ترامب على أبواب القدس

ترامب على أبواب القدس
الرابط المختصر

اختتم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أولى جولاته الخارجية، والتي شهدت عقد اجتماعات موسعة في العاصمة السعودية الرياض، لينتقل بعدها إلى إسرائيل وفلسطين لبحث سبل استئناف عملية السلام.

 

الكاتب عريب الرنتاوي،  يرى أن لا جديد يذكر في كل ما أدلى به ترامب من مواقف وتصريحات، حيث باع الفلسطينيين وعوداً لا تختلف من حيث جديتها وجدواها عن تلك التي سوقها بثمن باهظ في الرياض، والشيء المؤكد أن الرجل جدد عهود الولاء والانحياز لإسرائيل.

 

ويضيف الرنتاوي بأن لا جديد في جولة ترامب سوى إعادتنا إلى مربع دايتون – بلير، ومساري الأمن والاقتصاد، الأمن المطلوب بكافة استحقاقاته من الجانب الفلسطيني، وصولاً لوقف رواتب أسر الشهداء والأسرى ... والاقتصاد الذي يراد به التعويض عن الحقوق الوطنية الثابتة وغير القابلة للتصرف.

 

فـ"بالون ترامب الذي ارتفع على علو شاهق بتصريحاته غير المحسوبة وتغريداته غير المنضبطة، يكاد يفرغ من الهواء، فلا هو سيأتي بالدولة الفلسطينية على طبق من فضة، ولا هو في وضعية تمكنه من الإتيان برأس إيران على طبقة من ذهب".

 

أما الكاتب فهد الخيطان، فيؤكد أن لزيارة ترامب لمدينة بيت لحم الفلسطينية قيمة معنوية، لكنها لا تزيد على ذلك، فهو "لا يحمل مشروعا واضح المعالم لتحريك عملية السلام وصولا لمبتغاها. وهو كما قال لن يفرض على الطرفين ما لا يرغبان به.

 

ويلفت الخيطان إلى أن عددا غير قليل من المحللين الإسرائيليين أظهروا تشاؤما حيال فرص استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين بعد زيارة ترامب، وهذا التشاؤم يعم الأوساط الفلسطينية أيضا.

 

فـ"ترامب وعلى ما يظهر من إرادة قوية بإنجاز صفقة، يبقى في نهاية المطاف رئيسا يفكر بالمصالح، ولا يملك الخبرة وطول النفس اللازمة للشخصيات السياسية، ولذلك يتوقع الخبراء أن تفتر عزيمته عند أول مطب يواجه المفاوضات، وما أكثرها في الحالة الفلسطينية الإسرائيلية".

 

كما أن فريق ترامب السياسي، بحسب الخيطان، لن يساعد أبدا في التوصل لصفقة عادلة، فهم في غالبيتهم من أشد المناصرين لليمين الإسرائيلي والمعادين للفلسطينيين.

 

فيما يذهب الكاتب جهاد المنسي، إلى نجاح ترامب في سكب مزيد من الوقود على نار الخلافات الخليجية- الإيرانية وزيادة وتيرتها من خلال استحضاره إيران كعدو، ووصفه للمقاومة بـ"الإرهابية"، وإشاحة الوجه عما يفعله الصهاينة من انتهاكات في الارض المحتلة.

 

ويضيف المنسي بأن "رئيس الولايات المتحدة الباحث عن محاربة الإرهاب قولا وليس فعلا، تناسى أن المكان الذي وقف عليه في القدس محتل من قبل الصهاينة، وأن قرارات الشرعية الدولية التي وافقت عليها حتى الولايات المتحدة تعتبر القدس حيث وقف ترامب وابنته وزوجته أرضا محتلة، ورغم ذلك وافق على مناصرة المحتلين ضد أصحاب الحق الأصليين".

 

ومجمل القول، بحسب المنسي، أن ترامب صنع لنا بعبعا وهميا، ويريدنا ان ننشغل في محاربة ذلك الوهم، وأن نترك البعبع الرئيسي المتمثل في الكيان الصهيوني يصول ويجول في المنطقة دون حسيب او رقيب وتركه ينكل بشعب أعزل ويضرب عرض الحائط بقرارات الشرعية الدولية دون مساءلة.