الأونروا تبدأ تقليص خدماتها بفصل موظفي نظافة
اعتصم ناشطون وعاملون في وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطنين " الاونروا " صباح اليوم الثلاثاء في مخيم الحصن باربد رفضا لتقليص خدمات "الأونروا"، الذي أدى إلى إنهاء خدمات عدد من العاملين في الوكالة.
ويوضح الناشط السياسي اياد مرعي لـ "عمان نت" أن الوقفة تأتي نتيجة لتنفيذ قرار الفصل التعسفي بحق 15 عاملا في النظافة داخل مخيم الحصن.
ويشير إلى أن فصل هؤلاء العمال الذين يقدمون خدمة للمخيم منذ سنوات طويلة سيؤدي إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية لعائلاتهم .
من جانبه، ابدى وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي استعداد الوزارة لبذل الجهد لتجنيب الأردن والمنطقة من ازمة سياسية حقيقية قد تتفاقم في حال عدم استجابة الدول المانحة لاحتياجات الوكالة .
واكد الصفدي ردا على رسالة النائب طارق خوري، بادارك الحكومة لخطورة تقليص خدمات الوكالة وانعكاساته السلبية، موضحا بانه يجري إتصالات مكثفة مع الأتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية لحثهم بضرورة الالتزام بدفع حصصهم المستحقة والمترتبة عليهم.
من جانبه يؤكد أمين سر اللجنة العليا للدفاع عن حق العودة للاجئيين الفلسطينيين طلعت أبو عثمان، أن تقليص خدمات الوكالة يأتي ضمن ما وصفه بالمؤامرة على قضية اللاجئين وحقهم بالعودة الذي تستهدفه الإدارة الأمريكية والصهيونية.
ويشير أبو عثمان إلى إنهاء خدمات أكثر من مئة عامل من الوكالة مؤخرا، مشددا على أن خطورة ذلك قد تصل إلى إنهاء وجود "الأنروا" نفسها والتي تعد الشاهد الوحيد على قضية حق عودة اللاجئين إلى وطنهم، على حد تعبيره.
وكانت انهت "الأونروا"، أمس، خدمات أكثر من 100 موظف من العاملين لديها بالأردن، كما علقت التعيينات وربطتها بـ "الحاجة"، ضمن أولى اجراءات ضبط النفقات والخدمات المقدمة للاجئين الفلسطينيين.
وانهت الانروا خدمات العاملين على نظام المياومة، وهم بدلاء الدرجة الثانية، كعمال النظافة وأذنة المدارس والعيادات.
ويأتي قرار انهاء الخدمات بحسب "الأنروا" نتيجة ما تكبدته من عجز مالي بنحو 174 مليون دولار، جراء تلويح الإدارة الأمريكية بوقف المساعدات المالية عن الوكالة.
من جانبه، يستبعد الناطق الاعلامي باسم "الانروا" ضمن مناطق العمليات الخمسة في فلسطين سامي مشعشع اتخاذ هذا القرار الأمريكي، موضحا أن الوكالة لم تبلغ رسميا بأي قرار يتعلق بالمساعدات المالية الأمريكية لميزانيتها، حيث سيتم التعامل معه في حال اتخاذه.
ويشير مشعشع إلى أن القرار إذا ما تم اتخاذه، فسيؤثر ذلك على الخدمات المقدمة لنحو 5 مليون لاجيء فلسطيني في الأردن وسوريا ولبنان وقطاع غزة والضفة، خاصة وأن الانروا تعاني تاريخيا من العجز المالي بميزانيتها.
وبلغ حجم العجز المالي في الوكالة العام الماضي، بحسب مشعشع، 49 مليون دولار، تم ترحيله للعام الجاري، مرجحا تفاقم هذه الأزمة إذا اتخذت الإدارة الأمريكية قرارها فعليا فيما يتعلق بالمساعدات.
ويلفت مشعشع إلى أنه في حال تراجع الدعم المالي من أي جهة كانت، فهناك دعم ممول للانروا، حيث تؤيد أغلبية الدول التأكيد على أهمية دور الوكالة باستقرار المنطقة والتنمية البشرية، إضافة إلى دعم الدول العربية والخليجية لها.
"كما أن هنالك تنسيقا متواصلا وعال المستوى ما بين الحكومة الأردنية والانروا، فيما يتعلق بتقديم الخدمات، التي تساهم بها أيضا"، يقول مشعشع.
هذا ويقدر مجموع المنح المقدمة من الولايات المتحدة والتي تعد أكبر جهة مانحة للانروا بـ 368 مليون دولار، أي ما نسبته 30% من إجمالي التمويل المقدم من الدول المانحة .