السفير الإيراني: ندعو الأردن إلى علاقات اقتصاديّة واسعة وتأسيس سكّة حديد وشبكة كهرباء وخطّ غاز

السفير الإيراني: ندعو الأردن إلى علاقات اقتصاديّة واسعة وتأسيس سكّة حديد وشبكة كهرباء وخطّ غاز
الرابط المختصر

 

  •    الطريق البرّي بين طهران وبيروت لدعم حزب الله في مكافحة إسرائيل
  •    تصريحات الجامعة العربيّة في خصوص دعم إيران جماعة الحوثي لا قيمة لها

 

دعا السفير دعا الإيرانيّ في عمّان مجبتى فردوسي بور، المملكة الأردنيّة الهاشميّة لتوطيد العلاقات الاقتصادية مع إيران

 

قائلا في حوار مع الزميل محمد العرسان مراسل موقع "المونيتور" الذي يصدر باللغة الانجليزية إن" الجانب الأردنيّ من سيستفيد من هذه العلاقات بسبب حجم السوق الإيرانيّ الذي يبلغ 80 مليون نسمة،  مقابل 9 ملايين نسمة في السوق الأردنيّ،  مؤكد أنّ الجانب الصناعيّ التقنيّ الموجود في إيران لن يقارن مع الجانب الأردنيّ أبداً وهو الجانب الرابح في هذا المجال.

 

واضاف السفير" عندما استلمت مهامي كسفير في عام 2014، طلب منّي الرئيس حسن روحاني تعزيز العلاقات المشتركة بين البلدين، وضرورة أن نتّجه في هذا الاتّجاه الصحيح، كون أمن الأردن من أمن إيران والعكس صحيح".

 

ودعا السفير أن تكون هناك لجان سياسيّة مشتركة بين الطرفين، قائلا "نحن بقلوب مفتوحة، نأمل تعزيز العلاقات الاقتصاديّة ونتمنّى ذلك، وما بعد مكافحة الإرهاب يجب أن ننظر إلى استقرار الإقليم من خلال تأسيس نادٍ اقتصاديّ مشترك. نعاني من إرهاب وتطرّف فكريّ واقتصاديّ، ويجب تجفيف المنابع الماليّة والفكريّة للإرهاب من خلال محاربة الفقر والبطالة. كيف ذلك؟ من خلال تعزيز العلاقات الاقتصاديّة، وإيجاد سكّة حديد مشتركة، إذ يوجد فوق إيران 350 مليون مسلم في آسيا الوسطى والقوقاز إلى جانب تركيا والعراق ممّا يعني نصف مليار، ويشكّل ذلك في المحصّلة مليون حاجّ سنويّاً يمكن نقلهم إلى العمرة والحجّ. نحن وصلنا السكّة إلى جنوب العراق، ونأمل أن تمتدّ إلى المدينة المقدّسة من خلال معبر طريبيل أو العقبة، وهذا يساهم في حلّ مشكلة البطالة من خلال إيجاد أيادٍ عاملة. المشروع الثاني الاتّصال بشبكة كهرباء تربط بين  آسيا الوسطى والقوقاز والصين والعرب، ثمّ ندخل في مشروع خطوط غاز وبترول. لو فعلنا كلّ ذلك، ستزيل كلّ المعوقات الموجودة".

 

ويتابع "لكنّ الحكومة الأردنيّة لديها ملاحظات من أطراف خارجيّة. لديّ معلومات أنّ الحكومة الأردنيّة كانت بدأت هذا التعاون الاقتصاديّ من خلال لجان اقتصاديّة بين العراق والأردن. نحن كإيران اتّفقنا مع الأردن في عام 2015 على أن تكون هناك لجان اقتصاديّة مشتركة، لكن عندما جاءت قطيعة السعوديّة مع إيران وإغلاق السفارة الإيرانيّة في طهران، إضافة إلى استدعاء السفير الأردنيّ عبد الله أبو رمان من طهران في عام 2016 للتشاور، توقّفت اللجنة".

 

يشدّد السفير على أنّ إيران "لا تريد السيطرة على العواصم العربيّة"، مهاجماً في الوقت نفسه مخرجات اجتماع الجامعة العربيّة على مستوى وزراء الخارجيّة في 19 تشرين الثاني/نوفمبر، الذي اعتبر أنّ صواريخ إيران باتت تهدّد عواصم عربيّة، بعد إطلاق جماعة الحوثي صاروخاً بالستيّاً في اتّجاه الرياض في 5 تشرين الثاني/نوفمبر.

