المشهد الأردني من "هبّة السكاكين"

المشهد الأردني من "هبّة السكاكين"
الرابط المختصر

تتواصل المواجهات في شوارع المدن الفلسطينية، مع استمرار اعتداءات المستوطنين وقوات الاحتلال الإسرائيلي، التي قابلها الشباب الفلسطيني بـ"هبة" كان لها صداها في الشارع الأردني شعبيا وحزبيا و"افتراضيا".

 

ويرى الكاتب فهد الخيطان أن المواجهات الدائرة في القدس ومدن الضفة الغربية، حفزت قوى وأحزابا سياسية، على العودة إلى الشارع  بعد انقطاع طويل، مشيرا إلى المسيرات التي شهدتها مختلف محافظات المملكة تضامنا مع الشعب الفلسطيني.

 

ويضيف الخيطان بأن الفرصة ستكون مواتية أمام قوى حزبية لاستثمار هذه التطورات في الشارع الأردني، وتصعيد الحراك التضامني، بأجندات داخلية أيضا، في حال استمرار الاعتداءات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة، وعمليات الاقتحام للحرم القدسي.

 

ويلفت الكاتب إلى أن الحكومة الإسرائيلية  هي وحدها المسؤولة بسلوكها العدواني، والتي تهدد حالة الاستقرار في الأردن، عن إخراج الفلسطينيين عن طورهم، ودفعهم دفعا للانتفاضة العفوية.

 

أما الكاتب نضال منصور، فتستوقفه معجبا، حملات التضامن الموجهة للأردنيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، دفاعا عن القدس ودفاعا عن الفلسطينيين الذين يتعرضون لعمليات الإعدام الميداني بدم بارد ودون أن ينطق العالم بإدانة هذه الجرائم.

 

ويلفت منصور إلى الأبعاد الإنسانية التي اتسمت بها تلك الحملات، حيث يتجاوز الأمر نقل صورة الدم والضحايا إلى آفاق جديدة مفعمة بتفاصيل إنسانية وحوارات مشحونة بالذكريات، إضافة إلى إبراز صورة الصبايا الفلسطينيات وهن في مقدمة التظاهرات، والروح الساخرة عند الفلسطينيين الذين يواجهون قبضة الطغاة المحتلين.

 

ويخلص الكاتب إلى القول إن أحدا لا يمكنه التنبؤ بما سيحدث، "ولكن إذا ظل هذا الغضب الفلسطيني في القدس والداخل سلمياً وعصياناً فإن الاحتلال سيدفع كلفة عالية جدا".

 

وجهات نظر بـ"هبّة السكاكين"

 

الكاتب ماهر أبو طير، يشير إلى مقولة البعض إن حوادث الطعن تشوه سمعة الفلسطينيين في العالم، مؤكدا عدم وجود قيمة لهذا الرأي، لعدم سحبه على ما يقوم به الإسرائيليون بحق الشعب الفلسطيني.

 

فيما يذهب آخرون، بحسب أبو طير، إلى القول إن الشعب الفلسطيني لايحتمل انتفاضة جديدة، متسائلا عماذا يحتمل الشعب الفلسطيني، فـ"إذا كان السلام وهم كبير، والسكوت على الاحتلال جريمة أيضا، فعن أي خيار نتحدث".

 

ويعرض الكاتب مشهد استشهاد الشاب الفلسطيني إياد عواودة في الخليل وهو يلاحق الجندي الإسرائيلي، لافتا إلى رأي البعض بأن الصورة تخدم الجانب الإسرائيلي، ليؤكد أن القصة لم تعد قصة صورة ورأي عام، لأن الجندي فر خوفا جراء المفاجأة، وليس تجنبا لقتل الفلسطيني.

 

ويضيف "هناك هشاشة نفسية، لدى تيار يدعي العقلانية، يريد تحليل كل مشهد من جانب منفعته الإسرائيلية فقط، ولايريد أن يصدق أن فعلا فلسطينيا قادر على إعادة ترتيب الأوراق أو خلطها، منتهيا إلى القول، "إن علينا  أن نترك الأمر لمن هم داخل فلسطين، فهم الأقدر على اتخاذ القرار، وعلى الرد، وعلى اختيار الخطوة المناسبة، وفقا لواقعهم المعقد".

 

أما الكاتب حمادة فراعنة، فيرى أن  "الحركة الصهيونية" ومشروعها الاستعماري التوسعي الإسرائيلي فقدت عاملي التعاطف الدولي الأوروبي الأميركي وهما الهولوكوست، و"العمل المسلح" الذي لم يعد قائماً، خلال مسيرة النضال الوطني الديمقراطي الفلسطيني، الذي قوبل بكافة مظاهر الإرهاب والتطهير العرقي.

 

ويؤكد فراعنة أن النضال الفلسطيني سيبقى نظيفاً من الإرهاب لأنه لا يعرف العنصرية والكره والعداء للآخر بسبب دينه أو قوميته أو لونه أو مظهره، "فالعداء الفلسطيني هو فقط ضد الاحتلال وسلوكه وجيشه وأجهزته ومستوطنيه المسلحين والمغروسين بالحقد القومي والديني".