المشاركة الأردنية في "المنامة".. اتساع الرفض وغموض الموقف الرسمي
في الوقت الذي جاء تأكيد مصدر مسؤول رفيع المستوى لعدم تبليغ الأردن أي جهة، نيته بالمشاركة في ورشة البحرين الاقتصادية، دعت قوى حزبية وسياسية لتنظيم فعاليات ضد الورشة، وتعرب عن قلقها من خطورة التصريحات الامريكية حول مشاركة الأردن، لتناقضها مع مواقف المملكة تجاه القضية الفلسطينية.
وعلت هذه الأصوات الرافضة، بعد تصريحات البيت الأبيض الأخيرة حول نية كل من المملكة ومصر والمغرب، لحضور ورشة المنامة التي تعد الجانب الاقتصادي لـ"صفقة القرن، بعد التزام الأردن الصمت، ودون إعلان موقف واضح وصريح من المشاركة أو عدمها.
الأمين العام لحزب الوحدة الشعبية سعيد ذياب، يعرب عن قلقه من خطورة التسريبات حول مشاركة الأردن في الورشة، مشيرا إلى أنها تمثل تناقضا كبيرا مع المزاج الشعبي الأردني العام الرافض للمشاركة فيها.
ويؤكد ذياب لـ "عمان نت"، أن الأحزاب اليسارية والقومية، التي تعتزم تنظيم وقفة احتجاجية غدا ضد صفقة القرن، ترى في المؤتمر مقدمة فعلية لهذه الصفقة التي تشكل مؤامرة خطيرة تستهدف فلسطين والأردن، على حد تعبيره.
ويعتزم ائتلاف الأحزاب اليسارية والقومية عن تنفيذ وقفة احتجاجية امام السفارة الامريكية الجمعة، تعبيرا عن رفضهم لما يعرف بصفقة القرن والمشاركة بورشة البحرين.
كما جددت جماعة الإخوان المسلمين، تأكيدها على ضرورة استمرار الموقف الأردني الرسمي والشعبي الرافض لما يعرف بصفقة القرن، وعدم المشاركة بورشة البحرين الاقتصادية، باعتبارها خطوة على طريق تنفيذ هذه الصفقة التي وصفتها بـ المشؤومة.
وفي نهاية الشهر الماضي حينما قام مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وصهره، جاريد كوشنر بزيارة المملكة والمنطقة نفذت الجماعة اعتصاما امام السفارة، للتأكيد على رفضهم من تلك الزيارة باعتبارها محاولة للضغط باتجاه مشاركة الأردن في هذه الورشة.
من جانبه، يعتبر نقيب المحامين مازن ارشيدات، أي تمثيل سياسي للأردن في المؤتمر، يشكل خرقا للاءات الثلاث التي أطلقها الملك، التي تؤكد رفض المخططات غير المنسجمة مع الثوابت الأردنية تجاه القضية الفلسطينية.
وفي حال اضطرت الأردن بالمشاركة لتجنب المزيد من الضغوطات السياسية، يأمل ارشيدات ان يكون مستوى التمثيل لا يتجاوز الملحق التجاري في السفارة الأردنية في دولة البحرين.
ورغم كافة المواقف الرافضة لصفقة القرن الا ان الكاتب والمحلل السياسي عمر عياصرة، لا يستبعد مشاركة الأردن بالمؤتمر.
ويعتبر عياصرة أن الأردن لا يمكنه إغضاب الولايات المتحدة، بحجة ضرورة مشاركته في الورشة والاطلاع على كل ما يدور خلال المؤتمر.
هذا واعلنت العراق عدم مشاركتها في الورشة مؤكدة تمسكها بموقفها الثابت إزاء القضية الفلسطينية، كما جدد المجلس الثوري لحركة فتح الفلسطينية لمقاطعة المؤتمر، باعتباره يشكل محاولة أمريكية للالتفاف على القيادة السياسية للشعب الفلسطيني المتمثلة بمنظمة التحرير.
فيما أعلنت كل من السعودية والامارات مشاركتهما الرسمية في الورشة الاقتصادية بجانب الدولة المضيفة البحرين، المقرر انعقادها بالخامس والعشرين من الشهر الحالي.