تساؤلات حول "الانتفاضة الثالثة" في الضفة

تساؤلات حول "الانتفاضة الثالثة" في الضفة
الرابط المختصر

تتواتر الأنباء عن استمرار اقتحامات قوات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، ومواصلة حصارها للمسجد الأقصى ومنع المصلين من الدخول إليه، ليكون التساؤل حول قيام "انتفاضة ثالثة" محورا أساسيا بين أعمدة كتاب الرأي والمقالات في الصحف اليومية.

 

ورغم تأكيد الكاتب عريب الرنتاوي على "تعقيد" الوضع الفلسطيني، إلا أنه يرى  أن من الخطأ إسقاط سيناريو الانتفاضة من الحسابات والتكهنات.

 

ويشير الرنتاوي إلى عدة عوامل قد تساهم باندلاع انتفاضة في الضفة، منها إغلاق إسرائيل لكافة نوافذ الأمل وقطعها لكل السبل المفضية للحرية والاستقلال في دولة فلسطينية مستقبلة وقابلة للحياة، واستمرارها بسياسة الاستيطان، وانتهاكاتها في باحات الأقصى، وحصار قطاع غزة.

 

كما أن "ديمومة حالة الانقسام الفلسطيني.. هي من بين عوامل أخرى عديدة من شأنها أن تصيب الفلسطيني العادي، بكل مشاعر الخيبة والإحباط، وبأنه قد آن الأوان، لإلقاء حجر كبير، في مستنقع الركود المخيم على حياته وقضيته وحقوقه"، بحسب الرنتاوي.

 

إلا أن الكاتب لا يرى أن ذلك يعني أننا ذاهبون إلى انتفاضة ثالثة، "فالمسألة أكثر تعقيداً من ذلك، ولقد مررنا بمحطات سابقة، كانت كل واحدة منها، كفيلة بإشعال فتيل انتفاضة ثالثة، ولكنها لم تندلع"، مشيرا في الوقت نفسه، إلى أن ثمة اختلافات بين الجولة الحالية وما سبقها من جولات بين سلطات الاحتلال والمستوطنين من جهة وأهل القدس والضفة الغربية من جهة ثانية.

 

أما الكاتب عمر عياصرة، فيلفت إلى حالة الإرباك التي سببها ما يجري في مدينة القدس لدى الجميع باستثناء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مقابل حالة "الإفلاس" للسلطة الفلسطينية، رغم غليان الضفة الغربية "على نار متوسطة السرعة".

 

ويضيف عياصرة بأن "حالة الغليان الشعبي في الضفة تبدو في حدودها المعتادة"، بما يعني غياب  ما يشي بقرب انتفاضة شعبية كبيرة في مدن وقرى الضفة، مؤكدا أن مثل هذه الانتفاضة تمثل "خطا أحمر لدى الجانبين "نتنياهو والسلطة"، إضافة إلى القلق الأردني من مجازفتهما بالتوافق على انتفاضة سيكون لها تداعيات كبيرة وهو ما لا تتمناه عمان.

 

فيما يرى الكاتب ياسر زعاترة، أن الأجواء في الضفة والقدس مناسبة لانتفاضة جديدة شاملة تخرج القضية الفلسطينية من حالة التيه، مؤكدا على ضرورة بذل فصائل المقاومة وبخاصة حماس والجهاد، كل جهد لتصعيد الموقف، وتشجيع العمليات الفردية وتبني شبانها.

 

ويشير زعاترة إلى أن العمليات الأخيرة التي نفذها شبان فلسطينيون واستهدفت المستوطنين الإسرائيليين، جاءت بعد خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الأمم المتحدة، "والذي حمل بحسب مريديه “قنبلة موقوتة” تمثلت في التهديد بحل السلطة، وإلغاء أوسلو، من دون أن تتوافر أية مؤشرات على أن شيئا سيتغير على الأرض خارج سياق التهديد.

 

ويخلص الكاتب إلى القول، إن الاحتفاء الفلسطيني، وحتى العربي بعملية مهند حلبي، إنما يشير إلى شوق الجميع إلى اندلاع انتفاضة جديدة في الأرض الفلسطينية؛ لا تهيل التراب على حالة التيه الراهنة التي تعيشها القضية الفلسطينية وحسب، وإنما توجه البوصلة من جديد نحوها، وتؤثر بالضرورة في الأضاع العربية والإقليمية.