الصلاة على أبواب الأقصى المغلقة
تواصلت ردود الفعل الأردنية المستنكرة لقرار قوات الاحتلال الإسرائيلي بإغلاق أبواب المسجد الأقصى أمام المصلين منذ يوم الجمعة، بعد عملية اشتباك مسلح أسفرت عن استشهاد ثلاثة شبان من أم الفحم وقتل شرطيين إسرائيليين، وهو الحدث الذي كان له مساحة واسعة بين أعمدة الرأي في الصحف اليومية.
الكاتبة جمانة غنيمات، ترى أن إسرائيل استغلت عملية الجمعة لتقوم بانتهاك غير مسبوق لحقّ الشعب بالصلاة، فقامت بإغلاق المسجد الأقصى بحجة البحث عن أسلحة تزعم وجودها.
و"المشكلة لا تكمن في المغتصب في الأساس، فدوره الطبيعي أن يقوم بالقتل والتنكيل والإبادة والظلم وسرقة الأرض والتاريخ بوقاحة، طالما نحن العرب ندين ونشجب وندعم قتل إخوتنا. فلماذا لا تمضي إسرائيل في تغيير الواقع كما يحلو لها؟".
وتضيف غنيمات "باستثناء موقف الأردن الذي دان بوضوح الإجراءات الإسرائيلية، وطالب بعودة الاحتلال عن إغلاقه المسجد الأقصى، فإننا لم نسمع إدانة واحدة أخرى".
وتؤكد أن "ما يجري في فلسطين عموما، والانتهاكات للقدس والأقصى بشكل خاص، أمر خطير كونه قد يؤدي إلى تغيير وضع المسجد الأقصى إلى الأبد نتيجة تفريط العرب به".
ويلفت الكاتب ماهر أبو طير، إلى أن إغلاق إسرائيل للمسجد الأقصى، يقول ماهو أخطر، من رد الفعل، على العملية التي وقعت في المسجد، إذ إن مثل هذه العملية، حدثت في القدس، مئات المرات، على مدى عقود الاحتلال الإسرائيلي للقدس، فلماذا أغلقت إسرائيل المسجد هذه المرة، ولم تغلقه في مرات سابقة؟!.
ويوضح أبو طير أن "هذا يعني أن إسرائيل تريد استغلال العملية لاعتبارات أخرى، ولا أحد يصدق أن إغلاق المسجد الأقصى، لثلاثة أيام، يأتي من باب تأديب الفلسطينيين، أو تهديدهم، فالقصة، لها دلالات يتوجب التنبه لها بشكل عميق.
ويشدد الكاتب على أن "المسجد الأقصى ليس مجرد دكانة في القدس، تقرر إسرائيل إغلاقها، وتقرر منع الأذان، فيه، فهو رمز عربي وإسلامي، له مكانته وخصوصيته، كما أن القانون الدولي، يمنع اتخاذ هكذا قرارات ضد أماكن العبادة".
ويحذر أبو طير، وبشدة، مما هو مقبل وآت، فقد امتلك الاحتلال القدرة، على أن يغلق مسجدا، له تاريخه عند كل العرب والمسلمين، وهو يقرأ اليوم، ردات الفعل، على كل المستويات، وقد نصحو غدا، على ماهو أخطر، من مجرد إغلاق للمسجد.
الكاتب عبد الله المجالي، يقول إن "المدينة المقدسة" مرت عليها أحداث كانت أخطر على الاحتلال بكثير من عملية الأقصى البطولية الأخيرة، لكن أيا من تلك الحكومات لم تجرؤ على اتخاذ قرار خطير بهذا الحجم.
ويشير المجالي إلى أن "تقديرات استخبارات الصهانية كانت دوما أن القدس خط أحمر لا ينبغي للحكومات أن تتلاعب فيه"، إلا أن "الإرهابي" نتنياهو استغل الوضع العربي البائس، وضرب بعرض الحائط كل التقديرات التي تتحدث عن حساسية المسلمين، ليمرر سابقة إذا مرت مرور الكرام، فستصبح ديدن الحكومات الإسرائيلية.
فقد "استغل نتنياهو تكالب العرب عليه، علّهم يحظون بتعاطفه معهم في معارك داحس والغبراء التي يشنونها هذه الأيام. فكيف لمسؤول عربي يتهم شقيقه بأنه معاد للسامية، تقرّبا لنتنياهو، أن يستنكر قرار إغلاق المسجد الأقصى".
أما الكاتب ياسر الزعاترة، فيقول: "لم يتردد البعض في جعل عملية الأقصى يوم الجمعة بمثابة ذريعة لاستهداف الأقصى، كأن الوضع قبلها كان على ما يرام، وهي التي منحت الغزاة ذريعة لاستهداف المسجد، وعموم القدس الشرقية، في تجاهل أعمى، أو مقصود لحقيقة ما يجري للمدينة وأقصاها ومقدساتها منذ 5 عقود.
ويضيف الزعاترة بأن "هذه البقعة المقدسة هي العنوان الأبرز لديمومة الصراع، إذ لا وجود لزعيم صهيوني يتخلى عنها، وفي المقابل؛ لا وجود لعربي أو فلسطيني يفعل ذلك أيضا، ومن يفعل، سيكون عنوانا للخيانة، ولن يركن أحد لموقفه بأي حال".