عملية تبادل؟، أم ماذا تحديداً ؟
الدرسي وصل ليبيا:
وسائل الإعلام الليبية أكدت أن الدرسي وصل إلى طرابلس، لكنها لم تحدد متى، في حيان قالت بعضعها أن العيطان نقل بذات الطائرة التي نقل فيها العيطان في إطار "تبادل" وقالت إن المحكوم بالإرهاب بتهمة التخطيط لتفجير مطار الملكة علياءفي عمّان نقل إلى قاعدة عسكرية تحرسها قوات أمريكية.
واستخدمت وسائل الإعلام الليبية مصطلح "تبادل" للإشارة إلى ما حصل اليوم ، لكن هذا لن يحسم الجدل حول حقيقة ما حدث وخاصة أن المسؤولين الليبين يلتزمون الصمت أيضاً، لكن من المؤكد أن استخدام العيطان لمصطلح "التبادل لميكن صدفة".
العيطان يتحدث عن تبادل