السمنة: مشكلة تبدأ من الاسرة

السمنة: مشكلة تبدأ من الاسرة
الرابط المختصر

بدأت أيمان تعاني من مشكلة السمنة في سن الثالثة عشرة ، عندما تغيرات عاداتها الغذائية. فأصبحت تتناول كميات كبيرة من الطعام. تقول: "رغم أنني كنت أتناول كميات كبيرة من الطعام إلا أن عائلتي لم تمنعني عن ذلك في البداية، لكن عندما كبرت أصبحت أجد النقد الكثير بسبب سمنتي".

وتلعب الأسر دور مهم في مشكلة السمنة لدى الأبناء، حسب ما يوضح دكتور علم الاجتماع محمد الحباشنة: "هناك نوعين من الأسر, أسر تكون حريصة جداً على موضوع النحافة لدى أبنائها، بالمقابل هناك أسر تعزز مفهوم الطعام لدى الأبناء من خلال التعزيز الايجابي، وتشجع ابنائها على الكل بقولها : إذا أكلت جيداً راح أعطيك شي حلو, أو إذا نجحت في الامتحان سآخذ للمطعم،، وهكذا".

وقد يظهر السلوك الاجتماعي الخاطئ كمتهم أول وأساسي في موضوع السمنة المكتسبة. فمن التركيز على تناول المواد الغذائية الضارة إلى سوء التنظيم في الوجبات إلى ظهور الشكل الجديد للأسرة وهو الأسر الفردية على حد تعبير الدكتور الحباشنة: "أصبح لدينا شكل جديد من الأسر وهي أسر الأفراد، بحيث لم تعد هناك الأسر الممتدة التي تتناول وجباتها بتنظيم، كما لم يعد مفهوم الوجبة العائلية حاضراً لدى العديد من الاسر، حيث يتناول فرد يتناول طعامه مع أصحابه أو في العمل نظراً لطبيعة الحياة العملية التي تأثرت بها العائلة"

وفيما يعتبر البعض سن المراهقة العامل الأساسي لتغير العادات الغذائية يظهر لنا نوع آخر من مشاكل السمنة المكتسبة وهو سمنة الأطفال, والتي تلعب الحلوى فيها دور أساسي بحسب الدكتورة والأخصائية في علم التغذية سوزانا حداد التي تقول: "يجب أن يتم تخصيص الكميات الغذائية للطفل حسب العمر, فهناك كميات دهون وكميات كربوهايدرات، أملاح وبروتينات, أما السكريات فيجب أن لا تعطى للطفل حتى سن ثلاث سنوات، حتى لا يتعود جسم الطفل ويطلب السكريات بشكل دائم".

وتقف السمنة خلف العديد من الأمراض الجسمية والنفسية فتقول لنا إيمان: "أصبحت أعاني من ألم في الرجلين وصعوبة في التنقل وصعود الدرج وكذلك مشاكل في النوم أيضاً، وتضيف: "شخصياً لا أعاني من الحساسية تجاه مشكلتي ولكن لا أنكر بأن الكثيرين يعانون من رفض المجتمع وتضايقون من عبارات النقد حتى لو كانت إيجابية, لكنني أعترف بأنني أعاني من مشاكل في الزواج بسبب زيادة وزني".

الدكتور الحباشنة يؤكد على مصاحبة السمنة لمشاكل نفسية: "بغض النظر أن السمنة هي مرض بحد ذاتها، لكن هذا لا يتيح المجال للممارسات الخاطئة كأن نرى هذا الشخص غير مقبول اجتماعياً، وغير مرغوب به, ويجب أن يتحمل النقد المستمر، يقول الاصل الأصل هو أن يؤخذ الإنسان بكليته لكن مع سيادة ثقافة الشكل والتركيز على المظهر أصبح الشخص يقيم حسب المظهر ومعايير أخرى تتعلق بالجانب المادي لديه؛ ولذلك فإن كثير من حالات السمنى تأتي مرتبطة بأمراض الاكتئاب والقلق, الذي يؤدي بدوره للإصابة بالعديد من الأمراض العضوية الأخرى".

يضيف: "ولا ننسى أن هناك فروق فردية فمنهم من استطاع الانطلاق للمجتمع ولا تؤثر فيهم الانتقادات وهم راضون عن أنفسهم بغض النظر عن المضاعفات القلبية والأمراض الأخرى إلا أنهم عرفو أنفسهم بالشكل الصحيح, وهو أن يرى نفسه بكليته أي بغض النظر عن أي معايير تتعلق بالشكل إو أي إسقاطات تقع عليه من قبل الآخرين. وبالمقابل هناك من هم تحت مطرقة الوصمة الاجتماعي فنراهم منعزلين وبعيدين ويتجنبون كل ما يعرضهم للتواصل الاجتماعي".

هذا وتشير الاحصاءات الرسمية في الأردن إلى أن نسبة الأشخاص الذين يعانون من السمنة تبلغ %82 من الذكور و%80 من الإناث. كما كشفت دراسات حديثة صادرة عن وزارة الصحة والمركز الوطني لأمراض السكري بأن 650 مليون دينار هي نفقات الأردن سنوياً لعلاج السمنة والأمراض المصاحبة لها.

أضف تعليقك