واعتبر فردوسي بور هذه الاتّهامات غير صحيحة ولا قيمة لها وأمراً مرفوضاً، نافياً أن تكون إيران  تساند جماعة الحوثي وأنصار الله في صنعاء وتمدّهم بالصواريخ البالستيّة، مؤكّداً في الوقت ذاته أنّ إيران تدعم حزب الله في مواجهة إسرائيل وتفتخر بذلك.

وعمل السفير فردوسي بور في الأردن قبل تولّيه منصبه، مديراً لدائرة الشرق الأوسط في وزارة الخارجيّة الإيرانيّة، وكان قائماً بالأعمال في سفارة إيران في الأردن في عام 2008 قبل تولّيه منصب القائم بالأعمال في سفارة بلاده في بيروت حتّى عام 2014.

وقدّم أوراقه رسميّاً سفيراً للجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة في عمّان في 31 آب/أغسطس 2014، خلفاً للسفير السابق مصطفی مصلح زاده، مؤكّداً أنّ لا صحّة للأخبار التي نشرت حول نهاية ولايته، إذ يخضع التمديد لولاية أخرى إلى موافقة مجلس الوزراء الإيرانيّ.

وقد حاور "الزميل محمد العرسان" السفير الإيرانيّ في عمّان حول ملفّات عدّة، وفي ما يلي نصّ الحوار:

 

تتوسّط خارطة كبيرة لفلسطين مكتب السفير الإيرانيّ في عمّان مجبتى فردوسي بور، إلى جانب مجسّم حجريّ لقبّة الصخرة. يؤمن السفير أنّ فلسطين هي بوصلة القضايا في المنطقة، ويجب أن تشير إلى "عدوّ واحد هو إسرائيل"، كما يقول في حوار خاصّ مع "المونيتور".

 

يعتقد السفير أنّ "هذه البوصلة تشتّتت في السنوات الأخيرة، بعدما وضعت حكومات عربيّة إيران كعدوّ بدلاً من إسرائيل"، إلّا أنّه يراهن على أنّ "الشعوب العربيّة لا تتّفق مع بعض قياداتها في تشتيت هذه البوصلة وتطبيع العلاقات مع إسرائيل".

يشدّد السفير على أنّ إيران "لا تريد السيطرة على العواصم العربيّة"، مهاجماً في الوقت نفسه مخرجات اجتماع الجامعة العربيّة على مستوى وزراء الخارجيّة في 19 تشرين الثاني/نوفمبر، الذي اعتبر أنّ صواريخ إيران باتت تهدّد عواصم عربيّة، بعد إطلاق جماعة الحوثي صاروخاً بالستيّاً في اتّجاه الرياض في 5 تشرين الثاني/نوفمبر.

 

واعتبر فردوسي بور هذه الاتّهامات غير صحيحة ولا قيمة لها وأمراً مرفوضاً، نافياً أن تكون إيران تساند جماعة الحوثي وأنصار الله في صنعاء وتمدّهم بالصواريخ البالستيّة، مؤكّداً في الوقت ذاته أنّ إيران تدعم حزب الله في مواجهة إسرائيل وتفتخر بذلك.

 

وعمل السفير فردوسي بور في الأردن قبل تولّيه منصبه، مديراً لدائرة الشرق الأوسط في وزارة الخارجيّة الإيرانيّة، وكان قائماً بالأعمال في سفارة إيران في الأردن في عام 2008 قبل تولّيه منصب القائم بالأعمال في سفارة بلاده في بيروت حتّى عام 2014.

 

رسميّاً سفيراً للجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة في عمّان في 31 آب/أغسطس 2014، خلفاً للسفير السابق مصطفی مصلح زاده، مؤكّداً أنّ لا صحّة للأخبار التي نشرت حول نهاية ولايته، إذ يخضع التمديد لولاية أخرى إلى موافقة مجلس الوزراء الإيرانيّ.

