التربية تغربل المناهج وتزيل بعض المظاهر الدينية
اخضعت وزارة التربية والتعليم المناهج الدراسية في الصفوف الأولى للتعديل و " الغربلة" وخصوصا منهاج التربية الإسلامية استنادا للخطة الحكومية لـ"محاربة التطرف" التي نصت ضرورة "تعديل المناهج وترسيخ معاني الاعتدال والوسطية ".
ونشر ناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي صورا لمنهاج التربية الإسلامية للصف الأول قبل وبعد التعديل، مع تغيير طال فقط لحية الرجل في الصورة وحجاب المرأة ولباسها، في وقت اعتبرت فيه وزارة التربية والتعليم أن إزالة بعض المظاهر الدينية يعتبر من باب "التنوع".
ونصت الخطة الحكومية لمحاربة الفكر المتطرف التي أقرها مجلس الوزراء الأردني بحزيران الماضي على ضرورة "تعديل المناهج وترسيخ معاني الاعتدال والوسطية والقيم الإنسانية العليا مثل العدالة، والتسامح والمحبة، وقبول الآخر في الحياة".
هل تغذي المناهج التطرف؟
وزير التربية والتعليم الأسبق، والقيادي في جماعة الإخوان المسلمين إسحاق الفرحان ينفي تهمة التطرف عن المناهج الأردنية، مؤكدا أن "أي التزام بالإسلام لا يعد إرهابا وتطرفا، والحجاب جزء من تعاليم الإسلام ولا يجب أن يقرن بالتطرف".
داعيا وزارة التربية والتعليم في الوقت نفسه لإعادة طرح قضايا حذفت من المناهج الأردنية "كالقضية الفلسطينية التي كانت تدرس كمنهاج مستقل"، مبينا أن "ما يجري من أحداث سياسية في المنطقة انعكس على الحياة العامة ومن بينها المناهج".
وتأثرت المناهج الأردنية تاريخيا بالأحداث السياسية في المنطقة وطرأت تغييرات على دروس تتعلق بالقضية الفلسطينية بعد توقيع معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية في 25 تشرين الأول/ أكتوبر 1994، وشطبت السلطات الأردنية دروسا لرموز أردنية حاربت على أرض فلسطين كالشهيد الطيار فراس العجلوني الذي استشهد في قصف الطيران الإسرائيلي للقاعدة الجوية في المفرق عام 1967.
ويرى الخبير التربوي والرئيس السابق للجنة معلمي وكالة الغوث كاظم عايش، أن المناهج تأثرت بعد معاهدة وادي عربة، "إذ نصت المعاهدة على بنود واضحة بالتزام أطراف المعاهدة على عدم التحريض، مما انعكس على المناهج حيث تم شطب بعض الدروس".
ويقول عايش إن "جهات خارجية وداخلية تضغط على الأردن لتعديل المناهج بسبب ما تشهده المنطقة من أحداث وما يسمى الحرب على التطرف والإرهاب"، مشددا على أن "المناهج الأردنية لا تغذي التطرف".
ويعتقد عايش أن "هناك مبالغة في هذا الطرح من قبل البعض خصوصا ربط الحجاب واللحية والآيات التي تتحدث عن الجهاد واليهود بالتطرف، والذي يأتي في المحصلة ضمن الحرب على الإسلام". على حد قوله.
نقابة المعلمين ممنوعة من المشاركة في تعديل المناهج
وتمنع السلطات الأردنية نقابة المعلمين الأردنيين بموجب القانون من المشاركة في تعديل المناهج، ونصت المادة الخامسة من قانون نقابة المعلمين على "التزام النقابة بعدم التدخل بسياسات التعليم والمناهج والبرامج".
وقال الناطق باسم نقابة المعلمين الأردنيين أحمد الحجايا : "رغم أن القانون حظر مشاركة النقابة في تعديل المناهج لكن لا يمنعنا كمعلمين وأولياء أمور من إبداء وجهة نظرنا، ولدينا القدرة على إبداء الرأي أذا رأينا ولاحظنا وجود خطر أو أي شيء لا ينسجم مع التوجه الوطني والقيمي والأخلاقي".
ويدعو لعدم تصديق كل "ما يشاع ويقال على موقع الفيسبوك"، مؤكدا أن "المناهج يجري عليها تطوير وتغيير وتحديث بما ينسجم وتطور العصر وخاصة مناهج التربية الاجتماعية والوطنية والعلمية".
وزارة التربية: نسعى لزرع قيم التسامح
بدورها قالت وزارة التربية والتعليم الأردنية إنها تخضع جميع المناهج إلى التطوير دون استثناء وبدأت خطة التطوير من مناهج الصفوف الأولى لتشمل فيما بعد باقي المراحل باستثناء اللغة الإنجليزية التي طورت سابقا.
مديرة إدارة المناهج والكتب المدرسية في الوزارة وفاء العبداللات تؤكد أن "الموضوع تربوي بحت، فآخر تطوير حصل على المناهج الأردنية كان منذ عشر سنوات، حيث تقوم الوزارة بشكل دوري بتطوير المناهج وتضمينها القيم الأخلاقية بشكل أوسع كالعيش المشترك والاعتدال والتسامح؛ كون المنطقة تشهد تغييرات كثيرة وفي ظل التطرف وانتشار المنظمات المتطرفة، فلا بد من التركيز على نبذ العنف والتطرف، إلى جانب توظيف التكنولوجيا وتطوير مهارات التفكير الناقد ومواكبة المستجدات والمهارات على المشاكل والإبداع والريادة".
أما بخصوص مناهج التربية الإسلامية للصفوف الأولى، فتقول العبداللات " إن الوزارة قامت بتطويرها السنة الماضية، وتجري عملية تجريب للمناهج وتتلقى تغذية ومراجعة من المعلمين والمشرفين التربويين من الميدان، إذ تحرص الوزارة على أن يكون هناك تنوع في المحتوى والصور، كوجود صور للذكو وأخرى للإناث ومحجبات وبدون حجاب، ومن الملاحظات التي وردت لماذا تكون السيدة محجبة داخل البيت؟".
وكانت دراسة حكومية لصندوق البحث العلمي في الجامعة الأردنية أوصت بتضمين مناهج التعليم والخطاب الذي يعزز الولاء الوطني والقومي، وتعزيز القيم والعادات الإيجابية في مواجهة التطرف. عربي 21