انتخابات "الصحفيين".. بين الواقع والمأمول

انتخابات "الصحفيين".. بين الواقع والمأمول
الرابط المختصر

تواصلت نتائج انتخابات نقابة الصحفيين بالصدور رسميا حتى ساعات فجر السبت، لتظهر فوز الزميل راكان السعايدة بمنصب النقيب، والزميل ينال البرماوي بمقعد نائبه، إضافة إلى تسعة أعضاء لمجلس النقابة، وهو ما كان له مساحة بين أعمدة مقالات الصحف اليومية.

 

الكاتب حسين الرواشدة، يرى أن نتائج الانتخابات غير المفاجئة، جاءت ضمن سياقات ثلاث، أولها أن النقابة تعرضت على مدى السنوات الماضية لإصابات بالغة عطّلت حركتها، ودفعتها إلى خارج حلبة “اللعبة “ المهنية ثم عزلتها عن المجال العام.. حتى جاءت الانتخابات الأخيرة فشكلت لحظة فارقة استعاد فيها الصحفيون “روحهم” المهنية.

 

ويتعلق ثاني السياقات، بالأزمات الخانقة التي يمر بها الجسم الصحفي، وهو ما شكل دافعا لدى أغلبية الصحفيين “للعمل على “لمّ” الشمل، وتوحيد الصوت ثم اختيار من يرونه مؤهلا لقيادة نقابتهم نحو هدف واحد، وهو “إنقاذ” الصحافة وأبنائها من الخطر الذي يداهمهم.

 

أما السياق الثالث، فهو أن الصحفيين الذين عانوا من دخول الكثيرين على خط نقابتهم ومهنتهم، سواء من خلال الاصطفافات من داخل الجسم الصحفي تبعا لحسابات ومصالح معروفة، أو من خارجه بهدف “ترويض” الصحافة ونقابتها.

 

ويسجل الرواشدة ملاحظات على إلى مجريات العملية الانتخابية، أولها أن إقبال الصحفيين على صندوق الانتخابات كان غير مسبوق، وثانيها أن أغلبية الصحفيين انحازوا “لمرشحين “ محددين، سواء لموقع النقيب أو نائبه أو الأعضاء، أما الملاحظة الثالثة فهي أن نتائج الانتخابات كشفت عن لحظة “افتراق” بين تيارين أحدهما أراد أن يحافظ على الواقع القائم كما هو، والآخر قرر أن يغيّره، وقد جاءت النتائج بمثابة انتصار للتيار الثاني.

 

ويقول الكاتب غازي الذيبة، إن "كل عضو في النقابة يترقب أن تكون نتيجة هذه الانتخابات لصالحه، أعني لصالح النقابة.. فهناك ملفات لم تكن عالقة، وهي نائمة في الأدراج والعقول، يمكن مسح الغبار عنها ووضعها على الطاولة".

 

ويلفت الذيبة إلى أن ما حدث في الشهور السابقة على يوم الاقتراع لاختيار مجلس النقابة، كان مشحونا بالكثير من الأحلام والمطالب والتوقعات، التي نأمل ألا يخيب بعضها.

 

ويرجح الكاتب أن يذهب المجلس الجديد للمطالب الخدماتية في مستهل عمله، لكن وفق تنظيم محكم، وقوننة فاعلة، أما قصة "حرية الصحافة سقفها السماء"، فيجب أن تقدم لنا ملف "واقع الصحف" على طبق من تساؤلات، يمكن فكفكتها في جلسة عصف ذهني، ورصد حقيقي.

 

ويضيف بأن "النقابة اليوم ليست النقابة أمس، ولا ضرورة لنكء الجراح، فالمجالس السابقة، على ما قدمه بعضها من إنجازات، إلا أنها بقيت تراوح مكانها، ولم تجترح ابتكارات جديدة في خلق مناخ إعلامي حيوي"، مطالبا المجلس الجديد بإعادة الاعتبار لمهنة صحفي، وإيقاف ما يسري بين العامة من تندر ساخر حولها، باعتبارها مهنة "حكي جرايد".

 

كما يرى الكاتب نزيه القسوس، أن نقابة الصحفيين تأتي في نهاية السلم بالنسبة للإنجازات قياسا على النقابات المهنية الأخرى ، فمنذ سنوات طويلة لم يسجل لهذه النقابة أي إنجاز حتى لو كان صغيرا جدا.

 

"الآن جاء مجلس جديد ونقيب جديد ومع أنني لم أنتخب النقيب لكنني أعرف بأنه نقيب مختلف تماما عن معظم النقباء السابقين وهو قادر على تحقيق انجازات كثيرة للنقابة وللصحفيين وهو مملوء بالحماسة والأمل وسينقل النقابة نقلة نوعية كبيرة".

 

ويضع القسوس بين يدي النقيب والمجلس الجديدين مجموعة من الاقتراحات، منها ضرورة إنشاء دائرة جديدة في النقابة اسمها دائرة الاستثمار ومهمة هذه الدائرة هي استثمار أموال النقابة في مشاريع تنعكس إيجابا على أعضائها، إضافة إلى أهمية تفعيل النقابة، وأن تكون البيت الدافىء للصحفيين لا أن يدخلها الصحفي عندما يريد أن يدفع الاشتراك السنوي فقط.