 

وقد حاور "المونيتور" السفير الإيرانيّ في عمّان حول ملفّات عدّة، وفي ما يلي نصّ الحوار:

المونيتور: هل تتوقّع أن تحقّق قمّة سوتشي التي جمعت إيران وتركيا وروسيا في 22\نوفمبر، تقدّماً في المفاوضات في خصوص الصراع في سوريا؟

 

فردوسي بور: قمّة سوتشي تأتي على خلفيّة اتّفاق مبدئيّ سابق بين روسيا وتركيا وإيران، لإيجاد حلول للأزمة السوريّة، والتي أسّست لمسار مفاوضات أستانة. ويأتي اجتماع سوتشي في المسار نفسه ومتابعة لقطف الثمار، بعد الانتهاء من عمليّات مكافحة الإرهاب، خصوصاً بعد العمليّات في منطقة البوكمال، وتطهير المناطق الملوّثة بـ"داعش" والإرهابيّين، وهذا هو بداية فصل جديد للحلّ السياسيّ أو التحرّك في اتّجاهه، وبدء المفاوضات المشتركة بين الحكومة السوريّة والمعارضة.

 

المونيتور: لماذا غابت أطراف فاعلة في الملفّ السوريّ (أمريكا، الأردن السعودية) عن قمّة سوتشي التي عقدت في 22 تشرين الثاني/نوفمبر؟

 

فردوسي بور: القمّة تأتي بعد اتّفاق ثلاثيّ (روسيّ-تركيّ-إيرانيّ) في موسكو في ديسمبر/كانون الأول 2016 ، ولا يعني أنّ غير الموجودين في هذه القمّة هم خارج إطار التوافق. هنالك اتّصالات هاتفيّة حصلت بين الرئيس الروسيّ فلادمير بوتين والقيادات في مصر وأميركا والسعوديّة، وهذا يعني أنّ هناك تواصلاً وارتباطاً وتبادل رسائل، حول نضوج الحلول السياسيّة بعد العمليّات العسكريّة.

 

المونيتور: الحريري عاد إلى لبنان في21\نوفمبر الماضي بعدما قدّم استقالته من السعوديّة، مهاجماً إيران، وقائلاً إنّها تنشر الشرّ في المنطقة، بينما أشارت تقارير إلى أنّ السعوديّة أجبرت الحريري على الاستقالة بعد تقاربه مع إيران، ما رأيكم في ذلك؟

 

فردوسي بور: كان هناك ترويج في وسائل الإعلام أنّ استقالة الحريري أجبرته عليها السعوديّة. ما سمعناه من خطاب هو أنّه إمّا كان مجبراً أو مسايسة، نحن نريد أن نسمع الكلام الصحيح من دون إجبار أو إكراه، وهذا شيء ضروريّ.

 

نحن سياستنا في لبنان التواصل مع كلّ الأطراف الموجودة، وفي آخر زيارة لمستشار سماحة المرشد الإيرانيّ للشؤون الدوليّة علي أكبر ولايتي في 3 تشرين الثاني/نوفمبر، التقى بالرئيس اللبنانيّ الجنرال ميشال عون ورئيس الوزراء سعد الحريري في قصر الرئاسة، وكان لقاء طيّباً ووطيداً، وطرح العديد من القضايا المشتركة، حتّى أنّ الحريري كان مسانداً للتفكير الإيرانيّ في حلّ الأزمة السوريّة، ويبدو أنّ ذلك أزعج بعض الأطراف إذا صحّت التقارير أنّ الحريري أجبر بسبب موقف سياسيّ وليس بسبب فساد ماليّ.

نحن طوال العقود الماضية، تعاملنا على أنّ علاقتنا مع جميع الأطراف الموجودة في لبنان مرنة، وندعم دائماً هذه الفكرة بأنّ أمن لبنان واستقراره بدعم جميع الأطراف على الساحة السياسيّة من دون استثناء أيّ طائفة، وإلّا سيكون خطأ كبيراً.

النظر إلى أنّ حزب الله يجب أن يخرج مكرهاً من الساحة السياسيّة، وأن يكون هامشيّاً ولا دور له، خطأ كبير، ونحن ننصح كلّ الجهات الإقليميّة بأنّ صيانة أمن لبنان واستقراره سيكونان من خلال نظرة واحدة لكلّ الأطراف، بالتعاون وتعزيز العلاقات والمحبّة، وعلى جميع الأطراف الخارجيّة مساندة هذه الفكرة.

