"الاتفاق الثلاثي" والدور الأردني بالجنوب السوري

"الاتفاق الثلاثي" والدور الأردني بالجنوب السوري
الرابط المختصر

مع تواصل التطورات العسكرية في المعارك الدائرة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في كل من العراق وسورية، أعلنت موسكو وواشنطن عن اتفاق بمشاركة أردنية لخفض التصعيد في الجنوب السوري المحاذي لحدود المملكة، وهو ما كان له مساحته لقراءات كتاب الرأي في الصحف اليومية.

 

 

الكاتب عريب الرنتاوي، يرى أن إخراج منطقة “تخفيف التصعيد” الجنوبية من مسار أستانا، لم يكن أمرا مفاجئا، فالدول المتأثرة والفاعلة في هذه المنطقة، الأردن وإسرائيل تحديدا، ليس لها مصلحة في قيام إيران ولا حتى تركيا، بدور الضامن والراعي لهذه في المنطقة.

 

 

"والاتفاق الذي أعلن عنه من هامبورغ، حيث تدور أعمال قمة العشرين.. لم يكن وليد لحظته، فقد سبقته مفاوضات سرية وعلنية، في عمان بين الأطراف الدولية الثلاث التي أعلنت الاتفاق ومهرته بتواقيعها، أو في محيط درعا (بلدة أزرع) السورية بين النظام والمعارضة..".

 

 

ويضيف الرنتاوي "لا نعرف الكثير حتى الآن عن تفاصيل الاتفاق، لكننا نعرف أن تنفيذه بدأ قبل التوقيع عليه بأسبوع، عندما أعلنت دمشق من جانب واحد، وقفاً لإطلاق النار في المنطقة الجنوبية لمدة خمسة أيام، عادت ومددته لمدة يومين آخرين، تنتهي مع بدء سريان الاتفاق الثلاثي فجر اليوم الأحد".

 

 

والأردن، بحسب الرنتاوي، عرّف مصالحه في جنوب سوريا، بإبعاد المنظمات الإرهابية أولاً ومنع ميليشيات إيران وحرسها الثوري من الاقتراب من الحدود ثانياً، وتأمين حدوده الشمالية من أية تهديدات ثالثاً، وفتح المعبر واستئناف التبادل التجاري وحركة الأفراد مع سوريا، رابعا.

 

 

ويخلص الكاتب إلى أن "الاتفاق الثلاثي حول الجنوب السوري، إن قُدّرَ له أن يرى النور، سيكون تطوراً نوعياً في الأزمة السورية، وسيعد أول ثمرة واختبار للتعاون الروسي الأمريكي، وسيؤسس لانفراجة حقيقية لمساري أستانا وجنيف".

 

 

ويلفت الكاتب جمال الشواهين، إلى أن الإعلان رسميا عن الاتفاق جاء في أول لقاء جمع الرئيسين الروسي والأمريكي ما يعني أن الخطوة هامة واستراتيجية، "غير أن السؤال الأبرز في الأمر عن الدور الأردني، وفيما إذا هو إسنادي أو عسكري مباشر أو غير ذلك، لكن في المجمل يعد الأمر نقلة نوعية للازمة في سورية؛ كونه أول اتفاق موقعا ومعلنا حولها بين واشنطن وموسكو".

 

 

ويوضح الشواهين بأن الأردن دولة مقبولة كطرف شبه محايد ليكون لاعبا متحفزا في صفوف الاحتياط؛ كونه لا يتدخل مباشرة إلا عبر قرارات دولية أو تفاهمات موقعة.

 

 

ويشير الكاتب فيصل ملكاوي، إلى أن الاتفاق هو ثمرة جهود واتصالات طويلة ومكثفة شملت لقاءات عديدة في عمان ضمت الأردن والولايات المتحدة وروسيا نتج عنها في النهاية منطقة خفض التصعيد الاولى وربما الاكثر اهمية من الناحية الاستراتيجية بين مناطق خفض التصعيد الاربعة التي تم الاتفاق عليها في اجتماع استانا 4 في بداية أيار الماضي.

 

 

ويذهب ملكاوي إلى أن أهمية الاتفاق في جنوب سوريا أنها ذات ابعاد شاملة سواء بالنسبة للأطراف المنخرطة فيه أو بالنسبة للمسار السياسي فيما يخص الأزمة السورية ومحاولة خلق بيئة تهيئ بشكل أفضل لهذا المسار والحل الذي يمكن أن ينبثق عنه في المستقبل.

 

 

و"بالنسبة للأردن.. فإن هذا الحل هو الخيار الوحيد والذي يواصل التمسك بالدعوة اليه كوصفة وحيدة لحل الازمة بما يضمن وقف نزيف الدم السوري ويوقف تشريد ابناء الشعب السوري ويحفظ وحدة وسيادة سوريا ويتيح عودة ابناء الشعب السوري الى ديارهم باقرب وقت بناء على حل يشارك فيه جميع ابناء الشعب السوري بما يرتضونه لمستقبل بلادهم".

 

 

ويضيف الكاتب بأن للأردن، كدولة جارة لسوريا تملك معها خط حدود يمتد لأكثر من 370 كيلومتر، أهدافا استراتيجية على رأسها أن الأمن الوطني الأردني خط أحمرلا يقبل أي مساس ولا تهديد بأي شكل من أي تداعيات للأزمة السورية، وكذلك عدم اقتراب أي تنظيمات ارهابية او مليشيات مذهبية من الحدود.

 

 

كما يذهب الكاتب مهند مبيضين، إلى أن الأردن حقق نهاية الأسبوع موقفين مهمين في معادلة الصراع الدولي، الدائر في المنطقة، أحدهما يتلخص، باتفاق قمة العشرين لمراقبة وقف إطلاق النار في جنوب غرب سوريا.

 

 

ويوضح مبيضين بأن "الأردن هنا طرف مستقل له حساباته وهواجسه وبخاصة من وجود قوات إيرانية على مقربة من حدوده، وروسيا ممثل عن نظام الأسد، والولايات المتحدة طرف حاسم ورادع لإيران وممثل غير مباشر عن إسرائيل".

 

 

أما الكاتب عمر العياصرة، فيرى أن أفضل ما خرج عن لقاء ( ترامب – بوتين ) في قمة العشرين في هامبورغ الألمانية، توصلهم الى اتفاق على وقف إطلاق النار في جنوب غربي سوريا، مشيرا إلى أن دخول الولايات المتحدة على خط الاتفاق، يعني انها تريد منع وجود اي قوات إيرانية او ميليشيات تابعة لها بالقرب من المناطق الحدودية للأردن ولفلسطين المحتلة.

 

 

ويضيف العياصرة بأن "هذا الاتفاق يمكن أن لا يعجب البعض، ومنهم المعارضة المتواجدة في الاستانا، وكذلك إيران والنظام السوري، لكن هذا لا يعنينا، فالضامن حجمه كبير، وفرصة حماية أمننا الوطني في أدق مراحل الأزمة السورية أولى عندنا من إرضاء «فلان وعلان».