" الجورة" مول في الهواء الطلق!

" الجورة" مول في الهواء الطلق!
الرابط المختصر

نهاية شارع الملك طلال وسط البلد عمان تنخفض بقعة من الأرض عن مستوى سطح الشارع عرفت شعبيا بـ " الجورة " تمتد على مساحة 3 دونمات خصص جزء منها كموقف للمركبات والجزء الأكبر مكانا لبيع الأثاث المستعمل.

لا يعلم اغلب رواد أخفض منطقة في وسط عمان انها كانت في الماضي مركزا لتوزيع المساعدات على النازحين في أعقاب حرب 1967، ثم تحولت الى سوق لبيع الملابس المستعملة لينتهي بها المطاف كموقف للسيارات و بيع الأثاث المستعمل.

فإذا كنت ترغب في شراء سرير او تلفاز و اثاث منزلي بسعر "طري" فما عليك الى ان تقصد "الجورة" لتجد ضالتك وسط خيارات متنوعة  وأسعار متفاوتة لدى عشرات المحلات المتخصصة.

و يلعب المظهر الخارجي للزبون دورا في تحديد الاسعار المعروضة، فإذا كنت حسن المظهر سيرتفع السعر بشكل تلقائيا ،ويبدأ بالتناقص تدريجيا مع استمرار الزبون بالتفاوض "المفاصلة" مع اصحاب المحال والبسطات.

هذه صورة واحدة من عشرات الصور التي يمكن لك مشاهدتها في سوق للاثاث المستعمل يقصده العشرات من المواطنين والمغتربين يوميا سط البلد و يعرف شعبيا بأسم "الجورة" بهدف الحصول على اثاث منزلي بجودة عالية وباسعار زهيدة.

زبائن "الجورة" لا يمثلون طبقة او منطقة بعينها هكذا وصف ابو محمد صاحب احد المحلات هناك و الذي يعمل في السوق منذ 30 عام واقبالهم على السوق ايضا يتفاوت بين يوم واخر خلال الاسبوع ولكنه يصبح اشبه بمنافسة حاشدة من قبل الزبائن لخطف ما يحتاجونه من قطع الاثاث خلال ايام العطل الرسمية.

 ويلجأ البائع ابو محمد الى اعلانات الصحف للحصول على بضاعته من الاثاث المستعمل الزائد عن حاجة  المواطنين او  المطاعم والفنادق التي تعمل على تحديث اثاثها في كل عام.

المعروضات  في "الجورة" لا تقتصر على الاثاث المستعمل بل هناك العديد من المحلات التي تدمج بين المستعمل والجديد في معروضاتها ، لتلبي جميع احتياجات الزبائن ، وتوفر المفروشات والاجهزة الكهربائية باسعار اقل من الاسواق الاخرى.

 ويعمل ابو خالد صاحب محل يدمج بين المستعمل والجديد على تطوير الاثاث المستعمل بالاضافة لتصنيع مفروشات بمشاغل خاصة بهم لبيعها باسعار قليلة ، حيث يقل سعر منتجاتهم من الاثاث باكثر من الربع عن المحلات الاخرى.

كما يغص جانبي السوق بالخردوات والقطع الحديدية والنحاسية كقطع غيار السيارات والمدافئ وقطع النقود والمفاتيح والاقفال والادوات الزراعية وغيرها الكثير، واغلب هذه الخردوات ما يجمع من الحاويات بعد فرزه، كما يقول احد الباعة.

 تشعر عند تجولك في السوق ان زبائن "الجورة" يحولون التخفي خوفا من مصادفة اخرين يعرفونهم وكأنهم خجلين من وجودهم في هذه المنطقة التي يعتقد ان من يرتادها هم من الفقراء فقط .

 وبوجهة نظرهم "الزبائن" ما يمكن شرائه من المحلات او "البسطات" في سوق "الجورة" لا يجدونه في اي مكان اخر ، وان وجد تكون اسعاره مرتفعة جدا ، اما اخرين فزيارتهم للسوق لا تتعدى هدف حصولهم على اي قطعة نادره وذات قيمة عالية بسعر زهيد.

ويشكل يوم الجمعة "موسما" خاصا للباعة في "الجورة" اذ يمتد نشاط البيع الى ابعد من الاثاث المستعمل بسبب الدخلاء على "الجورة" الذين يجلبون معهم كل ما أمكن بيعه من الخضراوات و المواد التموينية  لتتحول الجورة الى " مول في الهواء الطلق" تجد فيه اقسام للرياضة وتكنولجيا المعلومات والعاب وكل ما يحتاجه المنزل من اثاث مستعمل، و يحوي ملابس واداوت منزلية واكسسوارات شخصية و مواد لزينة السيارات .

 اصوات الجدال والتفاوض والترويج هي ما يمكن سماعها عند مرورك بجانب سوق "الجورة" زبائن تبحث عن الجودة واخرون يبحثون عن اسعار مقبولة وبعض اخر يبحث عن الاثنين معا اما التجار فلا يسعون سوى للحصول على رزقهم

و تعود ملكية "الجورة" إلى وزارة الأوقاف، التي أجرتها لمستثمر على أساس أن تكون موقفاً للسيارات.