اللاجئون السوريون في تركيا.. من أتون الحرب إلى ضنك الحياة

اللاجئون السوريون في تركيا.. من أتون الحرب إلى ضنك الحياة
الرابط المختصر

يعيش اللاجئون السوريون في تركيا قصصا متخمة بالجراح والحكايات تختلف في تفاصيلها وتتشابه  في فصول المعاناة.

تحمل الخمسينية ام محمد في ذاكرتها قصة ما تنفك ترويها لأسرة تعرضت مركبتها لقذيفة أدت إلى مقتل الأب وجرح الأبناء في مدينة حلب.

هذا المشهد دفع ام محمد الكردية لاختيار طريق النزوح الذي لم يكن أقل مرارة من مشاهد العنف والقتل والحرب الطاحنة التي تدور في بلدها سورية .

"لدي بيوت وزيتون .. أنا لست محتاجة ولم أكن يوما متسولة … لا أتحدث عن نفسي فقط".. بهذه الكمات تصف ام محمد طريق النزوح إلى تركيا مرورا ببلدة عفرين الحدودية ذات الأغلبية الكردية، فبالرغم من أنهم أبناء جلدة واحدة لم تسلم ام محمد من استغلال سكان عفرين للنازحين الأكراد خصوصا رفع ايجارات السكن واسعار الطعام.

وبصوت متحشرج و عيون مغرورقة بالدموع تروي ام محمد  تفاصيل طريق النزوح إلى حياة لم تألفها سابقا حيث سلكت طريقا يستحق أن يطلق عليه "طريق الموت" كما تقول هربت من تحت القصف لتصل القرى الكردية الحدودية مع تركيا ثم دخلت مدينة غازي عنتاب الحدودية ليستقر بها المطاف في العاصمة إسطنبول التي لم تكن الحياة فيها أفضل حالا من سورية من حيث ضنك الحياة.

ويقطن الأكراد المناطق الشمالية الشرقية من سورية المحاذية للعراق وتركيا خاصة محافظة الحسكة والقامشلي والشمالية في ريف حلب، ويكونون ما بين 10 و15% من مجموع سكان سورية أي حوالي أكثر من مليون كردي.

وكان لتركيا الحصة الأكبر في استقبال الأكراد النازحين، حيث خصصت 17 مخيما  لاستقبال الهاربين من نار الحرب المستعرة في سورية، مخيمات يرفض الكثير من الأكراد النزوح إليها بسبب سوء الأوضاع والخدمات المقدمة داخلها.

 أبو شيرو النازح من مدينة حلب يصف الحياة داخل مخيمات النازحين في تركيا بالذل   .

ام علي هي الأخرى دخلت تركيا بصورة غير شرعية حالها كحال آلالاف من السوريين الذين تم تهجريهم، حملت ابنها على يدها و هربت من مكان اقامتها في دمشق هربا من عمليات القتل ومشاهد الجثث المتطايرة .

وتشاطر ام علي ابو شيرو الحنين الى الوطن والضيعة وصعوبة العيش في تركيا .

تشير الأرقام الرسمية التركية إلى أن عدد اللاجئين السوريين يتجاوز حاجز الـ٢٠٠ الفا موزعين على ١٧ مخيما حدوديا الا ان العدد غير الرسمي يفوق ذلك بكثير بسبب عزوق اللاجئين عن التوجه الى المخيمات التركية التي لا تتمتع بسمعة حسنة.

ويتلقى النازحين السوريين معونات من جمعيات اغاثية و السلطات التركية الا انها معونات شحيحة في ظل ندرة العمل و النظرة السلبية للنازح السوري من قبل البعض في المجتمع التركي كما تقول ام محمد التي فقد عملها في صياغة الحلي.

ويشكو ابو شيرو من قلة المساعدات الإغاثية المقدمة للاجئين السوريين  من قبل منظمات الإغاثة والسلطات التركية.

بينما ذكرت تقارير أن الحكومة التركية أنفقت حتى الآن ما يقرب من مليار دولار كمساعدات على اللاجئين السوريين الذين بدؤوا بالتدفق إلى تركيا منذ شهر نيسان من عام 2011 هربًا من النظام السوري وقصفه العشوائي للمدن والقرى.

وبالرغم من اختلاف قصص اللاجئين في تفاصيلها الا انها تشترك في معاناة واحدة تحت اسم اللجوء والهرب من تحت القصف إلى ضنك الحياة في الغربة التي لم توفر الحياة الكريمة لآلاف اللاجئين الهاربين من أتون الحرب.

أضف تعليقك