التفاهمات الأردنية الإسرائيلية برعاية كيري حول الأقصى

التفاهمات الأردنية الإسرائيلية برعاية كيري حول الأقصى
الرابط المختصر

خلصت الجولة الماراثونية التي كانت عمّان ميدانا لها، ما بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي برعاية أمريكية، إلى توافق أعلنه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالحفاظ على "الوضع القائم" في الحرم القدسي.

 

ويتساءل الكاتب فهد الخيطان إن كان الترحيب الأردني بتعهدات نتنياهو متسرعا، مشيرا إلى أهمية تصريحات الملك اللاحقة التي ربطت بين الترحيب الأردني وتطبيق تلك التعهدات على أرض الواقع.

 

ويوضح الخيطان بأننا "أمام تعهدات شفهية، وليس بين أيدينا أي وثيقة مكتوبة"، مؤكدا أن الوثيقة الخطية هي فقط "الورقة" التي قدمها الأردن لكيري والتي تتضمن مطلبا صريحا وواضحا بالعودة إلى الوضع الذي كان قائما قبل العام 2000 في القدس، وحصر إدارة المقدسات الإسلامية في القدس بيد وزارة الأوقاف الأردنية، وكف يد الشرطة الإسرائيلية نهائيا.

 

إلا أن لدى الفلسطينيين قائمة أخرى من المطالب، لم يأت كيري ولا نتنياهو على ذكرها، وفي مقدمتها رفع الحواجز، ووقف حملات التفتيش والاعتقال وهدم البيوت في القدس والضفة الغربية، بحسب الخيطان.

 

ويصف الكاتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بـ"الكذاب"، الذي لا يمكن الوثوق بكلامه، مشددا على ضرورة الانتظار بعض الوقت قبل الترحيب، لحين التأكد من تنفيذ ما تعهد به بشأن الحرم الشريف والمسجد الأقصى، والكف عن السلوك العدواني والوحشي تجاه الفلسطينيين.

 

كما يرى الكاتب عريب الرنتاوي، أنها ليست المرة الأولى التي قد يخرق فيها نتنياهو "التفاهمات" و"الاتفاقيات" و"المعاهدات"، لافتا إلى انتهاك حكومته لأمن الأردن بمحاولته اغتيال خالد مشعل في أحد شواع عمان منتصف تسعينيات القرن الماضي، إضافة إلى تواصل الانتهاكات خلال حكومته الحالية للرعاية الأردنية للحرم القدسي.

 

ويضيف الرنتاوي بأن "التفاهمات" الأردنية – الإسرائيلية بوساطة كيري، اقتصرت على مواضيع تخص المسجد الأقصى، إلا أنها جاءت فضفاضة وعمومية.

 

ويرجح الكاتب عدم قدرة هذه التفاهمات على تهدئة "الهبة" الشعبية الفلسطينية، سيما بوجود قوى وازنة كحركتي حماس والجهاد وكثير من الفصائل وأطراف من حركة فتح.

 

أما الكاتب عبد اله المجالي، فيرى فيما تنطوي عليه تلك التفاهمات ما يضع الأردن في موقف محرج، مشيرا إلى أن الاتفاق يؤسس لشرعية زيارة اليهود إلى المسجد الأقصى والحرم القدسي، خلافا لما يعتبره المرابطون في باحاته ومئات الملايين في فلسطين والعلم العربي والإسلامي انتهاكا لأولى القبلتين.

 

ويضيف المجالي "سيكون الأردن في مواجهة المرابطين ووسائل الإعلام التي تتابع ما يجري هناك، وملايين المسلمين المتعاطفين مع المرابطين، وسيظهر وكأنه يدافع عن حق اليهود في اقتحام الأقصى، وهو أمر سيسئ للأردنيين جميعا قيادة وشعبا.