النكبة حاضرة على جدران مخيم البقعة
تترك الذكرى الخامسة والستين للنكبة أثرا على جدران مخيم البقعة لتحفر بين شقوق الجدران حلم العودة الذي يتناقله أبناء المخيم جيل بعد جيل.
وتحولت جدران المخيم المتآكلة في الأزقة والشوارع الضيقة، إلى لوحات تملأها عبارات “فلسطين عربية”، “عائدون”، لعلها تعكس بعضاً من حنين أبناء المخيم وتعلقهم بفلسطين المحتلة حسب أبناء المخيم.
ولا يقتصر الأمر على الجدران فعندما تقول” أنا ذاهب إلى غزة أو الخليل أو بيت لحم” قد لا يعني بالضرورة أنك ذاهب إلى فلسطين، ففي مخيم البقعة الواقع شمال عمان يطلق سكان المخيم أسماء المدن الفلسطينية على الأحياء السكنية>
الشاب عماد 20 عاما يسكن في حي القدس الواقع جنوب المخيم، أما صديقه إبراهيم عشيش فبيته في نابلس، وهنا نقصد “حي نابلس” في مخيم البقعة!.
ولهذه التسميات دلالة خاصة لدى أبناء المخيم لتمجيد مدنهم الأصلية، حسب عما يقول: “هذه التسميات متعارف عليها عند جميع أبناء المخيم، وتحمل دلالة ومعنى كبير إذ هي محاولة من أبناء المخيم لتمجيد مدنهم الأصلية التي طردوا منها، كما هي محاولة لربط الماضي في الحاضر وإحياء الذاكرة الفلسطينية عند أطفال المخيم من خلال تذكريهم بالمدن الفلسطينية المحتلة مثل يافا وعكا وطبريا وغيرها من المدن الأخرى”.
برأي ابي محمد “تعكس هذه العبارات الكبت الداخلي لأبناء المخيم من حب وشوق لفلسطين، إذا لا يستطيعون التعبير فيقومون بكتابة هذه العبارات التي تعبر عن تعلقهم بوطنهم، فلا ينسى أبناء المخيم أن لهم أرضا في فلسطين، فأمل العودة لا يزال قائما في نفوس الصغار والكبار على حد سواء”
ولا يقتصر الأمر على عبارات الجدران، فالمحلات التجارية أيضا اتخذت من أسماء المدن الفلسطينية والعبارات الوطنية عناوين لها، كمحل القدس للنجارة، وفلسطين للاتصالات الخلوية والعودة للأدوات المنزلية، والشهيد، والعائدون للحج والعمرة.
ويقول أبو محمد صاحب بقالة بيسان ” لقد أطلقت هذا الاسم على بقالتي نسبة إلى بيسان مدينتي الأصلية ، وهذا الأمر ينطبق على معظم محلات المخيم التي تسمي محلاتها بناء على مدنهم الأصلية في فلسطين كـ غزة ويافا وغيرها من المدن، وهذه التسميات تأتي من باب الحب لهذه المدن المحتلة”.
ويعتبر مخيم البقعة هو واحد من مخيمات "الطوارئ" الستة التي تم تأسيسها في عام 1968 بهدف استيعاب اللاجئين الفلسطينيين والنازحين الذين تركوا الضفة الغربية وقطاع غزة نتيجة الجرب العربية الإسرائيلية عام 1967، ويقع المخيم الذي يعد المخيم الأكبر في الأردن على بعد 20 كيلومترا شمال مدينة عمان.