القدس والأقصى.. والموقف الأردني

القدس والأقصى.. والموقف الأردني
الرابط المختصر

مثّلت مدينة القدس، وأسوار المسجد الأقصى فيها، شرارة لاندلاع "الهبّة" الشعبية الفلسطينية الأخيرة، مثلما كانت نقطة اندلاع الانتفاضة الثانية عام 2000، لتكون محورا للاقتراح الفرنسي الذي رفضه الجانب الإسرائيلي والأمريكي بنشر قوات دولية في الحرم القدسي، مع ترقب اللقاء الرباعي الذي ستستضيفه العاصمة عمان لبحث التوترات في الأراضي الفلسطينية.

 

ويرى الكاتب ماهر أبو طير أن المقترح الفرنسي مهم جدا، معربا عن استغرابه من رفض الأردن له، كما أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، رغم عدم تعارضه لدور المملكة إزاء المقدسات في المدينة التي ترحل إليها العيون كل يوم.

 

ويضيف أبو طير بأن الاقتراح الفرنسي يعني للجانب الإسرائيلي "توطئة لتدويل ملف المدينة، ونزع الحرم القدسي من خريطة أطماع إسرائيل"، مقابل مخاوف أردنية، من إبعاد المملكة تدريجيا عن رعاية الحرم القدسي.

 

ويلفت إلى أن إرسال قوات أردنية عسكرية لحماية الأقصى، لايبدو أمرا مستحيلا، ما دامت إسرائيل ذاتها ترضى بأمن فلسطيني بلباس مدني، كما يتم تداوله في التسريبات الإعلامية.

 

ويخلص أبو طير إلى أن الرفض الأردني للمقترح الفرنسي كان خاطئا، ولو من ناحية تكتيكية؛ لأن وجود قوات دولية تشارك بها قوات عسكرية أردنية، أمر مفيد جدا، في إعطاء إشارة دولية على ان الحرم القدسي، ليس اسرائيليا ولن يكون.

 

ويؤكد الكاتب عريب الرنتاوي، أن الانتهاكات والتعديات الإسرائيلية ضد الأقصى والمقدسات، تهدد أمن الأردن واستقراره، مثلما تتهدد حقوق الفلسطينيين وحرياتهم، الأمر الذي يتطلب دعما رسميا للحراك الشعبي التضامني مع الشعب الفلسطيني.

 

ويسلط الرنتاوي الضوء، على الجدل الذي أثارته عودة الحركة الإسلامية "جماعة وحزبا"، إلى الشارع تحت شعار التضامن مع ثورة الحجارة والسكاكين، مستعرضا إلى المفاصل التاريخية في علاقة الحركة مع القضية الفلسطينية.

 

ويرجع الكاتب تركيز البعض على الحراك الإخواني التضامني مع "الهبة الفلسطينية" إلى ضعف وتواضع الأنشطة التضامنية الأخرى، التي تنظمها وتقودها تيارات سياسية وفكرية واجتماعية مختلفة.

 

ويؤكد الرنتاوي أن “المصلحة الوطنية الأردنية العليا”، تقتضي السماح بإظهار الغضب الشعبي حيال الإجراءات الإسرائيلية، بل وتشجيع مختلف أشكال التعبير عن هذا الغضب، لافتا إلى ذلك في مصلحة “المفاوض الأردني” الذي يتحضر لاستقبال وزير الخارجية الأمريكي ورئيس الوزراء الإسرائيلي.

 

فيما يرى الكاتب محمد سويدان، أن التدخل الأميركي "غير المحايد"، لن يؤدي إلا لتفاقم الأوضاع، ولن يؤدي لوقف العنف الإسرائيلي، حيث ستحاول واشنطن الضغط على الفلسطينيين لوقف دفاعهم المشروع عن النفس وعن مقدساتهم.

 

وينتهي الرنتاوي إلى القول إن إسرائيل تستهدف الأردن كياناً وقيادة، بإجراءاتها المُستهدفة للقدس والأقصى والمقدسات، مشيرا إلى أن ثمة تيارا متناميا في أوساطها، لم يعد يكترث بامن الأردن واستقراره.. ظناً منه، أن الموقف الأردني بات “مضموناً”، وأن أبعد خطوة يمكن أن تقدم عليها عمان، هي استدعاء سفير وطرد آخر، ولفترة مؤقتة.

أضف تعليقك