 

المونيتور: كيف تقرؤون موقف جامعة الدول العربيّة التي قالت إنّ صواريخ إيران باتت تهدّد عواصم عربيّة، وإنّها تنشر الجماعات الإرهابيّة؟

فردوسي بور: هذا ليس صحيحاً ودقيقاً ولا قيمة له. ما حصل في اجتماع الجامعة العربيّة على مستوى وزراء الخارجيّة توهّم بأنّ إيران تريد احتلال العواصم العربيّة والسيطرة عليها، وموضوع الصواريخ مرفوض تماماً. إيران لا تساند جماعة الحوثي وأنصار الله في صنعاء. هذا خطأ، فالطرق البرّيّة والبحريّة والفضاء مغلقة في اتّجاه صنعاء. ولو كان ممكناً، لأوصلت إيران المواد الغذائيّة لدعم شعب اليمن. لا يوجد حتّى منفذ لإيصال طنّ من المساعدات الغذائيّة، فكيف للصواريخ الكبيرة أن تدخل إلى أنصار الله؟

 

الصواريخ إنتاج داخليّ للجيش اليمنيّ ولا علاقة لإيران بها، وما يقال عن تصدير الأسلحة والصواريخ البالستيّة الإيرانيّة إلى أنصار الله لضرب المملكة العربيّة السعوديّة محض كذب.

 

الأزمة اليمنيّة يجب أن تحلّ عن طريق سياسيّ، الحلّ العسكريّ مرفوض تماماً، يجب أن تكون هنالك مفاوضات مع جميع الأطراف اليمنيّة لحلّ مشكلتها داخليّاً، وأن تساند ذلك مراقبة دوليّة من قبل الأمم المتّحدة. ونحن لدينا تواصل مع مندوب أمين عام الأمم المتّحدة في هذا الاتّجاه، وأعلنّا دائماً ومراراً طرح مبادرات لوقف إطلاق النار، ثمّ إدخال المساعدات الإنسانيّة إلى الشعب اليمنيّ الفقير، ثمّ بدء الحوار السياسيّ المشترك لشرعنة الحكومة اليمنيّة من دون تدخّل أطراف خارجيّة.

 

المونيتور: سأعود إلى حزب الله، لمصلحة من فكفكته؟

 

فردوسي بور: زعزعة حزب الله هو لمصلحة إسرائيل، لا شكّ أبداً، أقول لمن يدعو لنزع سلاح الحزب من باب التخوف من هذا السلاح، سمعنا من أمين عام حزب الله حسن نصر الله أنّ حزب الله لم يرسل أسلحة إلى البلدان العربيّة سوى إلى الجانب الفلسطينيّ في غزّة في حروبه مع الجانب الإسرائيليّ. وأكّد أنّه لم يدعم الجانب اليمنيّ أبداً، بل شارك في محاربة الإرهاب في سوريا، وهذا يأتي من ناحية تأمين الأمن والاستقرار في لبنان، كون "داعش" وصل إلى الحدود اللبنانيّة، والتعاطي مع الإرهاب هو ملفّ مشترك ومتّفق عليه من الجميع، فـ"داعش" وجبهة النصرة موجودان على القوائم السوداء للأمم المتّحدة.

المونيتور: لكن هناك اختلافاً حول تعريف الإرهاب، فهناك من يتخوّف من وجود قوّات إيرانيّة وميليشيات شيعيّة في سوريا؟ ما حجم التواجد الإيرانيّ في سوريا؟

فردوسي بور: تواجد إيران في العراق وسوريا شرعيّ، ودخول المستشارين العسكريّين الإيرانيّين يأتي بطلب من جانب نظام وحكومة شرعيّين، وعندما يطلب من النظامين العراقيّ والسوريّ الشرعيّين الخروج، لا يوجد لدينا أيّ مانع، نحن ساندنا الجيشين السوريّ والعراقيّ في مكافحة الإرهاب، ونفتخر بذلك، كوننا كنّا جادّين في هذا الموضوع. الأطراف الأخرى لم تكن صادقة، أتت بكذب وفعلها كذب، ففي كلّ حصار على "داعش" في المناطق السوريّة، تأتي أميركا وتخرجها بأمان إلى مناطق أخرى، وهذا كارثيّ للأسف الشديد.

