تفاؤل حذر وتشاؤم مترقب لوعود الحكومة
ظهر رئيس الوزراء إعلاميا، خلال أقل من ثمان وأربعين ساعة، أولهما من خلال مقطع مقتضب ومسجل، والثاني بلقاء تلفزيوني مطول، للحديث عن برنامج أولويات الحكومة للعامين المقبلين، وهو ما قوبل بتشاؤم العديدين، أو تفاؤل حذر من آخرين.
الكاتب فهد الخيطان، يؤكد أن المتابعين استقبلوا خطة الحكومة "بقليل من التفاؤل وكثير من الشك والحذر"، مشيرا إلى حق كلا الطرفين بتفاؤلهم أو تشاؤمهم.
فما تضمنته الخطة، بالنسبة للمتفائلين، "يعكس بالفعل أولويات الأردنيين المتمثلة في خلق فرص عمل جديدة والحد من الفقر والبطالة وتحسين مستوى الخدمات"، كما أن لدى المتشائمين، من المسوغات ما يفوق غيرهم، حيث أمطرت الحكومات لسنوات المواطنين بالخطط والوعود التي لم يتحقق منها شيء ملموس يحدث فرقا في حياتهم، يقول الخيطان.
إلا أن الكاتب يذهب إلى أن "التشاؤم يعني إغلاق الباب تماما في وجه أي محاولة لاستشراف حياة أفضل، وتعبيرا سلبيا عن فقدان الثقة بالنفس.. والتوقيع على بياض للحكومة، يعني تفويضا دون ضمانات".
فـ"المطلوب أعلى درجات اليقظة الوطنية، وهذا يعني مراقبة ومتابعة التزام الحكومة بتعهداتها، وإطلاق إشارات التحذير كلما تلكأت أو تقاعست، وتسليط الضوء على التأخير في تنفيذ المشاريع".
كما يشير الكاتب عوني الداوود، إلى تأكيد الرزاز نفسه، على أن التنفيذ أهم من الوعود، لأنه يعلم بأن المواطنين لطالما استمعوا لخطط حكومات متعاقبة وبرامج ومبادرات، ومعظمها بقي مجرد وعود لم يلمس المواطنون منها على أرض الواقع سوى النزر اليسير.
والجديد في خطة حكومة الرزاز، بحسب الداوود، تتحدث عن أمور يمكن للمواطنين لمسها ومشاهدتها على أرض الواقع، ومن السهل رصدها، في حين أن ما تميزت به معظم خطط حكومات سابقة أنها ركزّت على أمور مستقبلية تصل للعام 2025.
فـ"على الحكومة أن (تنفّذ) بصفتها السلطة التنفيذية.. وعلى مجلس النواب أن يراقب بصفته السلطة التشريعية، وعلى الاعلام ان يتابع بصفته السلطة الرابعة ما إذا كان المواطن قد لمس بالفعل نتائج حقيقية لهذه الخطة التي تتوافر لها عوامل نجاح متعددة.
ويلفت الكاتب موفق ملكاوي، إلى أن "أولويات الحكومة التي أعلنتها، هي أولوياتنا فعلا، ولكن يبقى سؤال الالتزام مشروعا في هذا السياق، فنحن لا نريد مجرد إعلان لذر الرماد في العيون، بل نريد التزاما حقيقيا بهذه المشاريع".
ورغم وصف الكاتب إبراهيم غرايبة للخطاب الحكومي بأنه يلامس للمرة الأولى (ربما) أهدافا عملية وحقيقية للعمل والتنمية والإصلاح، ويؤسس لثقافة سياسية جديدة، إلا أنه يسجل مجموعة من القضايا التي أغفلها الرزاز.
ومن بين تلك القضايا، تطوير وتعميم الطاقة المتجددة والانتقال بملكيتها إلى جميع المواطنين، ووقف الاحتكارات والامتيازات في كثير من الموارد والأعمال، وتطوير الموارد المائية، والرعاية الاجتماعية للمعوقين وكبار السن والمواطنين المرضى.
أما الكاتب صالح عربيات، فيقول إن "الرئيس ورغم ضعف الإمكانات المادية يريد أن يجري عملية تصحيح بتكلفة عالية حتى يرى الأردن أفضل من فرنسا، بالمقابل كل ما يتمناه الأردنيون اليوم أن تضع الحكومة ولو قطرة لترى فقط المناهل المفتوحة وتغلقها قبل أن يصبح عدد ضحاياها أكثر من ضحايا اعصار تسونامي!
كما أن "الرئيس يريد أن يشمل 80 % من الأردنيين بالتأمين الصحي.. وللعلم لو شمل التأمين كل الأردنيين ومعهم سكان أفريقيا لما زادت التكلفة قرشا واحدا، لأن أحدا لن يحضر للعلاج في المستشفيات الحكومية.. وسيأتي وقت تعلن فيه الحكومة عن عروض لزيارة المستشفيات الحكومية".
ويتساءل عربيات "لا أدري كيف سيضبط الرئيس توقيت وصول حافلات النقل العام بمواعيد محددة، ووصول الطائرة من عمان إلى تونس أصبحت أسرع من وصول السرفيس من الدوار الرابع إلى الدوار الثامن بسسب الأزمات المرورية"!
و"حين يتم الحديث عن مشاريع ريادية بـ 70 مليون دينار، وزيادة حجم الاستثمار والصادرات، وبناء المدارس، وتأسيس شركات قابضة، فإن كان الرئيس جادا فيما يقول ولا يمزح، فما يحقق كل ذلك في ظل العجز والمديونية والترهل والرشوة والفساد هو رئيسا يمضي الليل في الشوارع والحارات والقرى والمخيمات، وليس رئيس يعقد الاجتماعات في الدوار الرابع"، يختتم عربيات.
للمزيد: