الحرب ضد "داعش" والبحث في المآلات

الحرب ضد "داعش" والبحث في المآلات
الرابط المختصر

لا تزال الأنظار الإعلامية تترقب كافة التطورات في المعارك الدائرة ضد معاقل تنظيم الدولة الإسلامية في كل من العراق وسورية، في قراءات متعددة لمجرياتها واستشراف مآلاتها.

 

الكاتب حسن أبو هنية، يرى أن نهاية حرب «الإرهاب» القديمة في سورية، توشك أن تؤسس لبداية حرب «الهيمنة» الجديدة بطرائق أخرى، فمع اقتراب قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة من طرد تنظيم «الدولة الإسلامية» من مدينة الرقة، بدأت المنافسة تشتد بين الفصائل المتناحرة في سبيل السيطرة على الأراضي الخاضعة لسيطرة التنظيم.

 

وعلى المقلب العراقي، تعمل المليشيات الشيعية العراقية على استثمار طرد تنظيم «الدولة الإسلامية» من مدينة الموصل بالزحف باتجاه المنطقة الحدودية الغربية من العراق، الأمر الذي سوف يفضي إلى سيطرة القوات التي تقودها إيران على خطوط الإمداد عبر العراق التي تربط إيران بسوريا ولبنان، بحسب أبو هنية.

 

ويضيف "في ظل انحسار سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية» في شمال سوريا من خلال «قوات سوريا الديمقراطية» بمكوناتها الأساسية الكردية المدعومة أميركيا عبر عملية «غضب الفرات»، وبفضل قوات عملية «درع الفرات» بمكوناتها العديدة من الجيش الحر وبعض الفصائل الإسلامية السنيّة المدعومة من تركيا، برزت أهمية الجبهة الجنوبية التي شهدت على مدى سنوات الأزمة السورية حالة من التوازن وضبط آليات الاشتباك بفضل عرفة التنسيق المشترك التي تضم مجموعة من دول أصدقاء سوريا وفي مقدمتهم أميركا والأردن".

 

ويقول الكاتب ماجد توبة "مع تضييق الخناق على تنظيم "داعش" في الموصل والرقة، واقتراب نجم هذه العصابة الارهابية من الأفول في "عاصمة خلافته"، الرقة، يحتدم صراع آخر، لا يقلُّ ضراوةً بين الأطراف الدولية والاقليمية المتصارعة على الأرض السورية، لتقاسم تركة "داعش" بأراضيه الشاسعة في سورية، ميدانها الرئيسي البادية الشرقية والحدود العراقية السورية.

 

"ورغم تعدد التهديدات الأميركية وتواليها، وإرفاقها بتعزيزات عسكرية في الجو وعلى الأرض (معبر وقاعدة التنف)، يبدو القرار عند الطرف الآخر قد اتخذ استراتيجيا لإعادة سيطرة الجيش السوري على أكبر مساحة ممكنة من البادية والحدود، مع تحمل مغامرة الاصطدام المباشر مع القوات الأميركية"، يضيف توبة.

 

وينتهي الكاتب إلى أن "الثابت حاليا، أن وقوف "داعش" على حافة النهاية والأفول وترك انسحابه لفراغات جغرافية واسعة في الأرض السورية المنكوبة بالحرب الأهلية وصراع الاجندات، يشير إلى فتح صراعات وتصعيدات أخطر في ربع الساعة الأخير للاستحواذ على تركة هذا التنظيم".

 

ويشير الكاتب فهد الفانك، إلى اقتراب انهيار "دولة داعش" بفرعيها العراقي والسوري في وقت واحد، لتصبح ذكراها مجرد حاشية عابرة على هامش إحدى صفحات التاريخ.

 

"وفي الأراضي الواسعة التي كانت تخضع لنفوذ داعش في غرب العراق وشرق سوريا ، تقول التقارير أن داعش تفقد يومياً نسبة متصاعدة من الأراضي التي كانت تشكل جزءاً من مساحة دولتهم".

 

ويضيف الفانك "يبقى عدم المبالغة في النتائج الإيجابية لهزيمة دولة الإرهاب ، فالموصل التي سوف يستردها الجيش العراقي والحشد الشعبي ليست مدينة الموصل المعروفة ، وثاني أعظم مدن العراق ، بل حطام مدينة: مساكن مهدمة وبنية تحتية معدومة.. كذلك فإن الرقة التي ستعود مدينة سوريا محررة ستكون في الواقع أطلال مدينة مدمرة".