المونيتور: هناك مخاوف أردنيّة وعربيّة من طريق برّيّ يربط طهران ببيروت مروراً بالعراق ودمشق، هل تعمل إيران على هذا الطريق فعلاً؟

فردوسي بور: نحن دفعنا تكاليف باهظة في اتّجاه العدوّ المشترك للعالم العربيّ الإسلاميّ وهو إسرائيل. حضور ايران ومساندتها لجبهة الممانعة والمقاومة في هذا الإقليم صيانة للأمن العربيّ مقابل العدوّ المشترك. نحن في خندق واحد أمام العدوّ الإسرائيلي. لماذا الخوف من هذا التواجد؟ نحن من دون مجاملة نصرّ دائماً على أنّ عدوّنا هو الصهاينة والاحتلال الغاشم الموجود في فلسطين.

لا نخشى من تصريح ذلك، نحن ندعم حزب الله من أجل تحرير فلسطين، كما حرّر حزب الله الأراضي اللبنانيّة في الجنوب في عام 2000 بدعم إيرانيّ.

لا نخجل من أن نقول إنّنا ندعم حزب الله لمكافحة إسرائيل. لأيّ سبب تريد إيران هذا الطريق؟ إنّه لدعم حزب الله من أجل مكافحة الاحتلال الإسرائيليّ، وهذا فخر وليس ضدّ أيّ بلد عربيّ أو أيّ شعب عربيّ. فقد عارضنا دائماً تدخّل أيّ أطراف خارجيّة في البلدان العربيّة.

المونيتور: نشهد تقارباً حتّى لو لم يكن معلناً بين السعوديّة وإسرائيل، كيف تقرأ ذلك؟

فردوسي بور: هل الشعوب راضية بتشتيت البوصلة؟ بدل أن يكون العدوّ إسرائيل، تكون إيران. العديد من الشعوب مختلفة مع القيادات في ذلك، أمّا تطبيع العلاقات مع الجانب الإسرائيليّ فيصدر من جانب حكومات وقصور وليس من جانب شعوب.

المونيتور: هل هذا التقارب الإسرائيليّ-السعوديّ محاولة لمواجهة إيران؟

 

فردوسي بور: هذا خطأ، إسرائيل تخشى شنّ حرب مع حزب الله في جنوب لبنان، فكيف ستحارب إيران؟ وسمعنا في الفترة الأخيرة في 16 تشرين الثاني/نوفمبر من رئيس الأركان الإسرائيليّ الجنرال غادي إيزنكوت أنّ السعوديّة لن تورّطنا في حرب مع إيران، ولن تخوض حروباً بالوكالة. السؤال كيف اذا لم يكن بمقدور إسرائيل مهاجمة حزب الله وتخشى قدراته، كيف لها أن تحارب إيران، الحرب لن تتوقّف على الحدود ستمتدّ إلى بعد المستوطنات.

 

في المحصّلة، إذا كانت إسرائيل ترفض حرباً مع إيران فكيف حال السعوديّة، الكلام الذي يروّج في هذا المجال زوبعة في الإعلام فقط ليس أكثر من ذلك.

 

المونيتور: العلاقات الأردنيّة-الإيرانيّة ليست بأحسن أحوالها، هل حاولت إيران فتح أبواب مع الأردن؟

 

فردوسي بور: نحن لا نستجدي العلاقات، عند فتح أبواب لتعزيز العلاقات الاقتصاديّة وتوطيدها مثلاً بين إيران والمملكة الأردنيّة الهاشميّة، سيستفيد الجانب الأردنيّ. تعداد السوق الإيرانيّ 80 مليون نسمة، أمّا السوق الأردنيّ فبحدود الـ9 ملايين، كما أنّ الجانب الصناعيّ التقنيّ الموجود في إيران لن يقارن مع الجانب الأردنيّ أبداً وهو الجانب الرابح في هذا المجال.

 

عندما استلمت مهامي كسفير في عام 2014، طلب منّي الرئيس حسن روحاني تعزيز العلاقات المشتركة بين البلدين، وضرورة أن نتّجه في هذا الاتّجاه الصحيح، كون أمن الأردن من أمن إيران والعكس صحيح.

