الأردن بين "تحرير" الأنبار ومعارك درعا

الأردن بين "تحرير" الأنبار ومعارك درعا

لاتزال التطورات العسكرية في المناطق السورية والعراقية المحاذية لحدود المملكة الشمالية والشرقية، رهينة تداعيات دراماتيكية، تثير التساؤلات عن مدى انعكاسها على الأردن.

 

فعلى الجانب السوري، يستعرض الكاتب محمد أبو رمان، آخر التطورات التي تزامنت، وتلت، مقتل قائد ما يعرف بـ"جيش الإسلام" المعارض زهران علوش، مرجحا ارتباط هذا الحدث بترتيبات عسكرية روسية إيرانية سورية، بدءا من العاصمة دمشق وريفها، وصولا إلى درعا الجنوبية وضواحيها.

 

ويلفت أبو رمان إلى تزامن مقتل علوش، مع الاتفاقيات التي عقدها الجيش السوري مع أطراف من المعارضة، لإجلاء المقاتلين وعائلاتهم في كل من مخيم اليرموك والحجر الأسود، وما لحقه من تنفيذ الاتفاق المرحّل المتعلق بـ"كفريا والفوعا-الزبداني".

 

ويتساءل الكاتب عن معنى كل هذه التطورات بالنسبة للأردن، مشيرا إلى أن نجاح المشروع العسكري الجديد سيؤدي إلى أن تكون درعا وريفها والمناطق المحيطة، التي كان أغلبها في يد المعارضة المسلحة المتصالحة مع عمان والرياض، محاصرة وتحت التهديد.

 

ويستذكر أبو رمان اتفاق "الجنتلمان" بين الأردن وروسيا، لتهدئة الأوضاع في المناطق السورية الجنوبية التي تمسّ مباشرةً الأمن الوطني الأردني، الأمر الذي يطرح تساؤلا إن كانت المعادلة الأردنية قد تغيرت بخصوص درعا، وإن كانت محاولة الحرس الثوري الإيراني استعادة المناطق الجنوبية مقبولة أردنيا، أو أن ما يحدث يعد اختراقاً خطيراً للتفاهمات الأردنية الروسية.

 

ولا ينتظر الكاتب أجوبة لتلك التساؤلات، وإنما يستعرضها في سبيل التفكير والعصف الذهني حول ما يجري على الحدود الشمالية.

 

وعلى المقلب الشرقي العراقي، يرى الكاتب فهد الخيطان أن "دحر" تنظيم الدولة الإسلامية في محافظة الأنبار، بعيدا عن الحدود الأردنية،  يخفف من أعباء التأهب العسكري والأمني، ويمنح الفرصة للتركيز أكثر على الجبهة الشمالية التي تشهد تطورات ميدانية مهمة.

 

إلا أنه يؤكد في الوقت نفسه، أن ذلك لا يعني الركون للوضع الجديد في الأنبار؛ لأن النصر ليس حاسما، وقد لا يكون دائما، فـ"الأنبار محافظة مترامية الأطراف، ولم يتمكن الجيش النظامي العراقي بكل إمكاناته من الدفاع عنها من قبل".

 

ويشير الخيطان إلى الدور الذي يمكن للأردن القيام به من خلال علاقاته الواسعة مع العشائر العراقية في الأنبار وصلاته الجيدة مع الحكومة العراقية، ببناء جسور الثقة بين الطرفين، والعمل على تمكين الزعامات العشائرية والاجتماعية الوطنية من السيطرة على المناطق المحررة، إضافة إلى دعم جهود الجيش العراقي في تطهير المناطق المحاذية للحدود بين البلدين.

 

ويشدد على أن تأمين الحدود مع العراق وضمان ديمومة النصر في الأنبار، وعلى طول الطريق الممتدة لبغداد، يشكل مصلحة حيوية واستراتيجية للأردن، إذ يفتح الباب من جديد لانسياب السلع بين البلدين، واستعادة زخم التجارة المتوقفة مع العراق.

 

فيما يعتبر الكاتب صفوت حدادين، أن عملية "تحرير" الأنبار خطوة تجاه انهيار تنظيم "داعش"، قد يتبعه تسليم الموصل التي تعد معقلا للتنظيم في العراق.

 

ويضيف حدادين بأن تحرير الرمادي، هو التطور الأول في الحرب على الإرهاب بعد هجمات "باريس"، و عدم الربط بين الحادثتين يعد تجاهلاً لحقائق سياسية انبثقت عن الضوضاء العالمية التي خلفها ضرب الإرهاب في أوروبا.

 

ويخلص الكاتب إلى أن "تحرير الرمادي يعني أن سيناريو تقسيم العراق أُعدم، لكن صدقية مسار الأحداث مرهونة بانطلاق معركة الموصل التي لا يجب أن تستغرق وقتا".

 

أضف تعليقك