 

يجب أن تكون هناك لجان سياسيّة مشتركة بين الطرفين، نحن بقلوب مفتوحة، نأمل تعزيز العلاقات الاقتصاديّة ونتمنّى ذلك، وما بعد مكافحة الارهاب يجب أن ننظر إلى استقرار الإقليم من خلال تأسيس نادٍ اقتصاديّ مشترك. نعاني من إرهاب وتطرّف فكريّ واقتصاديّ، ويجب تجفيف المنابع الماليّة والفكريّة للإرهاب من خلال محاربة الفقر والبطالة. كيف ذلك؟ من خلال تعزيز العلاقات الاقتصاديّة، وإيجاد سكّة حديد مشتركة، إذ يوجد فوق إيران 350 مليون مسلم في آسيا الوسطى والقوقاز إلى جانب تركيا والعراق ممّا يعني نصف مليار، ويشكّل ذلك في المحصّلة مليون حاجّ سنويّاً يمكن نقلهم إلى العمرة والحجّ. نحن وصلنا السكّة إلى جنوب العراق، ونأمل أن تمتدّ إلى المدينة المقدّسة من خلال معبر طريبيل أو العقبة، وهذا يساهم في حلّ مشكلة البطالة من خلال إيجاد أيادٍ عاملة. المشروع الثاني الاتّصال بشبكة كهرباء تربط بين آسيا الوسطى والقوقاز والصين والعرب، ثمّ ندخل في مشروع خطوط غاز وبترول. لو فعلنا كلّ ذلك، ستزيل كلّ المعوقات الموجودة.

 

لكنّ الحكومة الأردنيّة لديها ملاحظات من أطراف خارجيّة. لديّ معلومات أنّ الحكومة الأردنيّة كانت بدأت هذا التعاون الاقتصاديّ من خلال لجان اقتصاديّة بين العراق والأردن. نحن كإيران اتّفقنا مع الأردن في عام 2015 على أن تكون هناك لجان اقتصاديّة مشتركة، لكن عندما جاءت قطيعة السعوديّة مع إيران وإغلاق السفارة السعودية في طهران، إضافة إلى استدعاء السفير الأردنيّ عبد الله أبو رمان من طهران في عام 2016 للتشاور، توقّفت اللجنة.

 

المونيتور: الأردن متخوّف من تواجد القوّات الإيرانيّة وحزب الله في القرب من الحدود الأردنيّة، كيف ترى هذا التخوّف؟

 

فردوسي بور: لدينا تواصل مع المملكة الأردنيّة الهاشميّة، وساندنا المملكة في مسار أستانة بأن تكون عضواً مراقبا. وخلال جولات مفاوضات أستانة السبع، كان الأردنيّون موجودين، ولم تكن جزئيّة الحدود بعيدة عن هذه المفاوضات، حتّى لمّا بدأ الاتّفاق الثلاثيّ (روسيا-أميركا-الأردن) لتخفيض التصعيد في الجنوب السوريّ، ساندنا هذه الفكرة، إذاً نحن متّفقون على مسار أستانة، فكيف يفسّر الخوف؟ يمكن أن نسمع ذلك على وسائل الإعلام، لكنّ المسار الصحيح يكون على طاولة الحوار في الغرف المغلقة بدلاً من ترويج توهّمات.

 

المونتيور: ما تعليق ايران على قرار الرئيس الأمريكي، بالاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل ونقل السفارة اليها؟

فردوسي بور: إيران نددت و استنكرت بقوة قرار ترامب المتعلق بالقدس، وأعلنت أن هذه القرار انتهاك لكل المعاهدات الدولية والمواثيق التي أصدرت من طرف منظمة الأمم المتحدة باتجاه فلسطين والقدس و فور صدور القرار المشؤوم تجمع الالاف في كافة انحاء الجمهورية الايرانية لدعم القضية الفلسطينية وعاصمتها القدس منددين بسياسات الولايات المتحدة الأمريكية.

كما اشار الرئيس الايراني حسن روحاني في قمة منظمة التعاون الإسلامي التي عقد في تركيا 13\كانون أول، أن هذا الاعتراف الأامريكي أثبت للذين كانوا يترصدون بارقة أمل منها لمملرسة دور ايجابي في معالجة الأرمة الفلسطينية، بأن أمريكا لا تفكر الا بمصالح تالكيان الصهيوني ولا تحترم مطالب الفلسطنيين المشروعة.

وأكد الرئيس روحاني في القمة الاسلامية على أهمية عودة القضية الفلسطينية لتصبح القضية المركزية في المنطقة بعد هزيمة داعش في العراق وسوريا، مشددا على أهمية التزام الأمم المتحدة وجلس الامن والجمعية العامة برفض قرار ترامب.